- الدوسري: المشكلة المرورية تتمثل في مليون ونصف المليون سيارة تسير في شوارع الكويت
- العدساني: التخطيط الإستراتيجي المدروس يزيد الفرص الاستثمارية في البلاد
دانيا شومان
افتتح وزير الأشغال ووزير البلدية د.فاضل صفر أمس الأول ورشة عمل الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ضمن احتفال بلدية الكويت ومنظمة المدن العربية بيوم الموئل العالمي الخامس والذي حمل عنوان «التخطيط من أجل المستقبل في المدن العربية» بحضور الأمين العام المساعد لمنظمة المدن العربية م.احمد العدساني ورئيس برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في الكويت د.طارق الشيخ ووكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المرور اللواء محمود الدوسري والأمين العام المساعد لشؤون المجلس الأعلى للتخطيط يحيى العقيلي والقائم بأعمال المنسق المقيم للأمم المتحدة في الكويت صلاح بورجيني.
تحدٍ صعب
في البداية قال د.صفر ان الكويت تواجه تحديا يتمثل في كيفية الموازنة بين الطلب او النمو العالي في اعداد السكان والمركبات والمؤشرات الاقتصادية والتجارة الاقليمية واستعمال الأراضي وكفاءة المعروض من خدمات وبنى تحتية ومساكن، موضحا أن هذه الورشة تهدف إلى تهيئة البيئة الحضرية التي تلبي احتياجات المجتمع وخطط الدولة لتحويل البلاد الى مركز مالي وتجاري عالمي استنادا الى توجيهات صاحب السمو الأمير، مشيرا إلى أن موضوع تخطيط المدن يحتل أولوية مهمة لغرض تعزيز الاستعمال الأمثل للاراضي في الكويت التي تتمتع بمساحة أراض محدودة وأن بلدية الكويت قامت بإعداد المخطط الهيكلي الثالث للدولة الذي تم اصداره بموجب مرسوم أميري في العام الماضي وهو ما يمثل خطوة متميزة لتحقيق السياسات العامة للتطوير العمراني بالتكامل بين البنية التحتية والاحتياجات، مبينا ان المخطط الهيكلي يهدف الى وضع المعايير التخطيطية لتطوير المناطق من حيث المرافق العامة والنقل والنمو المتوقع للسكان في البلاد والذي سوف يزداد من 3.5 ملايين نسمة الى أكثر من 6 ملايين خلال السنوات العشر المقبلة.
واضاف الوزير صفر أن من بين التحديات الأخرى التي تواجه متخذي القرار ان عدد المركبات التي تسير في شوارع البلاد زادت بنسبة 76% بين عامي 2000 و2008 حيث تسير اليوم في شوارع البلاد أكثر من مليون ونصف مليون سيارة وهو رقم كبير جدا بالنسبة لبلد صغير المساحة كالكويت.
وذكر ان الخطة الخمسية تضمنت زيادة أكثر من 700 كيلومتر من الطرق الاستراتيجية الحديثة تربط المنافذ الحدودية ومراكز الخدمات وتجمعات السكان والموانئ والمطارات ومناطق النمو الاقتصادي مضيفا ان الخطة الخمسية تضمنت أيضا مشاريع عملاقة لتطوير خدمات النقل العام مثل مشروع السكك الحديدية ومترو الانفاق.
واكد اهتمام الدولة بالقضية الاسكانية بطرق غير تقليدية وعلمية في ظل ندرة مساحات الاراضي وعدم كفاية المتوافر منها وكثرة المواطنين المسجلين في قوائم الانتظار حيث تضمن برنامج عمل الحكومة الحالي تنفيذ خطة اسكانية طموحة خلال 2009 - 2013 لانجاز آلاف الوحدات السكنية في 6 مدن جديدة ومن أهم ما تضمنه الاهتمام الحكومي اشراك القطاع الخاص في تمويل وتنفيذ تلك المشاريع الاسكانية.
وقال ان النمو الذي تشهده الكويت وتطور العلاقات التجارية مع الدول الخليجية ودول المنطقة والمتغيرات التي تشهدها اسواق المال عالميا تتطلب توجها غير استثنائي في تخطيط المدن بشكل فعال وزيادة الطاقة الاستيعابية لشبكات الطرق والنقل وتوفير الخدمات والحد من المشاكل المرورية.
وقال الوزير صفر ان التحدي الكبير الذي يواجه مخططي المدن وقطاع النقل ومتخذي القرار حول العالم حاليا يختلف كثيرا عما كان بالسابق وسيكون مختلفا بالمستقبل وذلك يتطلب استحداث مفاهيم حديثة وغير تقليدية.
واوضح ان هذه المفاهيم تشمل تبني استراتيجيات شاملة لتنمية المدن تشمل جميع القطاعات واستحداث هيكل مؤسساتي على درجة عالية من الكفاءة في ظل وجود ادارة فعالة متبعة تنفيذا عمليا لخطط تنمية بشرية مستدامة لتطوير الكوادر الوطنية وتعظيم دور القطاع الخاص ليحتل مركزا فاعلا في تنفيذ خطط التنمية موضحا أنه من المهم تفعيل مشاريع الحكومة الالكترونية من خلال تبني تلك الاستراتيجيات التي تسير وفق المفاهيم الحديثة للعمل وذلك لتسهيل حصول المواطنين على المعلومات.
واضاف ان المفاهيم الحديثة تشمل ايضا وضع الخطط للحد من حوادث الطرق والازدحام من خلال تبني نظام «ادارة الطلب على النقل» وتطوير خدمات النقل الجماعي وانشاء نظام مواقف ذكية وتفعيل قانون المرور واستحداث نظم المعلومات والبحوث وتقييم مناطق الاختناقات المرورية ونقاط حوادث الطرق المتكررة وتطبيق حلول ناجعة للحد من المشاكل البيئية وتحديث المخطط الهيكلي وأساليب تخطيط المدن بشكل مستمر.
القاعدة الأساسية
وفي كلمته التي ألقاها الأمين العام المساعد لمنظمة المدن العربية م.أحمد العدساني خلال حفل افتتاح الورشة قال ان التخطيط أصبح القاعدة الأساسية للارتقاء البيئي والبشري خصوصا ان المدن باتت المحرك الأساسي للتنمية كما أصبحت اداة لبلوغ الأهداف الانمائية.
وذكر العدساني ان هناك آراء كثيرة تداولها المهتمون بشأن قضايا المدن وحول التخطيط الاستراتيجي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والاسكانية والمحلية ودورها في بناء المدن الذكية ومدن المستقبل.
وأكد أهمية التخطيط الاستراتيجي من اجل زيادة الفرص الاستثمارية مضيفا انه من الصعب الاعتماد على الخطط العمرانية والاقتصادية والاجتماعية طويلة المدى في ظل نمو المدن في هذا العصر بسرعة متزايدة.
واشار الى أهمية المراكز الحضرية المحلية والوطنية ما يلقي بالمسؤولية على عاتق المخططين الحضريين من أجل تحقيق بيئة معيشية أفضل.
من جهته قدم رئيس برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في الكويت د.طارق الشيخ نبذة عن يوم الموئل العالمي مشيرا الى اهمية البرامج الاجتماعية والبيئية لتحقيق هدف توفير المأوى المناسب للجميع.
وقال الشيخ ان برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) يعد وكالة الأمم المتحدة المختصة في ميدان المستوطنات البشرية كما عملت الجمعية العامة للأمم المتحدة على ايلاء مهمة تعزيز المدن المستدامة على الصعيدين الاجتماعي والبيئي لهذا البرنامج الى جانب تنفيذه مهمة تحقيق هدف توفير المأوى الملائم للجميع.
واوضح ان المهمة الملقاة على البرنامج تتبلور بشكل اوضح من خلال المنشورات الرئيسية والتي تتضمن كلا من اعلان فانكوفر حول المستوطنات البشرية واجندة الموئل واعلان اسطنبول حول المستوطنات البشرية والاعلان عن المدن والمستوطنات البشرية الاخرى في الالفية الجديدة.
وذكر ان استراتيجية البرنامج تتضمن العمل على الحد من الفقر الحضري الذي نشأ نتيجة فهم الظروف السائدة في الوقت الحاضر مثل التحضر والعولمة والنمو الحاصل في العشوائيات والمعدلات المتنامية لظاهرة انعدام المساواة في الحياة الحضرية.
وتحدث الشيخ عن ورشة عمل «التخطيط من اجل المستقبل في المدن العربية»، موضحا انها تناقش اهم التحديات التي تواجه المستوطنات البشرية والمدن حيث يعتبر التخطيط من اجل المستقبل هو التحدي الرئيسي للمدن.
تحديات كبرى
من جهته قال وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المرور اللواء محمود الدوسري ان من التحديات الكبرى التي تواجه البلاد هي الكلفة الاقتصادية العالية جدا الناتجة عن الحركة المرورية في الكويت سواء بسبب الازدحام المروري أو بسبب الحوادث المرورية وما ينتج عنها من كلفة انسانية ومادية عالية وأنه يجب التعامل مع المشكلة المرورية بكل جدية مشيرا الى ان معالجة هذه المشكلة اصبحت امرا ملحا خاصة مع تبني الدولة لرؤية استراتيجية تهدف لتحويل الكويت الى مركز مالي عالمي.
واوضح الدوسري ان طول الطرق في الكويت يبلغ نحو 6 آلاف كيلومتر تسير فيها نحو مليون ونصف المليون سيارة وان هناك اكثر من مليون و700 ألف نسمة يتنقلون من والى اعمالهم ومدارسهم في هذه المساحة المحدودة يوميا.
وقال ان الكويت من بين الدول الاعلى نسبة في استعمال السيارات الخاصة حيث تبلغ نسبة استعمال السيارات الخاصة في الكويت 85% موضحا ان نسبة استعمال السيارات الخاصة في لندن هي 61% والقاهرة 25% وبانكوك 62% وفي طوكيو 28%.
وقال انه لغرض مواجهة الطلب المتزايد على نقل الافراد والبضائع وما يصاحبه من ازدحام وحوادث فقد عزمت الحكومة على وضع استراتيجية وطنية شاملة وطويلة المدى للمرور وقطاع النقل في الكويت وتشمل الاستراتيجية العمل بين عامي 2009 ـ 2019 اي على مدى عشر سنوات تقوم الاستراتيجية معززة ببرنامج تنفيذي وزمني تحدد فيه واجبات الوزارات والجهات المعنية وتتضمن آلية لمتابعة وتقييم تنفيذ هذه الاستراتيجية في اطار التعاون الفني بين حكومة الكويت وبرنامج الامم المتحدة الانمائي.
وذكر ان الاستراتيجية الوطنية تمثل مشروعا متكاملا تم اعداد محاوره استنادا الى قرارات الامم المتحدة والتجارب العالمية الناجحة وتهدف الى اعادة هيكلة المؤسسات المعنية بالمرور والنقل وتطوير امكانياتها المادية وتدريب الكوادر الوطنية لتتمكن من ادارة القطاع بكفاءة عالية وتطوير نظم تخطيط المدن واستعمالات الاراضي ومواقع المدن الحديثة وخدمات مواقف المركبات.
واضاف الدوسري ان الاستراتيجية تهدف كذلك الى تطوير شبكات الطرق وخدمات النقل العام والطوارئ وتطوير نظم المعلومات والبحوث والتنبؤات المستقبلية وربط عمليات المرور وخدمات النقل بالخطط التنموية للدولة وتقليل حوادث الطرق والازدحام المروري وتلوث البيئة وتبني نظام «ادارة الطلب على النقل».
نتائج إيجابية
من جهته قال الامين العام المساعد لشؤون المجلس الاعلى للتخطيط يحيى العقيلي في كلمة نيابة عن الامين العام للمجلس د.عادل الوقيان ان المشاركة في التخطيط بين كل الجهات الفاعلة في المدن هي السبيل لضمان نتائج ايجابية لتحقيق اكبر قدر من عوائد التنمية.
واوضح العقيلي ان التخطيط الجيد وحده غير كاف اذ يتطلب ادارة جيدة تتعامل مع تنفيذ المخططات بحرفية وتتبنى ادوات فعالة لمتابعة وتقييم تنفيذ المخططات وبرامج مستمرة لتنمية القدرات وتطوير المهارات في التخطيط والادارة.
وقال ان «التحديات التي تواجه مدننا عديدة منها التغيرات المناخية وتوفير الخدمات الجيدة وغير المكلفة والطرق الجيدة وضمان الامن والامان والسلامة للمجتمع وتوفير فرص العمل الملائمة».
واعرب العقيلي عن فخر المجلس الاعلى للتخطيط بالمشاركة في اطلاق التقرير الدولي الصادر عن برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية بعنوان «تخطيط المدن المستدامة» والذي يناقش الاستراتيجيات والتوجهات الخططية الواجب اتباعها لتحقيق مدن مستدامة من اجل نشر المعرفة ومساعدة المدن العربية الاقل حظا لتتمكن من الاستفادة منه بمعاونة برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية في الكويت.