- حسون خطب الجمعة في آلاف المصلين وأبكى الحضور: مَن ذلك الآثم الذي قتل قديروف؟ وعن أي جهاد يتحدثون بقتل أئمة المسلمين؟!
- عليكم بالالتفاف حول القيادة الشرعية ولا تستمعوا لأنصاف العلماء وعليكم بالعلماء الربانيين وميادين الجهاد منها العمران والبناء والتجارة
العاصمة الشيشانية غروزني
أسامة أبوالسعود
أكد وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية د.عادل الفلاح ان الكويت كانت بفضل الله داعما رئيسيا لدولة الشيشان عبر ارسال آلاف الاطنان من المساعدات للمشردين والمهجرين الذين أجبرهم القتال على هجر وطنهم وديارهم، داعيا اياهم للالتفاف حول الشرعية والقيادة ليكونوا صفا واحدا في بناء بلدهم.
وشدد د.الفلاح في كلمة ألقاها عقب خطبة الجمعة في مسجد حي احمد قديروف وسط العاصمة الشيشانية ويقع ضمن المجمع الاسلامي الضخم الذي بني قبل عام ويضم المسجد والجامعة الاسلامية ومبنى الادارة الدينية والافتاء وتم افتتاحه بحضور كل السفراء العرب والمسلمين المعتمدين لدى روسيا وألقى السفير الكويتي كلمة باسم صاحب السمو، شدد الفلاح على ان ميادين الجهاد منها العمران والبناء والتجارة والعلم وتقديم نموذج اسلامي متميز للعالم.
ودعا الحضور لئلا يستمعوا لآي صيحة او رأي شاذ وعليهم ان يستمعوا للعلماء الربانيين من امثال الشيخ محمد صادق محمد يوسف الذي أكرمنا الله به في منطقة القوقاز كلها فهو يمثل العلم والحكمة والعقل والتعقل، محذرا من الاستماع لأنصاف العلماء.
وقال د.الفلاح لحشود المصلين: جئتكم للتهنئة بعيد الفطر السعيد ولنتشاور ونتعاون على الحق والخير ـ بإذن الله تعالى ـ فقلوبنا معكم منذ زمن بعيد، فرحنا كان شديدا بانكسار وتفكك هذا الستار الحديدي من الشيوعية، وفرحنا بلقائكم ورؤيتكم ولكن اصابنا الحزن الشديد للفتن والقتل، وادعوا اخواني ان يعافيهم الله من هذا البلاء الذي لا يوجد تأصيل شرعي ولا عقلي ولا منطقي له.
وأكد ان الكويت شكلت لجانا لنصيحة اخواننا بأن يتوقفوا عن ذلك القتال ويعودوا للبناء ولكن للأسف الشديد الكثير من العوامل وقفت حائلا دون تنفيذ ذلك.
وأضاف: «الحسرة ملأت قلوبنا لانكسار تلك اللحمة الشيشانية وان يترك الكثير من الشيشانيين أرضهم وديارهم ووطنهم، لم نجد بدا من مساعدتهم بآلاف الاطنان من المساعدات بفضل الله».
وتابع د.الفلاح «كم فرحنا بعودة أصوات كثيرة للعقل والحكمة والتأصيل الشرعي وفي مقدمتها الحاج احمد قديروف وفرحنا بأن تستمر تلك الأصوات وتواصلت مع ابنه البار رمضان ليواصل هذه العقلانية والحكمة والرزانة ورجاحة العقل».
وشدد الفلاح على انه لم يكن يتصور منذ زيارته الأخيرة الى الشيشان ان تتطور بهذا الشكل السريع والقريب من الاعجاز، مضيفا «اياكم وفساد ذات البين فإنها كما قال رسولنا الكريم «الحالقة» لا اقول تحلق الشعر ولكنها تحلق الدين»، مؤكدا ان الفرقة والتنازع والاختلاف هي التي تؤدي الى فساد الدين.
وأكد د.الفلاح في ختام كلمته ان الكويت قيادة وحكومة وشعبا تقف الى جوار اخوانها في الشيشان التي بفضل الله بدأ يتعافى من كثير من مشكلات الماضي، مشددا على ان المساعدات الكويتية ستستمر بإذن الله بفضل حب قيادة الكويت وشعبها الأبي للشعب الشيشاني المسلم.
وكان مفتي سورية د.احمد بدر الدين حسون أمّ المصلين وخطب خطبة رائعة أبكت الرئيس الشيشاني الشاب رمضان احمد حجي قديروف «مواليد 1976» وبكى مفتي سورية وبكى الحضور الحاشد في مسجد حجي احمد قديروف وسط العاصمة الشيشانية غروزني حينما تذكر ذكرياته مع الرئيس الراحل ومفتي الشيشان السابق ووالد الرئيس الحالي احمد حجي قديروف الذي تم اغتياله قبل فترة حيث تساءل مفتي سورية: «من ذلك الآثم الذي قتل قديروف وعن أي جهاد يتحدثون بقتل أئمة المسلمين؟!».
وشدد على ان هؤلاء هم من قتلوا عثمان بن عفان وهو يقرأ القران وقتلوا عليا وعمر، مشددا على القول «لو هدمت الكعبة حجرا حجرا وبيت المقدس سنعيد بناءهما، ولكن كيف سنعيد دم المسلم الذي جعل الله قطرة من دمه أغلى من الكعبة». ولفت الى ان هؤلاء قتلوا العلماء في سورية وهم ينشرون القتل في الصومال وأفغانستان والعراق وغيرها، داعيا إياهم الى صوت الحكمة والعقل لا الى القتل والتدمير.
وتابع مفتي سورية قائلا في خطبة الجمعة «أسأل من يتباهون بالقتل، كم قتل نبيكم من البشر؟، وهو الذي لو أراد القتل لقتل كل المشركين يوم فتح مكة وغيرهم آلاف من الجزيرة العربية وهو الذي كان يقول «انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب»، مشددا على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسوق الناس الى الاسلام وليس الى القتل.
وأكد ان من أراد قتل الناس فلم يعرف الاسلام ولا نبي الاسلام، مشددا على ان المسلمين نشروا الاسلام بالجهاد وليس بالسيف وبالعمل ليس بالكسل وبالعلم لا بالجهل فتركوا لنا في العالم آثارا طيبة.
وتابع قائلا «الله الله يا ابناء الشيشان، وما أعظمك ايها القائد الشهيد الحجي احمد قديروف وأنت تبني المساجد والجامعة وتبني الرجال»، مضيفا «يا أبناء الشيشان وأبناء احمد قديروف احملوا راية الحب والسلام الى كل ابناء روسيا».
ودعا مفتي سورية، في ختام خطبته، الله ان ينعم على بلاد الشيشان بنعمة الأمن والأمان والرخاء.