ضاري المطيري
استنكر عدد من الدعاة ما قام به شيخ الأزهر د.محمد سيد طنطاوي مؤخرا من منعه للمنتقبات من دخول معاهد الأزهر وسخريته من إحدى الفتيات المنقبات، مستعظمين ومستهجنين ان تصدر مثل هذه الافعال من عالم شرعي ذي منصب ديني رفيع، وطالبوا باحترام الآراء الفقهية التي ترى بوجوب النقاب، مشيرين إلى أن الفقهاء اجمعوا قاطبة على فضيلته.
ففي البداية أوضح رئيس لجنة الكلمة الطيبة الداعية خالد السلطان انه اقشعر جسده عندما قرأ ما نشر على لسان شيخ الأزهر، وتصرفه القبيح مع تلك الطالبة التي استهزأ بلباسها الشرعي ونقابها المرعي، مشيرا الى ان هذا ليس اسلوبا حكيما ولا هي طريقة سادة العلم.
واضاف بأنه ان كان د.طنطاوي لا يرى وجوب النقاب فعليه على الأقل ان يتبع أدب العلماء الذين لا يرون الوجوب لكنهم يتفقون على فضيلته واستحبابه، وتساءل السلطان قائلا: من قال ان النقاب شرع للجميلات؟ لافتا الى ان لسان حال د.طنطاوي كأنه يقول ان القبيحة هي التي لا تنتقب وفي هذا إساءة لنساء العالمين.
وقال: اذا كان هجوم على المنقبات بهذه الطريقة في المدارس الازهرية فأي اختلاف في الموقف بينه وبين كفار فرنسا الذين منعوا المسلمات من الدراسة والعمل باللباس الشرعي.
وتابع السلطان حديثه لشيخ الازهر قائلا: هذه زلة كبيرة فعلتها تستوجب التوبة والاعتذار للفتاة وأهلها الذين اتهمتهم بالجهل، مطالبا إياه بالترفع وبالكف عن السخرية بالناس، وتشجيع المستورات على سترهن ومدحهن فإذا كان مقامه لا يفعل ذلك فبالله عليه من يفعله؟
وبدوره أوضح الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الداعية فيحان الجرمان ان ما تفوه به الشيخ محمد طنطاوي كان صدمة لكل مسلم لديه بديهيات العلم الشرعي، واصفا ما فعله بالشيء المخزي والمحزن، وتابع قوله ان د.طنطاوي وقع في محاذير شرعية منها منعه للنقاب الذي هو من الإسلام، مشيرا إلى ان العلماء اجمعوا قاطبة على أنه أفضل من كشف الوجه.
وأضاف الجرمان ان اعداء الإسلام يسعون إلى منع النقاب واستئصاله من المجتمعات الإسلامية، مبينا ان السخرية والاستهزاء امر يجب ان يترفع عنه كل مسلم وعاقل، فكيف يصدر ممن يدعي العلم والمعرفة ويدعي أنه قدوة وأسوة.
وطالب د.طنطاوي بالحكمة في خطابه مع مخالفيه، وعدم الوقوع في تزكية نفسه، لافتا الى ان الفتاة لم تفعل جرما حين انتقبت مع دخول المسؤولين من الرجال الى الفصل الدراسي.
ومن جهته أوضح الامام والخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الداعية حاي الحاي ان ما قام به شيخ الأزهر هو جرأة قبيحة وتصرف غريب ومهين بأن يتهجم رجل ذو منصب ديني عال ورفيع على فتاة منتقبة في احد معاهد الازهر الشرعية بدلا من ان يثني عليها، بل شن حربا ظلما وصدا عن سبيل اللهو، مبينا انه لا يشك مسلم في شرعية ومشروعية النقاب، وذلك بقوله تعالى (ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها) فسرها مجاهد والحسن رحمهما الله ان تظهر العينين او عينا واحدة.
وتابع بقوله: اني والله لفي غاية العجب والحيرة من قول شيخ الازهر هداه الله الى توقير واجلال هذه الشعيرة وهذه الحرمة التي هي من حرمات وشعائر الله، كما قال تعالى (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)، وقال تعالى ايضا (ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه).
بدوره، اوضح الامام والخطيب في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية الداعية محمد العصيمي انه لا يخفى على احد ان نيل المنتسب الى العلم والدعوة اخطر من نيل غيره، لافتا الى ان ما صدر من شيخ الازهر لم يكن مستغربا، خاصة بعد خذلانه لاخواتنا المحجبات في فرنسا بعد منعهن من دخول المدارس الحكومية ليأتي الدور اليوم على النقاب لينال منه وممن لبسته.
من جهته، اوضح رئيس اللجنة العلمية التابعة لجمعية احياء التراث الاسلامي د.محمد الحمود النجدي ان ما قام به د.طنطاوي من تعديه على نقاب ولباس الفتاة الطالبة انما هو في حقيقته يتضمن طعنا في مشروعية النقاب وليس طعنا في الفتاة نفسها، مشيرا الى ان مشروعية النقاب اتت بها السنة النبوية صريحة وذلك بنهيه المحرمة للحج بألا تتنقب، وهذا دلالة على انها تنتقب فيما عدا الاحرام.