بحضور مكثف من كبار الزوار والشخصيات الرسمية والعامة في مقدمتهم الضيف صاحب السمو الأمير الحسن بن طلال وقرينته الاميرة ثروت الحسن والامير راشد بن الحسن، وبحضور المشرف العام على «دار الآثار الاسلامية» الشيخة حصة الصباح، استهلت «دار الآثار الاسلامية» موسمها الثقافي الخامس عشر 2009/2010 بمحاضرة ألقاها البروفيسور جيزا فهرفاري امين متحف طارق رجب بالكويت في السابعة من مساء الاثنين الماضي وقدمت المحاضرة تحت عنوان «لماذا غزنة؟ جذور الفن الاسلامي في وسط آسيا» بمركز الميدان الثقافي (مقر منطقة حولي التعليمية) وقدمها بدر احمد البعيجان رئيس اللجنة التأسيسية لأصدقاء «الدار».
استهل البروفيسور فهرفاري محاضرته مستعينا بالعرض الكمبيوتري الموسع قائلا: في محاضرة الموسم الماضي تناولت النقاش الدائر حول موطن صناعة عدد من المباخر التي شكلت على هيئة أسد أو قط بري، وكان من المعتقد انها من صنع اقليم خراسان، وقررت انها لا تنتسب الى هذا الاقليم، وانها من صنع وسط آسيا وبالتحديد من مدينة غزنة بأفغانستان. ولكن لماذا غزنة؟ وما الدليل على ذلك؟ قبل ان اقدم الدليل على صنع هذه القطع في غزنة، اود ان اقترح ان معظم القطع المعدنية بما في ذلك التماثيل التي شكلت في صورة حيوانات، لها اصولها في فن النحت أو القطع المصنوعة من الفخار غير المزجج. أود ايضا ان اشير الى انه على الرغم من النسبة المقترحة الى غزنة، فلا يخفى التأثير الايراني على تلك القطع.
وواصل البروفيسور جيزا التأصيل التاريخي لحديثه، موضحا انه عقب سقوط امبراطورية الموريان ظهرت امبراطورية كوشان وترجع اصولها الى قبائل عرفت في الصين بيوتشي، وكانت تعيش في حدود الصين، ثم انتقلت الى وادي كابل في القرن الثاني ق.م. وورثت امبراطورية موريا واتخذت «بجرام» عاصمة لها، وعرفت في ذلك الوقت بكابيسا، ثم عرف هذا الاقليم باسم قندهار ويضم ما يعرف حاليا بجنوب شرق افغانستان وشمال غرب باكستان. هنا نشأت ثقافة جديدة ونمط فني جديد في دولة الكوشان الذين اعتنقوا الديانة البوذية وازدهر فن قندهار وماثورا حتى فترة ظهور الاسلام خلال القرن السابع الميلادي. وأنهى المحاضر محاضرته شارحا كيف بدأت معالم الفن الاسلامي تظهر على ابداعات المنطقة، موضحا كيف انتقلت الى الفن الاسلامي في المشغولات البرونزية نماذج تقلد قطعا من الخزف غير المزجج سواء كانت فوهتها طويلة مستقيمة أو تنتهي برأس طائر.