حنان عبدالمعبود
مازال مسلسل التخبط داخل وزارة الصحة مستمرا حيث اصدر وكيل وزارة الصحة د.ابراهيم العبدالهادي تعميما حمل رقم 83 لسنة 2009 بشأن التبليغ عن الأمراض السارية، وهذا التعميم يتعارض مع القرار الوزاري الذي اصدره وزير الصحة د.هلال الساير وحمل رقم 242 لسنة 2009 والخاص بالتعامل مع حالات انفلونزا الخنازير والإبلاغ عنها.
فبينما يقول الوكيل في تعميمه عن الاجراءات الواجب اتخاذها عند اكتشاف مرض سار، موضحا انه من الأمراض التي يلزم تحويلها وتطبيق العزل الاجباري عليها في مستشفى الامراض السارية فور اكتشاف المرض او الاشتباه الاكلينيكي، الانفلونزا البشرية بأنماط جديدة، والمصحوبة بمضاعفات مثل a (h1n1) وانفلونزا الطيور h5n1 إلا ان قرار الوزير يقول إن التحويل لمستشفى الامراض السارية يكون فقط للحالات من المجموعة الثالثة، والتي تعد اكثر خطورة للإصابة بالمرض، وبعد التأكد من التشخيص بالفحص المخبري وليس مجرد اشتباه، بينما تعميم الوكيل ينص على ان هناك حالات يجوز علاجها بالمستشفيات وهي: الكزاز، التسمم الغذائي، الحمى المتموجة، الملاريا، التهاب السحايا الڤيروسي، التهاب السحايا البكتيري، التهاب المخ، التهاب رئوي، النزلات المعوية بالسالمونيلا، النزلات المعوية غير المشتبه بها والدوسنتاريا بأنواعها، جنون البقر، داء المقوسات، ولم يذكر بينها المجموعة الثانية من الانفلونزا والتي اقر الوزير في قراره ان تعالج بالمستشفيات العامة، بل وخصص غرفا للعزل في تلك المستشفيات.
كذلك ذكر وكيل الوزارة في تعميمه نظام التبليغ عن الامراض السارية ذاكرا ان «واجب الابلاغ بشأن الامراض السارية يقع على كل طبيب قام بالكشف او التشخيص او وصف العلاج للمصاب او المشتبه في اصابته بمرض معد»، وفي التعميم نفسه بالفقرة الاخيرة يذكر مراعاة اثبات النتائج المخبرية التي تؤكد التشخيص النهائي للأمراض، وهذا كله يعد تناقضا فالإبلاغ يحتاج الى تشخيص والتشخيص ايضا يحتاج الى نتائج مخبرية لإثباته، وفي النهاية اغلب المرضى يتلقون علاجا من المراجعة الأولى ويعودون لمنازلهم. كما ان وكيل الوزارة اختص ڤيروس انفلونزا الخنازير وان لم يذكره بالاسم حيث انه في تعميمه عن الامراض السارية التي يجب مراعاة اجراءات التبليغ بشأنها جاء على ذكر 15 مرضا وكان الأخير «ما يستجد من امراض تشكل احداثا صحية عمومية، او تثير قلقا دوليا»، ولكن هذا البند كان يحتاج الى ايضاح اكثر ليفهم الاطباء الموجه إليهم هذا التعميم ما يرمي اليه وكيل الوزارة.
كما جاء بنفس الفقرة على ذكر بالبند العاشر الانفلونزا البشرية الناجمة عن انماط جديدة كإنفلونزا الخنازير والطيور ويحتاج التأكد منهما إلى فحوصات مخبرية للإبلاغ عنهما وهذا بدوره يستدعي ان يدخل المصاب المستشفى وليس كل مصاب يدخل المستشفى او يتم عمل فحص مخبري له.
وضم وكيل وزارة الصحة متلازمة العوز المناعي المكتسب (الايدز) الى نفس المجموعة السابقة التي تضمنت انفلونزا الخنازير.
اختص وكيل الوزارة حالات نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) بالإبلاغ عنها بصورة سرية ومباشرة الى مدير ادارة الصحة العامة بالرغم من ان الاشتباه يتدرج الى الفحص المخبري والمرور بعدة قنوات يأتي في مجملها مجموعة كبيرة من الأطباء والمختصين العاملين حتى تصل الى مدير الادارة، ما يعني عدم الثقة في رؤساء وحدات الصحة العامة بالمناطق الصحية، والأطباء الوقائيين بالمراكز الوقائية والمستشفيات ورئيس وحدة الأوبئة، ورئيس قسم الأمراض المعدية ورئيس مكتب الإيدز والإحصاءات والمعلومات، بالرغم من انه أجدى في الثقة بمن يعملون معه وبخاصة ان الإبلاغ الشخصي قد يتأخر بسبب المهام الكثيرة التي يسافر بها خارج البلاد، ما يعني توقف الاجراءات لحين عودته، كما جاء بالتعميم ذكر ان حالات الدرن يتم ابلاغها لوحدة الدرن ونسي انها تتبع ادارة الصحة العامة اداريا وفنيا، ما جعل ذكرها على هذا الاسلوب وكأنها ادارة مستقلة وفي آخر التعميم ذكر د.العبدالهادي مجموعة امراض يجوز علاجها بالمستشفيات العامة منها التيتانوس والتهاب السحايا الڤيروسي وغيرهما، وهي امراض سارية، ما قد ينتج عنه نشر للعدوى والأوبئة للمرضى الآخرين لتتحول المستشفيات العامة الى بؤر للمرضى عوضا عن كونها أماكن للعلاج.
تضارب كبير في القرارات والتعميمات والتناقض حتى بالتعميم الواحد، ففي التعميم في البداية يذكر التبليغ بالاشتباه ويختتم بالإثبات عبر النتائج المخبرية. وهنا يجب ان نسأل سؤالا مهما: هل هناك أمراض معدية يتم تشخيصها دون اجراءات تشخيص مخبرية؟
وكذلك متى ينتهي التناقض بين القرارات والتعميمات الخاصة بإنفلونزا الخنازير، خاصة ان هذا يتسبب في فوضى وتخبط اداري في الصحة العامة وللأطباء المعالجين الذين أصبحوا في حيرة من أمرهم، حيث فوجئوا بأمراض غير معروفة من قبل ولم يسمعوا عنها إلا من كتب التاريخ الطبي، أمراض اختفت تماما من الدول المتقدمة، وحتى من الدول النامية، وقد صرح المسؤولون اكثر من مرة بأن الكويت خالية من هذه الأمراض ومنها شلل الأطفال والكوليرا والحمى الصفراء والسارس.
ان التعميم الأخير قد يخاطب الأطباء في الدول الأفريقية الفقيرة او الدول محدودة الدخل.
وقد وصفت بعض المصادر تعميم وكيل الوزارة بأنه إساءة للنظام الصحي في الكويت شكلا وجوهرا.
العزل الإجباري؟
أعربت مصادر طبية عن استغرابها الشديد من كلمة «العزل الاجباري» التي جاءت بتعميم الوكيل وتساءلت: ما العزل الاجباري؟ فهو غير موجود بأي قاموس طبي، ولا تتضمن أي هيئة طبية هذا المصطلح.
فما المقصود به؟
نص تعميم رقم 83 لسنة 2009 بشأن اجراءات التبليغ عن الأمراض السارية
نظرا لما استجد من امراض ورغبة من الوزارة في تنظيم اجراءات التبليغ عن الامراض السارية طبقا للقانون لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة من رصد ومحاصرة المرض المعدي للقضاء عليه ومنع انتشاره ومتابعة المخالطين حفاظا على الصحة العامة في البلاد. يرجى التنبيه على جميع السادة الأطباء بالقطاعين الحكومي والأهلي مراعاة الإجراءات التالية:
أولا: يتم الابلاغ عن الامراض السارية في جميع مراحل الرعاية الصحة في البلاد بدءا بالمراكز الصحية والعيادات والمستشفيات الحكومية والأهلية والمختبرات ووفقا لما يلي:
1 ـ نظام التبليغ:
أ ـ اذا اصيب شخص او اشتبه في اصابته او توفي بأحد الأمراض السارية وجب الابلاغ عنه خلال 24 ساعة.
ب ـ يقع واجب الابلاغ بشأن الأمراض السارية على كل طبيب قام بالكشف او التشخيص او وصف العلاج للمصاب او المشتبه في اصابته بمرض معد.
ج ـ يتم التبليغ بتحرير بلاغ مرض سار على الاشعار الرسمي المعمول به في وزارة الصحة ويمكن التبليغ عن طريق الفاكس او الهاتف (يتبعه تحرير البلاغ) بمجرد الاشتباه في حدوث الحالة المرضية وذلك الى ادارة الصحة العامة (قسم مكافحة الامراض) او الى وحدة خدمات الصحة العامة بالمنطقة الصحية او اقرب مركز مختص للصحة الوقائية التي يقع فيها محل عمل الطبيب المبلغ او سكن المريض على ان يشمل التبليغ عن الحالة المشتبهة حالة المرض او بعد تأكيد التشخيص شاملا البيانات التعريفية والوبائية الأساسية وهي: الاسم ـ العمر ـ النوع ـ الجنسية ـ العنوان ـ محل العمل بالتفصيل ـ رقم الهاتف ـ التشخيص الابتدائي او النهائي ـ تاريخ بداية الاعراض ـ تاريخ العزل ـ تاريخ التبليغ ـ جهة التبليغ وتشمل اسم الطبيب المبلغ وتوقيعه وخاتمه.
الأمراض السارية التي يجب مراعاة هذه الإجراءات بشأنها هي:
1 ـ المجموعة الأولى:
أمراض يجب التبليغ عنها للتقصي الوبائي في الكويت او للوائح الصحية الدولية (المنقحة 2005) وهي كما يلي:
- 1 ـ الكوليرا (الهيضة) cholera.
- 2 ـ الطاعون plague بأنواعه (الدملي ـ الرئوي ـ التسممي).
- 3 ـ الحمى الصفراء yellow fever.
- 4 ـ الحمى النزفية الڤيروسية hemorrhagic fever (all typcs).
- 5 ـ مثل حمى الضنك ـ حمى الوادي المتصدع ـ الأيبولا ـ حمى لاسا ـ مرض ماربورغ ـ والكونغو القرمية (كونغو كريميان) وحمى كوريا النزفية.
- 6 ـ التهاب سنجابية النخاع (شلل الأطفال) pollomyeiitls.
- 7 ـ الشلل الرخو الحاد (afp).
- 8 ـ الخنــــاق (الدفتيريــا) diphtheria.
- 9 ـ الكزاز tetanus (التيتانوس) ويشمل الكزاز الوليدي tetanus neonatorum.
- 10 ـ الانفلونزا البشرية influenza الناجمة عن انماط جديدة مثل (انفلونزا ah1n1 وانفلونزا الطيور h5n1).
- 11 ـ متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (sars).
- 12 ـ متلازمة العوز المناعي المكتسب (الايدز) hiv/aids. 13 ـ جنون البقر mad cow disease (creutzfeldt-jakob disease).
- 14 ـ التهاب السحايا النيسيري (الحمى المخية الشوكية).
- 15 ـ ما يستجد من امراض تشكل احداثا صحية عمومية او تثير قلقا دوليا.
2 ـ المجموعة الثانية: أمراض خاضعة للتقصي الوبائي ولها اهمية وطنية:
يتم التبليغ عنها كتابيا بارسال بلاغ المرض المعدي الى قسم مكافحة الامراض بادارة الصحة العامة او اقرب مركز للصحة الوقائية وهي:
- 1 ـ الحصبة measles.
- 2 ـ الحصبة الألمانية.
- 3 ـ الحصبة الألمانية الولادية .
- 4 ـ النكاف mamps.
- 5 ـ الشاهوق (السعال الديكي).
- 6 ـ الجديري المائي (varicelle) chickcopox.
- 7 ـ الحلأ المنطقي (الحزام الناري) herpes zoster.
- 8 ـ الحلأ البسيط herpes simplex.
- 37- الليشمانيا الجلدية والحشوية leshmaninsis (all types).
- 38- الطفيليـــات parasitic infestation (all types) مثل الجارديا والانكلستوما والاسكارس والبلهارسيا وداء الاكياس المائية (داء المشوكات) hydatidosls.
- 39- داء المقوسات.
- 40- الغرغرينا الغازية.
- 41- الحمــى الروماتيزميـــة (rheumatic fever).
- 42 – التهاب الخلايا الضخمة الضميني (cmv) cytomegaloin clusion discase.
- 43- الدرن (السل) (all types) t.b.
- 44- الحميــات الريكتسيـــة المنقولة بالقراد (مجموعة الحمى البقعية) rickehslal fevers.
ثانيا: الإجراءات الواجب اتخاذها عند اكتشاف مرض سار:
أ- امراض يلزم تمويلها وتطبيق العزل الاجباري عليها في مستشفى الامراض السارية فور اكتشاف المرض او الاشتباه الاكلينيكي:
- 1- الكوليرا وحالات الاسهال بين القادمين من بلاد اعلنت منظمة الصحة العالمية اصابات بالكوليرا فيها.
- 2- الطاعون بانواعه.
- 3- الحمى الصفراء.
- 4- الحمى الراجعة بانواعها.
- 5- التيفوس بانواعه.
- 6- التهاب سنجابية النخاع (شلل الاطفال).
- 7- الخناق (الدفتيريا).
- 8- الجمرة الخبيثة.
- 9- داء الكلب في الانسان.
- 10- التهاب السحايا الليسيري (الحمى المخية الشوكية).
- 11- الانفلونزا البشرية بانماط جديدة والمصحوبة بمضاعفات مثل انفلونزا «h1 n1»a وانفلونزا الطيور «h5n1».
- 12- الجذام (مرض هانسن).
- 13- الحمى النزفية الڤيروسية.
ب- حالات تحول الى مستشفى الأمراض السارية للعلاج:
- 1- متلازمة العوز المناعي المكتسب (الايدز).
- 2- متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس).
- 3- الحصبة المصحوبة بالمضاعفات وخاصة البالغين.
- 4- الحصبة الألمانية المصحوبة بمضاعفات.
- 5- النكــاف المصحـــوب بمضاعفات.
- 6- السعال الديكي المصحوب بمضاعفات.
- 7- الجديــري المصحــوب بمضاعفات.
- 8- حمى التيفوئيد والباراتيفوئيد (أ/ب/ج).
- 9- الالتهابات الكبدية الڤيروسية بانماطها المصلية (أ/ب/ج/د/هـ) والڤيروسية غير المصنفة.
ج- حالات يجوز علاجها بالمستشفيات العامة:
- 1- الكزاز (التيتانوس).
- 2- التسمم الغذائي.
- 3- الحمــى المتموجـــة (البروسيلية).
- 4- الملاريا.
- 5- التهاب السحايا الڤيروسي.
- 6- التهاب السحايا البكتيري.
- 7- التهاب المخ.
- 8- التهاب رئوي.
- 9- النزلات المعوية بالسالمونيلا.
- 10- النزلات المعوية غير المشتبه والدوسنتاريا بانواعها.
- 11 ـ جنون البقر.
- 12 ـ داء المقوسات.
د- حالات مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) يتم الابلاغ عنها بصورة سرية ومباشرة الى السيد مدير ادارة الصحة العامة.
هـ - حالات الدرن t.b تبلغ الى وحدة مكافحة الدرن.
و- يراعى اثبات النتائج المخبرية التي تؤكد التشخيص النهائي لحالات الامراض المعدية التي يحتاج تشخيصها النهائي الى تأكيد مخبري وعلى مسؤولي المختبرات اخطار الاطباء المعالجين واطباء الصحة الوقائية بالمستشفيات بصورة فورية عن نتائج الفحوص المخبرية للأمراض السارية.
الوفاة التاسعة بالڤيروس هل توفيت قبل يومين من الإعلان عنها؟
الطعوم هل ستعطى بالمدارس أم بالمراكز الصحية والمستشفيات؟
نتمنى على المسؤولين بوزارة الصحة وخاصة من يتصدرون للتصريح لوسائل الاعلام تحري الدقة في المعلومات التي يصرحون بها، حيث جاء في كلمة ألقاها د.احمد الشطي خلال ندوة اقامتها لجنة الدعوة والارشاد التابعة لجمعية احياء التراث وكانت تدور عن انفلونزا الخنازير بين الشرع والطب، ذكر ان عدد الاصابات 1500حالة بالرغم من ان وزير الصحة اعلن ان العدد بلغ 2881 مصابا، وكذلك ذكر ان الوفيات 9 بالرغم من ان الحالة التاسعة تم اعلانها امس فقط بينما الندوة كانت منذ 4 ايام فهل هناك حالات وفيات لم تعلن؟
كذلك جاء بتصريح لوكيل وزارة الصحة للشؤون الفنية د.خالد السهلاوي عن اعطاء التطعيم للاطفال بالمدارس لا من خلال المراكز الصحية وجاء هذا من خلال كونه المسؤول عن الرعاية الصحية الاولية. بينما ناقضه مدير ادارة الصحة العامة د.راشد العويش حينما ذكر ان الطعوم ستوزع على المراكز الصحية والمستشفيات. فكيف يصرح العويش عن المراكز الصحية وهي تتبع د.السهلاوي بينما المستشفيات هو غير مسؤول عنها وانما تتبع وكيل الوزارة مباشرة، بالاضافة الى انه يناقض مسؤولا آخر في تصريحاته.