- القرية توفر «الخدمة الأفضل والبيئة الآمنة» للعمل داخل المخيم بما يضمن كرامة اللاجئ
عمان - كونا: شرعت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بتكليف مباشر من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في تنفيذ مشاريع إغاثية تخفف المعاناة الإنسانية عن اللاجئين في المناطق المستضيفة لهم ومنها الأردن.
واختارت الهيئة إقامة مشروع متكامل في أهم مخيم للاجئين السوريين بالمنطقة وهو مخيم «الزعتري» بالأردن ويحمل اسم صاحب السمو الأمير وذلك بهدف إيواء الأسر وتوفير الرعاية الطبية والتعليمية والاجتماعية لهم بعد نزوحهم من سورية. لذلك جاء إنشاء قرية «الشيخ صباح الأحمد» النموذجية قبل أكثر من عامين والتي تضم ألف وحدة سكنية ومسجدا ومدرستين ومركزا صحيا بهدف دعم الأفراد والأسر وتوفير المأوى والعلاج والتأمين الصحي وباقي الحاجات الأساسية لهم.
وتعد خطوة إنشاء القرية بحسب مسؤولين أمميين من «أنجح المحاولات» في الاستجابة الفورية لاحتياجات اللاجئين السوريين المادية والاجتماعية والإنسانية بالمخيم الذي يعيش فيه أكثر من 80 ألف نسمة وتشرف عليه الحكومة الأردنية بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة ووكالات الغوث العالمية. وبلغت التكلفة الإجمالية لإنشاء أولى مراحل القرية نحو خمسة ملايين دولار وهي قيمة المكرمة الأميرية لشراء الوحدات السكنية (كرفانات مسبقة الصنع) وباقي الملحقات وفقا لتقرير صادر عن الهيئة حول مشروع القرية. وبحسب التقرير تبلغ مساحة الوحدة السكنية الواحدة 12 مترا مربعا فيما تبلغ مساحة المسجد 620 مترا مربعا وتشمل أماكن الوضوء ودورات المياه وغرفة للامام فضلا عن صحن المسجد الذي يضم مختلف التجهيزات من فرش السجاد والنظام الصوتي والمكتبة ووحدات التكييف.
وتبلغ مساحة كل مدرسة من المدرستين الملحقتين ضمن القرية 1240 مترا مربعا وتضم الواحدة منهما عشر غرف دراسية مجهزة لاستيعاب ما لا يقل عن 800 طالب وطالبة ودورات مياه وصالة طعام وغرفة مدرسين ووحدة صحية فضلا عن مختلف التجهيزات من الألواح الدراسية والأثاث والأرضيات وغيرها.
أما مشروع المركز الطبي فتبلغ مساحته 310 أمتار مربعة بطاقة استيعابية تصل الى 250 حالة يوميا ويضم غرف الفحص والمختبر والطوارئ وغرفة الأشعة وغرفة الأسنان وغرفة انتظار ونظام وحدات التكييف في وقت يضم مختلف التجهيزات من أثاث وأجهزة أسنان وتحليل الدم والسونار والأسرة الطبية وغيرها.
ومن خلال الرعاية السامية التي حظيت بها قضية اللاجئين السوريين في المنطقة والمبادرات التي أطلقها صاحب السمو الأمير «قائد العمل الإنساني» لتخفيف المعاناة الإنسانية عن اللاجئين نفذت الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية في العام الماضي المرحلة الثانية من مشروع القرية والذي يضم ألف وحدة سكنية إضافية ومدرستين ومسجدا ومركزا صحيا «للأمومة والطفولة» بالتكلفة ذاتها أي نحو خمسة ملايين دولار.
ولتسليط الضوء أكثر على طبيعة الحياة في المخيم وأهمية القرية الكويتية التقت «كونا» عددا من المعنيين ومنهم منسق مخيم الزعتري التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هوفيك آيتيمزيان الذي قال إن جهود الكويت «مميزة ومقدرة» في تأمين الاحتياجات الاساسية للاجئين السوريين في مخيم الزعتري.
وذكر آيتيمزيان أن القرية الكويتية توفر «الخدمة الافضل والبيئة الآمنة» للعمل داخل المخيم بما يضمن كرامة اللاجئ ويليق بمستوى الاستقبال الذي قدمه الاردن للاجئين.
من جانبه، أكد ممثل منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة والأمومة (يونيسف) في الأردن روبرت جنكنز أهمية المساندة الكويتية الكريمة المستمرة للمنظمة ودورها في توفير الدعم الانساني المناسب للأطفال من أبناء اللاجئين السوريين.
وأعرب جنكنز عن التطلع لاستمرار التعاون والتنسيق المتبادل بين المفوضية السامية و(يونيسف) من جهة وحكومة الكويت والهيئة الخيرية الاسلامية خدمة للانسانية ولتخفيف حدة اللجوء في المنطقة.
بدوره، قال المدير العام السابق لمخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن العقيد عبدالرحمن العموش إن الكويت أحد أهم وأبرز الداعمين للأوضاع الإنسانية للاجئين السوريين في المخيم والمنطقة.