- القبول بثقافات الآخرين واختلافهم ليس من مبدأ الترف
مفرح الشمري
بعد أقل من شهر من افتتاحه الرسمي، عقد مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي امس الاول أولى ندواته الثقافية بعنوان «الثقافة ترف أم بقاء» والتي حظيت بحضور كبير من المهتمين بشأن الثقافة في البلاد بشكل عام، بحث خلالها الأدباء والمثقفين والإعلاميين مفهوم الثقافة بمختلف أبعادها وانعكاساتها على أرض الواقع الذي نعيشه حاليا.
وقدم الندوة وزير الإعلام الاسبق د.سعد بن طفلة وأدارها وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي الذي تناول إشكالية موضوع الثقافة إن كانت ترفا أم بقاء بالإشارة إلى أن الإنسان ذاته لم يعد مهتما بالثقافة والقراءة بقدر اهتماماته بوسائل التواصل الاجتماعي «التي أصبحت سلاحا ذا حدين».
وأضاف أن المحاضرة تتحدث عن موضوع الثقافة الذي من أجله شيد هذا الصرح العظيم مركز جابر الأحمد الثقافي متقدما بجزيل الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على رعايته واهتمامه بهذا الصرح الثقافي وتنفيذه على أعلى مستوى وإلى كل من بذل جهدا لخروجه بهذه الصورة اللائقة والتي يفتخر بها اي مواطن او مقيم على هذه الارض.
من جانبه تحدث د.سعد بن طفلة عن موضوع الندوة وأوضح أن كلمة ثقافة لها عدة تفسيرات لغوية وهي تعني أيضا الأدب والفطنة معتبرا أن المثقف غير المتعلم «فالمتعلم هو الذي يقرأ ويكتب والمثقف يمكن أن يكون غير متعلم لكنه مؤدب وهو سلوك وليس علما فقط».
وذكر أن الثقافة تعني كذلك الحضارة وأن تكون مختلفا عن الآخرين حيث «لا يوجد اثنان من البشر متطابقان تماما في الكون فكل شخص لديه هوية تميزه يستمدها من الآخرين المختلفين عنه والأمر ذاته ينطبق على الأشياء».
ولفت بن طفلة إلى أن الثقافة ليست مبدأ إلغاء أو اقصاء وليس لأحد أن يلغي الثقافات وتنوعها ويقاتل من أجل أن ينشر ثقافة واحدة فقط ويلغي الأخرى أو يقصيها لأن الثقافة بقاء ولا يمكن إلغاؤها بل يجب التعايش مع التنوع الثقافي من اجل البقاء وهي ليست ترفا.
وأوضح أن هناك اختلافا في المجتمعات أبرزها اختلافات عنصرية وفئوية وعرقية وغيرها ولا يوجد مجتمع في الدنيا متجانس كليا أو متشابه لكن مفهوم التعايش وتقبل الاخر هو المتفاوت فيما بين المجتمعات. واضاف في تصريح على هامش المحاضرة أن القبول بثقافات الآخرين واختلافهم ليس من مبدأ الترف بل هو من أجل البقاء ففي حال رغبت أن تكون ثقافتك سائدة وتلغي بقية الثقافات فأنت من ستكون الضحية وستزول ويبقى اختلاف الثقافات.
إلى ذلك تفاوتت مداخلات الحضور في رؤاها حيال موضوع الثقافة ما بين التيقن بأن هناك وعيا ثقافيا واختيارات فيها تنوع مدهش وبين عنصر شبابي له طروحاته وتمنيات في أن تتحقق ثقافة الاختلاف واحترام الاخر والتنوع الثقافي.
ورأت مداخلات أخرى أن القنوات والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي اصبحت لاعبا رئيسيا في الساحة وفيها مساحات كبيرة للتعبير وطرح الآراء والاتجاهات بكل حرية لكن المشكلة بالأمراض الفئوية في وطننا العربي حيث هناك فضائيات تؤججها ومازلنا نعيش في حالة من التخبط والالتباس الثقافي.