- عمر: ازدياد وتيرة العواصف الترابية في البلاد نتيجة الجفاف
دارين العلي
توقعت مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية د.سميرة السيد عمر ان تزداد وتيرة العواصف الترابية بالكويت بسبب ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض الأمر الذي يجب أخذه بعين الاعتبار في الوقت الحالي للتخفيف من الآثار الضارة لتلك العواصف.
كلام د.السيد عمر جاء عقب توقيعها مع مدير عام الهيئة العامة للبيئة الشيخ عبدالله الأحمد عقدين لإنجاز مشروعين بحثيين يختص أولهما بقياس مستوى الزئبق في الهواء الجوي والثاني يتعلق بالغبار والعواصف الغبارية في الكويت تبلغ تكلفتهما 376 ألف دينار لمدة عامين. وفي هذا الإطار تحدث المدير العام لهيئة البيئة الشيخ عبدالله احمد لافتا الى ان العقد الاول خاص بإعداد دراسة مكثفة عن تلوث الهواء بالزئبق في الكويت وتحديد مستويات الزئبق الحالية بالهواء وسبل الحد من انبعاثه من مصادره.
ولفت الى ان المشروع يهدف الى تقييم مستويات الزئبق في الهواء الجوي من أجل إنشاء خط الأساس لتراكيزه وتحديد مصادره الرئيسية وتفسير وتحليل البيانات التي تم جمعها القديمة والحديثة ومقارنتها بمستويات الزئبق في الغلاف الجوي للمعايير الوطنية والدولية ودراسة سبل الحد من انبعاثه والتخفيف من تراكيزه الموجودة. أما العقد الثاني الخاص بالغبار فأوضح ان المعهد سيقيم دراسة حول الطبيعة وكمية الغبار المتساقط والتوزيع الجغرافي لمصادره ونوعية الميكروبات المصاحبة للغبار في المواسم المختلفة من العام وسبل التخفيف من آثاره والتأقلم معه.
وذكر ان مشروع الغبار يهدف الى رصد انبعاثات الغبار بواسطة الأقمار الاصطناعية على مدار الساعة في أثناء عدد من العواصف مع الرصد الأرضي للغبار المتساقط في عدد من نقاط الرصد (وحدات تجميع غبار) لمدة عام وتحديد العلاقة بين العواصف الغبارية وظروف الجفاف وتدهور الأراضي (نظم معلومات جغرافية).
وأفاد بأن هذا المشروع سيحدد أيضا الخصائص الطبيعية والكيميائية والبيولوجية للغبار المتساقط مع التركيز على الميكروبات المصاحبة وتحديد مصادر الغبار المحلية وإعداد خرائط لها وإعداد خطة طوارئ للتخفيف من آثارها وتحديث المعلومات عن استخدامات الأراضي والمعالم الأرضية والغطاء النباتي مع إعداد قاعدة بيانات عن الغبار المتساقط بالبلاد.
وبدورها، قالت مدير عام معهد الأبحاث د.سميرة السيد عمر: ان لمشروع قياس مستوى الزئبق في الهواء مخرجات أهمها تأسيس خط الأساس (مستويات الزئبق الحالية في الهواء الجوي) ليكون هناك اتفاق عام مع العالم للحد من انبعاثات الزئبق من مصادره والمتمثلة في احتراق الوقود الأحفوري ومحارق النفايات الخطرة وتصنيع الجير ومحارق النفايات الطبية وغيرها، مؤكدة انه سيتم اختيار عدد من المواقع لقياس مستويات الزئبق في الهواء الجوي بأحدث الطرق الحديثة. وأضافت السيد عمر انه سيتم إنشاء خط الأساس من التلوث بالزئبق للدولة بأكملها من الكويت مع مصادره الأكثر احتمالا ومعدلات الانبعاثات الخاصة بها، وأن نتائج الدراسة ستقدم مقتراحات تدابير التخفيف للحد من انبعاثات الزئبق من مصادر كل منها لحل تلوث الزئبق في الهواء المحيط، لافتة الى ان فترة تنفيذ هذه الدراسة ستستغرق 24 شهرا بتكلفة كلية تبلغ 158 ألفا و140 دينارا.
وفيما يخص مشروع الغبار والعواصف الغبارية بينت ان الكويت تتعرض لموجات من الغبار خلال فصلي الربيع والصيف بشكل عام، حيث انها تعرضت البلاد ودول الجوار خلال المواسم (2007-2008) و(2015-2016) لموجة من الجفاف تسببت في زيادة العواصف الترابية بشكل ملحوظ وسجلت عواصف غبارية عدة كان من أشهرها عاصفة 25 مارس 2011.
وأوضحت ان تلك العاصفة كانت أشد العواصف الغبارية خلال العقدين الأخيرين تراوحت سرعة الرياح من 50 الى 80 كيلومتر في الساعة، حيث تدنت الرؤية بشكل ملحوظ وصلت إلى إنعدام كامل (صفر) وترتب عليها تعطيل الملاحة الجوية والبحرية وتعطيل إنتاج وتصدير النفط فضلا عن تسببها في خسائر بالأرواح.
وأكدت انه من المتوقع أن تزداد المساحة من الأرض المتأثرة بالجفاف الشديد من قرابة 1% (الوقت الراهن) إلى 30 في نهاية القرن ما يعني زيادة في فرص انتشار العواصف الغبارية.
وقالت عمر: انه «من هنا تتبين أهمية هذه الدراسة التي ستنجز في إطار العقد المبرم بين الجانبين خصوصا انها تختص بالعلاقة بين كميات الغبار المتساقطة والنواحي الفيزيوغرافية في الكويت»، مشيرة الى أن فريق العمل البحثي سيقوم بدراسة الخصائص الطبيعية والكيميائية والبيولوجية لعدد من العواصف الغبارية والغبار المتساقط عبر تقنيات عدة حديثة.
وأوضحت ان تلك التقنيات تتمثل في الاستشعار عن بعد والمسوحات الحقلية فضلا عن رصد الغبار المتساقط أسبوعيا (خلال فصلي الربيع والصيف) وشهريا (خلال فصلي الخريف والشتاء) في عدد من نقاط الرصد لمدة عام مع التعرف على مصادر الغبار المحلية وإعداد خرائط لها.
وأضافت ان أهم مخرجات هذه الدراسة إعداد قاعدة بيانات جيوبيئية عن العواصف الغبارية والغبار المتساقط بالكويت وتحديد إطار عام لإدارة العواصف الغبارية بالكويت (نظم إنذار مبكر والتكيف والتخفيف من حدة العواصف). لافتة الى ان هذه الدراسة سيقوم بها فريق بحثي متعدد التخصصات من معهد الأبحاث وهيئة البيئة يضم باحثين مختصين الجيولوجيا والجيومورفولوجيا وتقييم المخاطر والأرصاد الجوية والاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية والكيمياء وتلوث الهواء الجوي والتكنولوجيا الحيوية والهندسة المدنية والنمذجة الرياضية.
وأوضحت ان هذا المشروع سيستغرق تنفيذه 24 شهرا بتكلفة كلية تبلغ 218 ألف دينار مشيدة باهتمام هيئة البيئة في الاعتماد بشكل أكبر على نتائج البحث العلمي والتطوير لمعالجة قضايا البيئة مما ينعكس إيجابا على المنظومة البيئية بالبلاد.