ضاري المطيري
أكد الداعية خالد السلطان أن لله سننا كونية لا تتخلف، وهي تدل على حكمته ورحمته سبحانه وتعالى، كسنة ابتلاء وامتحان الناس، مشيرا في الوقت نفسه الى أن للابتلاء فوائد عديدة كتكفير السيئات ورفعة الدرجات وتطهير النفس المؤمنة، كما أن فيها تمايز معسكر الإيمان ومعسكر الكفر.
وأوضح السلطان في الندوة التي أقامتها لجنة الدعوة والإرشاد التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي – فرع العمرية، والتي حملت عنوان «انفلونزا الخنازير بين الشرع والطب» أن التوبة النصوح من وسائل دفع البلاء من الأمراض والأوبئة وكذلك الدعاء والصدقة وتقوى الله، لافتا إلى ضرورة أن تكون الأسباب الكونية التي يدفع بها البلاء من الأمور المشروعة لأن الدواء لا يكون في الشريعة الإسلامية في شيء محرم أبدا.
وتابع ان الله يبتلي خلقه بالأمراض وبسائر الاختبارات ليكشف المسيء من المحسن (ليبلوكم أيكم أحسن عملا)، بل إن الابتلاء يكون بالخير أحيانا كما يكون بالشر (ونبلوكم بالشر والخير فتنة).
وأكد أن مثل هذه الابتلاءات تتضمن حكما بالغة، ففيها يتبين للناس أن الإسلام حق، ففي الأزمة العالمية الاقتصادية اتضح للعالم مخاطر الربا، وبانفلونزا الخنازير اتضحت مخاطر الخنازير، وكل هذا محرم في شريعتنا الإسلامية على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم منذ 14 قرنا.
وتابع السلطان أن للابتلاءات فوائد وحكما كالتصفية بين الناس، ومعرفة المسيء من المحسن، وانكشاف تزيين البعض للمحرمات، ومنها تطهير النفس وتمايز معسكر الإيمان ومعسكر الكفر، ومن هذه الحكم أيضا تكفير السيئات ورفعة الدرجات للمؤمنين المبتلين، مشيرا إلى أن المؤمن يرى في هذه الابتلاءات قضاء الله ويثق بحكمته سبحانه.
وأوضح د.أحمد الشطي الذي تحدث حول الجانب الطب التخصصي أن انتشار مرض انفلونزا الخنازير لا يستلزم الهلع وإنما يتطلب الحذر وأخذ الحيطة فقط، مشيرا إلى أن حصيلة وفيات أمراض التدخين أكثر من وفيات المصابين بانفلونزا الخنازير.
وأضاف انه خلال ساعة واحدة تسجل وفاة 630 جراء التدخين، وهي نسبة أكثر بكثير من وفيات المصابين بانفلونزا الخنازير، مؤكدا أن التدخين أخطر من الإيدز والدرن وسائر الأمراض، وقال ان مخاطر الطريق تعد من أخطر ما تواجه المواطنين الكويتيين، مشيرا إلى أن 1 إلى 2 يقتلون يوميا في شوارع الكويت نتيجة السرعة والرعونة في القيادة.
وتابع الشطي قوله ان قضية مرض انفلونزا الخنازير أصبحت قضية مجتمع ورأي عام، وفرضت نفسها على العالم ولم تكن قضية محلية فحسب، لافتا إلى أن أهم ما يجب أن نحرص عليه إزاء هذه المعضلة هو توافر المعلومة الموثوقة ومن ثم المعتقد الصحيح الذي يؤدي بدوره إلى السلوك السليم.
وحول التفريق بين انفلونزا الخنازير والانفلونزا العادية أوضح الشطي أنهما متشابهان إلى حد كبير في الأعراض، مبينا أنه لا يمكن التفريق بينهما بسهولة إلا عن طريق الفحص المختبري.
وتابع أن حالة الاستنفار العالمي لهذا المرض إنما هي نتيجة سرعة انتشاره، وليست لضراوته، لافتا إلى أن هذه الأمراض لا تعرف الحدود، كما ناشد المواطنين والمقيمين ضرورة اتباع إرشادات وزارة الصحة للوقاية منه.
وحول انتشار انفلونزا الخنازير في الكويت أوضح الشطي أنه تم اكتشاف 1500 حالة من أصل 15000 تم فحصهم بعد الاشتباه بهم، مشيرا إلى ان عدد الوفيات منهم بلغ حتى الآن 9 فقط، وجميعهم من أصحاب الأمراض المزمنة، كما أكد على أن كبار السن وصغار السن هم الأكثر عرضة للإصابة لضعف مناعتهم.