حمد العنزي
ما بين سندان المؤسسة العامة للرعاية السكنية ومطرقة بلدية الكويت والهيئة العامة للصناعة واسلوب التأخير والتأجيل لازالة سكراب منطقة أمغرة طالب سكان مدينة سعد العبدالله الاسكانية المسؤولين بمعالجة مشاكلهم وحلها بالسرعة المطلوبة والمتمثلة في ازالة سكراب «امغرة» القريب من القسائم السكنية الخاصة بالمواطنين وما يخلفه من الازدحامات حيث يوجد العديد من السيارات القديمة المتهالكة وقطع الحديد الخردة المتكدسة المنتشرة في كل انحاء المنطقة، اضافة لوجود مصانع الاخشاب والاصباغ والحديد والمواد الاسمنتية وما تشكله من خطر يهدد حياة سكان المدينة الى جانب تأثيرها البيئي بانبعاث الغازات السامة وما تسببه من امراض، وبين الاهالي ان الموقع الحالي للسكراب وقربه من المدينة اصبح يهدد حياة اولادهم نتيجة انتشار العمالة السائبة الهامشية الهاربة من القانون التي وجدت في هذا المكان ملاذا امنا بعيدا عن الجهات الرقابية والامنية، وطالب سكان مدينة سعد العبدالله الجهات المسؤولة بضرورة ايجاد مخرج حقيقي لمشاكلهم، خصوصا ان المد العمراني وصل الى بعد امتار من منطقة السكراب ولابد من ازالته وايجاد مكان بديل، مؤكدين ان الموقع الحالي من الممكن الاستفادة منه في خدمات أخرى. «الأنباء» قامت بجولة داخل منطقة سكراب امغرة واستطلعت آراء سكان المدينة القريبة من السكراب الى جانب ردود اصحاب المحلات. وفيما يلي التفاصيل:
قال احد سكان مدينة سعد العبدالله الاسكانية القريبة والملاصقة لسكراب منطقة امغرة ويدعى عبدالرحمن اللجي ان الاوضاع العامة للمدينة مأساوية في ظل تواجد السكراب القريب من بيوتنا وما يخلفه من مشاكل بيئية وصحية وامنية تهدد ارواح السكان.
واشار الى ان جميع أهالي مدينة سعد العبدالله الاسكانية وضواحيها ينتظرون بفارغ الصبر وعود المسؤولين التي قطعوها بازالة المصانع وسكراب السيارات القريبة من المدينة وانشاء مرافق خدمية ومنتزهات مفيدة للمنطقة بدلا منها، مؤكدا ان فترة الانتظار طالت وامتدت لعدة سنوات ولابد من ازالة هذه المصانع والسكراب متسائلا: هل من المعقول والمنطق ان نعيش ونسكن بين هذه الفوضى والمشاكل التي تهدد حياة ارواحنا واولادنا، خصوصا ان المنطقة تعج بالمخالفات والملوثات غير الصحية المحيطة بنا جراء هذه المصانع التي تنفث علينا الادخنة وحرائق الاخشاب وروائح الاصباغ والبلاستيك والاسمنت التي اصبحت مزعجة لنا جميعا.
إزالة السكراب.. متى؟
من جانبه حمل يوسف النزال مسؤولية عدم ازالة سكراب منطقة امغرة للجهات المسؤولة بالدولة وعلى رأسها بلدية الكويت ووزارة التجارة والصناعة والمؤسسة العامة للرعاية السكنية التي لم تحرك ساكنا في الاستعجال لازالة السكراب الذي اصبح يهدد حياتهم اليومية في كل لحظة، مشيرا الى انه سمع منذ عدة اعوام عن مشروع ازالة السكراب من قبل الجهات المسؤولة الا انه حتى هذا اليوم بقيت جميع هذه الوعود والمشروع برمته حبرا على ورق دون تفعيل او تحريك.
تجاوزات أمغرة
بدوره قال بدر العنزي ان سكراب امغرة وصلت تجاوزاته لحدود غير معقولة فسلامة المواطنين في خطر من ناحية الأمراض والأضرار البيئية الخطيرة وبالذات ما يحدث بين فينة وأخرى من حرائق للأخشاب وتسرب الغازات السامة وانبعاث الروائح الكريهة التي يستنشقها سكان المنطقة القريبون من السكراب والمصانع الأمر الذي يهدد حياتهم، اضافة الى سوء تخزين المواد سريعة الاشتعال من البلاستيك والأخشاب التي تهدد حياة الأهالي سكان المنطقة القريبن من السكراب، حيث تنبعث الأدخنة في حالة حدوث حريق لا قدر الله مسببة لهم الكثير من الأمراض، خصوصا انه يوجد بينهم من يشتكي من امراض الربو والحساسية، مشددا على اهمية قيام الجهات المعنية بالوقوف والكشف السريع والمتواصل على هذه المصانع ومحاسبتها ومخالفتها بالطرق القانونية، مؤكدا انه يطالب بتطبيق القانون وبالسرعة الممكنة لازالة سكراب منطقة أمغرة والمصانع والمحلات المحيطة بالمنطقة دون تأخير، خصوصا انها مصانع ومحلات مخالفة وغير مطابقة للشروط الصحية نظرا لما تخلفه من ادخنة وروائح بلاستيكية واسمنتية وكذلك الاصباغ التي تسبب الكثير من الأمراض الحساسية والربو وضيق التنفس التي عادة ما يتعرض لها الأهالي.
بضعة أمتار
بدوره اشار براك المطيري الى ان سكراب منطقة امغرة لا يبعد سوى بضعة امتار عن منزله الذي يسكنه مما يعني انني اعيش في قلق دائم وخوف مستمر لأن هذا الموقع قريب من العزاب من العمالة الآسيوية السائبة وغيرها الذين ينتشرون في انحاء المنطقة دون حسيب او رقيب من الجهات الامنية بالمنطقة.
واضاف ان الزحف العمراني والقسائم السكنية اصبح لا يفصلها عن السكراب اي شيء فهي تكاد تكون متلاصقة معه مما ينذر بحدوث كارثة لا قدر الله في الأيام المقبلة مع اقتراب العام الدراسي الجديد وافتتاح المدارس القريبة من موقع السكراب، متسائلا كيف يأمن المواطن على اولاده من هذه العمالة السائبة؟ ناهيك عن رائحة الأدخنة وانبعاثها والزيوت التي تفوح رائحتها القريبة من سكان المدينة مخلفة وراءها مزيدا من الأمراض والتلوث البيئي.
منظر غير حضاري
من جهته اوضح سالم الشمري ان الموقع الحالي لسكراب امغرة فيه حالة من الفوضى والاهمال العارم وعدم التنظيم والترتيب، مشيرا الى ان المنظر العام لسكراب امغرة يعتبر غير حضاري خصوصا اذا ما عرفنا ان الامتداد العمراني الذي وصل الى المنطقة اصبح قريبا جدا من السكراب الحالي وهذا الامر جعل المنطقة تزخر بالازدحامات والحوادث الخطيرة بسبب قلة المداخل والمخارج للمنطقة، مطالبا الجهات المسؤولة بسرعة التدخل وازالة السكراب واستبداله بمخارج ومداخل للمنطقة.
من ناحيته طالب احد اصحاب المحلات التجارية في سكراب منطقة امغرة ويدعى علاء عدوي بتوضيح الامور حول ما اذا كانت هناك ازالة واضحة للسكراب والمصانع ام لا، مشيرا الى انه سمع عن ذلك القرار والقانون قبل اكثر من عدة سنوات الا انه حتى هذه اللحظة لم تتم عملية الازالة، مؤكدا انه في حالة تم تطبيق القانون فإنه لابد من ايجاد البديل، خصوصا اننا دفعنا الى اصحاب هذه المحلات الشرعيين مبالغ مالية كبيرة نظير بقائنا في هذه المحلات لانها مصدر رزقنا فليس لنا ملاذ سواها.
عبدالنور محمد صاحب كراج لتصليح السيارات قال: الى هذا اليوم لم نتلق اي انذار من قبل البلدية ولا الهيئة العامة للصناعة باخلاء المنطقة وتركها، مشيرا الى ان الامور تعتبر معلقة ولا نعرف نهايتها حتى اليوم حول ما اذا كانت هناك ازالة للسكراب والمصانع ام لا.
محمد عليان بائع قطع غيار داخل السكراب يقول: ان الموقع الحالي للسكراب يعتبر قريبا من كل المناطق الصناعية ومكانه تعود عليه الجميع، مبينا انه في حالة ازالته واخلاء محلاته فلابد من اختيار منطقة مناسبة من حيث الموقع وتوفير الخدمات بها.
بدوره نصر خليف اوضح انه يمارس عمله في سكراب امغرة منذ مدة طويلة ولا يتصور ان تأتي لحظة ويفارق ذلك المكان لاي جهة اخرى، مؤكدا ان زبائنه تعودوا المجيء لتصليح سياراتهم دون عناء وفي حالة نقل السكراب فإنها ستكون خسارة لنا جميعا.
حمدي احمد كان له رأي آخر من ناحية الازالة وقال ما المانع من تغير موقع السكراب الحالي لمنطقة اخرى شريطة ان تكون مناسبة وغير بعيدة من ناحية المسافة للمناطق الاخرى، مشيرا الى ان الارزاق على الله فزبائننا سيأتون الينا اينما ذهبنا.
نور وليان قال: ان حالة الارتباك وسماع الاشاعات في الوقت الحالي هما السمة السائدة لاصحاب المحلات بسكراب منطقة امغرة حول توقيت الازالة من عدمه مشيرا انه لم يتلق حتى الآن اي انذار بإخلاء محله والذي نسمعه يعتبر مجرد اقاويل.