- الشمري: القيمة الثقافية لما يعرف بـ«الفاشينيستا» تكاد تكون نادرة
- السعدون: ضرورة وجود رقابة مجتمعية على المشاهير ونبذ أي تصرفات خاطئة منهم
- اللوغاني: الفاشينيستا ليست وظيفة من الأساس والبعض يستحقون الشهرة وآخرون ما هم إلا مهرجون
لميس بلال
لا يخفى ان وسائل التواصل الاجتماعي كانت سببا رئيسيا في الترويج لسلع ومنتجات وخدمات حقق اصحابها من ورائها مكاسب مادية كبيرة، كما انها سلطت الأضواء عبر فضائها الواسع على وجوه وأشخاص لم نكن نألفهم أو نعرفهم من قبل فأصبحوا يظهرون كنجوم، من هؤلاء «الفاشينيستا»، التي ظهرت مع الطفرات التي تحدث بين الحين والآخر في عالم الانترنت ووسائل التواصل وخاصة مع ميلاد الانستغرام وسناب شات، فانتشرت بصورة كبيرة الى درجة ان إعلاناتها غزت وسائل التواصل بل الشوارع.
وقد وجد المعلنون في هؤلاء ضالتهم في الترويج لمنتجاتهم.. شيوع هذه الظاهرة مؤخرا بين عامة الناس وخواصهم من فنانين ولاعبين وحتى رجال دين في بعض الأحيان يطرح العديد من التساؤلات حول «الفاشينيستا»، من هم؟ ومن صنعهم؟ ومن المسؤول عن نوعية المنتجات التي يروجون لها؟ خاصة ان الربح المادي فقط في اغلب الأحيان هو الهدف من هذه الإعلانات التي يعرضها هؤلاء الأشخاص ليس بين اليوم والآخر بل بين الساعة والأخرى. «الأنباء» استطلعت بعض الآراء للوقوف على هذه الظاهرة:
في البداية يرى د. سعد الشمري ان القيمة الثقافية لما يعرف بـ «الفاشينيستا» تكاد تكون نادرة، وهذا الأمر يشكل ظاهرة خطيرة، ذلك انه لا رقابة تتشكل امام متابعيهم وبالأخص صغار السن، وهو الأمر الذي قد يتسبب بتقليد أعمى لكل الأمور التي قد يقوم بها «الفاشن» دون ان يكون هناك أي اعتبار منهم للجماهير التي تختلف باعمارها وعقلياتها، مشيرا الى ان هناك اشخاصا اصبحوا ضمن هذه الفئة بسبب مقاطع فيديو كانت بها ايحاءات جنسية او مواقف كوميدية تتسبب بضرر جسدي ونفسي اذا ما طبقت على أشخاص آخرين عبر تقليد المتابعين لهم.
اما د. تركي السعدون فيعتقد ان المجتمع هو الذي يجب ان يتحكم في شهرة الأشخاص عبر تقبله لما يطرحونه ويروجون له، وهذا الدور للأسف الشديد يفتقده مجتمعنا في الوقت الراهن، خصوصا ان اغلب المشاهير اصبحوا كذلك لأسباب سطحية، وقد عزز المعلنون الذين يلجأون للمشاهير للترويج لمنتجاتهم هذا الأمر، لأنهم يبحثون عن الأكثر وسامة بين الجنسين الذكور والاناث لعمل الدعاية الاعلانية، من غير تكبد عناء البحث عن مضمون ما يقدمه هذا الشخص المشهور في حسابه الشخصي.
ويعتقد د. السعدون ان الأضرار الفكرية التي قد تصيب متابعي بعض «الفاشينيستا» لا تقل خطورة عن الاضرار الصحية خصوصا ان بعضهم قد يعزز مفاهيم دينية واجتماعية خاطئة تضر الشخص نفسه وبالتالي يعود الضرر على المجتمع ككل، وهنا يجب التذكير مجددا بضرورة وجود رقابة مجتمعية ذاتية على هؤلاء المشاهير ونبذ أي تصرفات خاطئة منهم.
وتؤكد اللوغاني على المردود المادي لـ «الفاشينيستا» وتقول «نعم بالتأكيد فالمردود المادي وفير لدرجة ان بعض الفتيات تركن وظائفهن لأن مردوده قوي ! وللأسف قرأت الكثير من القصص وشاهدت الكثير من المواقف بأن حلم هؤلاء الشباب أن يصبحوا «فاش» وبلوغرز أسهل وأفضل وأقوى ماديا عوضا عن الدراسة والتعب والتعامل مع مدير متسلط في العمل.. وبالتأكيد هذا الحلم ناتج من قلة وعي وإدراك بأن هذه الهبة او الهواية او المردود المادي الآخر مؤقت ان لم يحافظ صاحبه على دبلوماسيته وأناقة أخلاقه وتعاملاته مع الجميع !
أجر فوق المعقول
بدوره، يقول ابراهيم الحبــــابي عن وظيفـــة الفاشينيستا لا شك انها فن جميل في صنع الموضة لكن لا أجد شخصية تحترف هذا الفن بمعناه الحقيقي فنحن لا نشاهد في وسائل التواصل الاجتماعي إلا عارضات أزياء لا صانعات موضة. وعن مردود الفاشينيستا المادي وهل يفي بالغرض؟ وهل اصبح حلم كل شاب وشابة العمل بهذا المجال؟ يقول الحبابي: لا أعرف ما الغرض المقصود.. فلكل انسان مقاصده واهدافه الخاصة لكني أجد ان الأجر الذي يتقاضونه الفاشينيستات كبير جدا فوق المعقول، لأن المحتوى بلا قيمة حقيقية، ومع كل الاحترام لحرياتهم الشخصية في اختيار أي دور يناسبهم، لكن كل انسان يقدر قيمة العقل والثقافة والإنسانية لن يحلم بدور يصبح فيه مجرد أداة للعرض، لا فاعلا يملك رسالة انسانية سامية ويضفي تغييرا إيجابيا في الحياة.
وظيفة موسمية
من جانبها، تقول منسقة الأزياء والمظهر روان المرزوق اذا تعاملت الفاشينيستا مع وظيفتها بطريقة جدية وبتجدد دائم مع الموضة وطرحت مواضيع تهم الناس دائما ومختلفة فمن الممكن ان تكون وظيفة آمنة لها، ولكن برأيي لا أتوقع ان أي فاشنستا يجب ان تعتمد على ان تكون وظيفتها الأساسية مهنة «الفاشينيستا» لأنها بالنهاية وظيفة موسمية تعتمد على الطلب والعرض فيما يخص الأعمال والأحداث التي تشارك بها الفاشينيستا لذلك لابد ان تكون او يكون من يعمل بهذا المجال مبدعا بحيث تكون وظيفة آمنة وليكون لها دخل شهري.
وتضيف المرزوق أن اغلب الشباب والشابات يعتقدون انها وظيفة سهلة فيظنون ان الفاشينيستا ترتدي اجمل الأزياء وتكون في قمة اناقتها لتحضر حدثا معينا مع مردود مادي كبير جدا، ولكن في الواقع يمكن ان تكون هذه الأرقام غير صحيحة، وواجبنا ان تكون هناك توعية للجيل القادم بما يطمحون له حيث في السابق كانت الطموحات مختلفة فكان الشباب سابقا يحلمون بالتدريس او الطب او الهندسة ولكن الآن وبسبب الزخم في عالم السوشيال ميديا والأضواء المتسلطة على نجوم السوشيال ميديا لاحظنا ان اهداف الشباب تغيرت.
وعــــــن مواصفـــــات الفاشينيستات تقول انه لابد ان يكون لديها شغف وحب اطلاع ودائما متجددة بناحية الموضة والأزياء والميك اب والشعر ويحتم عليها سوق العمل في حال كانت واجهة لماركة معينة او لافتتاح معرض، ان تكون مرتدية الموضة الحالية وبشكل معين. وفي الدول الخارجية تكون موهبة الفاشينيستات تطغى على الجمال الخارجي وذلك بحكم اسلوبها في طرح المعلومة وذكائها أما في العالم العربي والخليجي فنحن نربط الجمال بالموضوع، وبشكل عام فمن الضروري جدا ان يكون للفاشنستا اسلوب في طرح الموضوع وتكون مثقفة ومطلعة على ثقافات اخرى لأنها بالنهاية تمثل نفسها، خصوصا ان بعض المتابعين يغيرون رأيهم فيمن يحبون من المشاهير لأن اسلوبهم في الطرح لم يلق استحسان المتابع.
ضمان مردود آخر
ويقول مشاري السعيد: برأيي الفاشينيستا ليست وظيفة آمنة 100% خصوصا اننا في الكويت نؤمن بمبدأ «الهبة»، فمثلا الناس انشغلوا بتويتر الا انهم نسوه بعد ظهور برامج أخرى.
والعمل بمجال السوشيال ميديا وخاصة مهنة الفاشينستات فله مردود مادي مميز لكن لابد ان تستفيد الفاشينيستات من هذه الشهرة بعمل مشروع وضمان مردود آخر وانا شخصيا عندي وظيفة لا أستغني عنها ولن اعتمد على مردود العمل في مجال السوشيال ميديا.
أما بخصوص حلم العمل بهذا المجال فيؤكد السعيد أن الكثيرين يتمنون العمل به.
وعن مواصفات الفاشينيستات قال السعيد انه اشتهر بطريقة مختلفة حيث انه يشارك المتابعين بيومياته وبطريقة طبيعية ويقول «ربما هنا كنت مختلفا عن غيري ممن يحاولون ان يشتهروا وما زلت امشي بنفس الخطوات التي بدأت بها اما لو كان الغرض وهدف الفاشينيستات فقط الانتشار والشهرة فلا اتوقع ان تدوم هذه الشهرة.
من جانبه، قال براك المقلد ان الفاشينيستا مجرد عارضات ازياء لقبوا أنفسهن بهذا اللقب والسبب الفاشن والموضة وكل بنت او شاب بإمكانه ان يصبح مثلهم.
وهي ليست مهنة بل مجرد عرض سلع، وكل شخص يستطيع ان يصبح مثلهم فيسجل مقطع فيديو فيه ايحاءات في البداية وبعدها يشتهر ويصبح فاشنستا.
ويضيف: الفاشينيستات سلاح ذو حدين فيمكن ان تكون مهنة آمنة وطرح مواضيع مفيدة للمجتمع والمراهقات ايضا كالمكياج والأزياء بطريقة لبقة أو تقوم بعمل دعاية لأزياء غير محتشمة لتروج لمنتجات مضرة كالسجائر.
ويضيف المقلد: ان مردود الفاشينيستا المادي أصبح أفضل من العقار حيث ان الدعاية الواحدة تقدر بـ 1000 د.ك وشهريا يقدر المردود بـ 15 إلى 20 ألف دينار وبرأيي فإن هذا المردود مبالغ فيه والناس اعطتهم اكثر من اللازم.
ولذلك اصبح أغلبية الشباب يحلمون بالعمل بمهنة الفاشينيستا لغرض معين وهو المال فقط.
وعن مواصفات الفاشينيستا يقول المقلد لكل دعاية معينة مواصفات معينة وهنا يكمن التنوع في المواصفات ولكن برأيي الشخصي فظاهرة الفاشينيستا ستكون لفترة محدودة وتنتهي في الكويت.
وقد احتلت هذه القضية مساحة كبيرة في حوارات الشارع الاجتماعي والسياسي، أيضا، على اعتبار أن هناك من يصنف القضية، بأن لها أبعادا سياسية، ويكفي أن تبحث عن «فاشنستا» في «تويتر»، لتجد نتائج عديدة.