دعا رئيس قسم النقد والادب المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية د.علي العنزي الشباب المثقف من اصحاب الاقلام الرشيقة الموهوبة والواعدة للتقدم خلال الفترة من 28 الجاري وحتى الاول من اكتوبر المقبل للتسجيل للدراسة في قسم «النقد والادب» بالمعهد العالي للفنون المسرحية، مشيرا الى ان المشهد الثقافي ـ النقدي الكويتي من بين مجمل فنون التعبير، بحاجة الى المزيد من الحيوية والنشاط والاقبال في ظل انحسار الثقافة وندرة الكتاب الموهوبين المنعطفين نحو كتابة النقد.
واشار العنزي الى ان الحركة النقدية المحلية سجلت تباطؤ مجموعة من النقاد الكويتيين في النشر واحجام عن الاصدار لفترة زمنية طويلة نسبيا، بشكل يدفعنا الى التساؤل عن سر مثل هذا التباطؤ، والحرص في الوقت عينه على رفد دفعة 2009/2010 الجديدة بخيرة الشباب الموهوبين، على امل تشكيل حركة «نقاد شباب» في الكويت، كظاهرة لافتة او تيار قائم الذات، بتوجهاته وأسئلته وهمومه الابداعية، كما هو الحال في بعض الدول العربية.
وأوضح العنزي ان خريجي قسم النقد سينالون شهادة البكالوريوس في النقد والادب بعد اجتياز 192 وحدة دراسية خلال 4 سنوات دراسية، ويمكن للفائقين منهم استكمال دراستهم العليا في ارفع الجامعات العالمية بعد الانتهاء من دراستهم في حال رغبوا في التوسع في مجال العلوم الانسانية، مشيرا الى ان الاعتقاد ان العلوم التقنية والتخصصات العلمية كفيلة لوحدها بتقدم الامم اعتقاد خاطئ، رغم انه من الصعوبة ان يجرؤ احد في الوقت الراهن على الحديث عن العلوم الانسانية واهميتها، في وقت يسير المجتمع، وبلا هوادة، نحو التخصصات العلمية وتفرعاتها الاخرى التي يحتاجها سوق العمل، ولكن يبقى الحديث مشروعا حول اهمية العلوم الانسانية ودورها في بناء المجتمعات.
وعرف العنزي تخصص النقد بأنه: ابداع على ابداع أي دراسة النص الادبي ليخرج الناقد بنصه الجديد، ولذلك يسمى الناقد المبدع الثاني للنص.
مردفا ان مناهج النقد الادبي قد تعددت اخيرا وتطورات لتظهر مناهج الحداثة النقدية من بنيوية واسلوبية وألسنية، لينتقل النقد الادبي الى مرحلة ما بعد الحداثة وتلقي النقد التفكيكي والثقافي والحر، ويهدف قسم «النقد» بما يتضمنه من مواد علمية وفكرية متنوعة الى تعميق وعي نقاد المستقبل بهذه الحقول الادبية المختلفة.
ومضى العنزي يقول ان المشهد الادبي المحلي يعاني من بعض المفارقات الغريبة، فبالقدر الذي تغتني فيه بعض الاجناس الادبية، خصوصا القصة القصيرة ببعض الاسماء الشابة الجديدة، فإن الاقبال على النقد قليل جدا، ويكاد لا يشكل ظاهرة لافتة في حد ذاتها، مبينا ان دعوته هذه للموهوبين واصحاب الاقلام الرشيقة تأتي كرغبة في تشكيل حلقة من جيل الشباب حول حقل النقد، ممن لديهم القدرة على النهوض بأعباء هذا الحقل الادبي بإبداعاتهم ونصوصهم، وذلك على مستوى الكتابة والنشر كنتيجة لدراستهم المعمقة خلال سنوات الدراسة الاربع.