- المملكة العربية السعودية نفّذت برامج فعالة لمكافحة الإرهاب والتطرف في أراضيها
- ندرك التزام الكويت بعدم حدوث تهديدات أمنية عند عودة معتقليها من غوانتانامو
بشرى الزين
في ضوء التطورات الاخيرة التي اسفر عنها اجتماع جنيڤ حول الملف النووي الايراني وتجاوب ايران مع مطالب المجتمع الدولي حتى الآن، جدد جيفري فيلتمان نائب وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى التزام الولايات المتحدة بحماية مصالح الاصدقاء والحلفاء التقليديين في دول الخليج. وقال فيلتمان في مؤتمر صحافي عبر الهاتف من واشنطن مع عدد من ممثلي وسائل الاعلام في الكويت، الرياض، الدوحة، المنامة، ابوظبي، دبي واليمن، ان مشاورات مكثفة مستمرة مع حكومات هذه الدول بشكل ثنائي وجماعي للاستفادة من تجربة وخبرة هذه الدول في علاقاتها العريقة مع طهران لبحث موضوع ايران النووي وهذه الخبرة لا نمتلكها نحن الاميركيين. واوضح فيلتمان في حديثه الذي ركز فيه على تطورات الملف النووي الايراني ان المشكلة تكمن في ان ايران فقدت الثقة في المجتمع الدولي، مشيرا الى ان طهران لا تمتلك اليورانيوم الكافي لصنع قنبلة ذرية او لتشغيل مفاعلات الطاقة، معتبرا ان اجتماعات اكتوبر الجاري تعد فرصة امام طهران لاقناع المجتمع الدولي. واستبعد المسؤوول الاميركي اي خيار عسكري ضد ايران، مؤكدا التزام بلاده بالحوار الديبلوماسي لانهاء الازمة. وإذ ذكر فيلتمان انه من حق ايران الحصول على الطاقة النووية السلمية طالب طهران بتحمل مسؤوليتها اذا كانت ترغب في ان تكون عضوا في المجتمع الدولي وان تتخذ خطوات اجرائية بالشكل الصحيح وتنفيذ القرارات الدولية محذرا اياها من فقدانه ثقته فيها بسبب استمرارها في تطوير انشطتها النووية ودعمها للجماعات المسلحة في العراق ولبنان وأفغانستان والتي تزعزع الاستقرار في المنطقة. وفيما يلي تفاصيل المؤتمر الصحافي:
ماذا سيكون رد فعل الولايات المتحدة اذا لم تلتزم ايران باتفاق جنيڤ الأخير؟
وصف الرئيس الاميركي باراك أوباما محادثات جنيڤ بـ «البناءة» وهذا يجب ان تتبعه اجراءات بناءة من طرف ايران واعتقد اننا سنرى قريبا ما تم تنفيذه من حيث المبدأ في هذا الاتفاق وفي اجتماع 19 الجاري سنرى ما اذا كانت متابعة الالتزامات بما في ذلك السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش المنشأة الجديدة في مدينة قم في 25 الجاري، ونأمل ان نتقدم في هذه المباحثات ضمن مسارها المزدوج الذي تضطلع به مجموعة 5+1.
الوقود النووي
صرح الرئيس الايراني احمدي نجاد بأن بلاده مستعدة للحصول على الوقود النووي من طرف ثالث حتى ولو كان الولايات المتحدة، ما موقف الادارة الاميركية من ذلك؟
ندرك حق ايران في امتلاك الطاقة النووية السلمية، وقد اوضح الايرانيون أنهم بحاجة للوقود النووي لمفاعل الابحاث في طهران، واعتقد انه ليس لديهم كميات كافية لصنع القنبلة النووية في المستقبل المنظور.
بعد اجتماع جنيڤ الاخير هل تتوقعون عقد اجتماع خاص بين الولايات المتحدة وايران؟
كما اوضح المسؤولون الاميركيون انه لم تتح الفرصة لإجراء مباحثات ثنائية على هامش المفاوضات، وكانت لدينا محادثات على مستوى عال مع الايرانيين منذ سنوات وكنا قد اوضحنا جملة من بواعث القلق بما في ذلك المواطنون الأميركيون المحتجزون والمفقودون في ايران، ونعتقد ان المباحثات الثنائية ستكون بداية لاختيار الرئيس أوباما مدى الالتزام باستخدام هذا التواصل كمحاولة للدفع بأهداف السياسة الخارجية لبلادنا واتفقنا مع الايرانيين على اجتماع نهاية الجاري حسب ما تم في مجموعة 5+1 ولا يزال مكان انعقاد الاجتماع غير محدد، وبالتالي فإننا ننظر الى ان اجتماع جنيڤ بأنه يعد بمنزلة الفرصة الاخيرة لإيران واقناع المجتمع الدولي بسلمية برنامجها النووي، وأشير هنا الى التزم الرئيس اوباما بالحوار مع ايران بشكل ثنائي اذا لم تكن هناك فرصة للاجتماع على هامش المفاوضات المقبلة، لكن لا يوجد شيء محدد بشأن الجدول الزمني لهذا الامر.
هل تعتقدون ان مسألة قضية الشرق الاوسط والملف الايراني يمكن تناولهما ضمن حزمة واحدة، وهل هذا هو رأي الادارة الاميركية؟
اعتقد ان ما يمكن قوله هو ان الرئيس اوباما ملتزم باستخدام الجهود السياسية لمعالجة جميع هذه القضايا. نحن لا نريد ان نحرز تقدما في قضية واحدة على حساب قضايا اخرى، رغم ان احراز أي تقدم في اي قضية قد يعزز بعض التقدم في قضايا اخرى وايضا نحاول ان ننظر الى هذه القضايا كلها سواء بشكل احادي أو مجتمعة، وأشير هنا الى عودة السيناتور جورج ميتشل الى المنطقة الآن للضغط من اجل عودة سريعة الى المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين لأننا نرى عملية سلام حقيقية وسلاما دائما بين الطرفين وبين الاسرائيليين والسوريين واللبنانيين في أسرع وقت ممكن.
تجديد عقوبات
ما رأيكم بتجديد عقوبات محتملة ضد ايران في ضوء اكتشاف منشأة نووية جديدة والمقترحات التي أقرها اجتماع جنيڤ؟
أكرر أننا ندرك حق ايران في امتلاك الطاقة النووية السلمية، ولكن المشكلة هي ان ايران فقدت الثقة في المجتمع الدولي، ولديها القليل من المصداقية نظرا لعدم امتثالها لقرارات مجلس الامن وعدم التزامها بالشفافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبالتالي على ايران ان تتحمل مسؤوليتها امام المجتمع الدولي بشأن السماح بالكشف عن الوثائق والوصول الى المرافق والمسؤولين حتى نتمكن من تكوين تقييم موثوق به حول هذا الامر.
ولهذا السبب قامت مجموعة (1+5) ومجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية بالطلب من ايران تعليق أنشطتها النووية الحساسة، واؤكد انه بإعادة الثقة ستكون جميع الابواب مفتوحة.
هل تعتقدون ان لإيران يدا فيما يحدث في صعدة، واذا كان الامر كذلك فما موقف الادارة الاميركية؟
بالتأكيد استمعنا لبعض المسؤولين في المنطقة الذين اعربوا عن قلقهم من احتمال وجود تورط ايراني في الازمة بين الحوثيين والحكومة اليمنية، ونحن نأخذ هذه المخاوف على محمل الجد، ونود ان نرى حلا سلميا وفي اسرع وقت.
جميع الملفات السابقة بين واشنطن وطهران كانت فاشلة، ما الذي يجعل محادثات جنيڤ مختلفة، هل هو الوضع الداخلي الايراني بعد الانتخابات أو التوترات المتصاعدة مع المجتمع الدولي؟
اعتقد ان هناك عوامل متعددة جديدة لانطلاقة حوار ديبلوماسي مع ايران، لأن الرئيس اوباما التزم بهذا المبدأ كمحاولة لتحقيق اهداف السياسة الخارجية الاميركية، وهذا يفتح الباب امام احتمال اجراء محادثات ثنائية مباشرة مع الايرانيين مثل التي حدثت في جنيڤ، واشير هنا الى انه لمدة 30 عاما لم نتحدث الى الايرانيين وخلال هذه الفترة أحرز الايرانيون تقدما كبيرا في دورة الوقود النووي، فضلا عن دعمها لجماعات مسلحة مثل حزب الله الذي هاجمنا وجماعات اخرى تشكل مخاوف في المنطقة وخارجها مع اكتشاف منشأة نووية جديدة في قم، وأعود للقول ان الايام المقبلة ستكشف النوايا الايرانية اذا كانت هناك اجراءات بناءة.
هناك تخوف من دول الخليج العربي حيال التقارب الايراني ـ الاميركي واحتمال تواجد صفقة على حساب هذه الدول، ما ضمانات واشنطن حول هذا الموضوع؟
لا نقوم بأي شيء مع ايران على حساب مصلحة اصدقائنا وحلفائنا التقليديين في الخليج، ولهذا فإن مشاورات نجريها مع الحكومات العربية والاقليمية المختلفة في المنطقة حول سياستنا بشأن ايران وما نركز عليه هو ان نتأكد من ان الحكومات الاقليمية الاخرى تفهم ما نحاول القيام به وأيضا ان نكون قادرين على ان تدرج في استراتيجيتنا اهتمامات هذه الدول والاستفادة من علاقاتها التاريخية وخبرتها في التعامل مع ايران التي لا نمتلكها على الاقل على مدى الـ 30 سنة الماضية، ولذلك يوجد الكثير من الحكومة لدى الدول العربية لمساعدتنا في تحقيق معالجة افضل للازمة مع ايران دون اغفال المصالح الامنية والسياسية لدول الخليج وغيرها.
هل الولايات المتحدة لديها اي ضمانات اسرائيلية بعدم مهاجمة المفاعل النووي الايراني؟ وهل لايزال الخيار العسكري على الطاولة كما صرح بذلك الرئيس باراك اوباما؟
نريد ان نرى حلا ديبلوماسيا ولا احد يريد ان يرى حلا عسكريا، ونركز في هذا الاطار على الحوار الديبلوماسي والوصول الى ذلك امر ممكن، اذا تلت محادثات جنيڤ «البناءة»، واجراءات بناءة كذلك، ما يعطي زخما للتحرك الديبلوماسي. اكرر القول والتذكير بترؤس الرئيس اوباما لاجتماع مجلس الامن الدولي سبتمبر الماضي وصدر قرار قوي جدا للامتثال الكامل لمعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية.
اذا كنتم تعتقدون بدور ايراني في الصراع في صعدة ودعم طهران لتنظيم الحوثيين، هل للولايات المتحدة نية في اضافة الحوثيين الى قائمة المنظمات الارهابية؟
ما نراه من سلوك غير مفيد لايران في المنطقة يضاف الى قلقنا من نقص الشفافية لديها حول برنامجها النووي، ونرى هذا السلوك غير المفيد في لبنان والعراق وافغانستان، واذا كانت ايران ترغب في ان تكون عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي فيجب ان تؤدي دورها الصحيح وفقا للقواعد الدولية المتعارف عليها، بمعنى الا تتدخل في حروب الآخرين ولا زعزعة الاستقرار في بلدان اخرى، وهذا موضوع نخطط للتباحث فيه مع الايرانيين كلما سنحت الفرصة.
ان الموقع الجغرافي لايران بين افغانستان والعراق مهد لسياسات واقعية سهلت للاحتلال الاميركي في كل من العراق وافغانستان، هل يمكن تبادل الادوار التي تمنح طهران دورا اقليميا اكبر؟
نواجه تحديات مختلفة في العراق وافغانستان، ونرى التحول من مشاركة عسكرية للولايات المتحدة الى قيادة مدنية للعراقيين ومستقبل العراق بين ايدي العراقيين، والعلاقات بين ايران والعراق لها تاريخ مشترك في الحدود والدين والاقتصاد والثقافة، سواء كانت ايجابية او سلبية، لذلك لا تسعى ايران الى ان تظهر للعراقيين والاميركيين والمجتمع الدولي انها ترغب في علاقات ايجابية وطبيعية مع العراق، اما في افغانستان فإن لايران مخاوف من مسألة اللاجئين الافغان وتهريب المخدرات، وايران لاتزال تلعب دورا سلبيا وتدعم جماعات مسلحة بدلا من دعم النجاح والاستقرار لاثارة البلبلة، لذلك نريد من ايران افعالا لا اقوال.
هل الوكالة الدولية للطاقة الذرية راضية عن التفتيش؟ وهل الولايات المتحدة تدعم ايران للحصول على الطاقة النووية للاغراض السلمية؟
ننتظر عملية التفتيش وما سينتج عنها من استعادة الثقة الدولية في البرنامج النووي الايراني، والاجابة عن اسئلة المجتمع الدولي وتعليق انشطتها النووية للحصول على شهادة صحية نظيفة من المجتمع الدولي، لكن هذه العملية بدأت وايران وافقت على تلبية اجتماع 19 الجاري في ڤيينا لاجراء مباحثات حول مفاعل الابحاث في طهران وهي علامات تبعث على الامل.
هناك ربط بين ما يقوله البعض باعتقاد الولايات المتحدة بحقوق الانسان وما يحدث في معتقل غوانتانامو، هل يمكننا ان نترقب عودة قريبة للمحتجزين الكويتيين؟
منذ اول يوم لوجود الرئيس اوباما في منصبه، تعهد باغلاق سجن غوانتانامو، وتطلع الى تقاليدنا الخاصة بحقوق الانسان والديموقراطية وسيادة القانون، ونحن بصدد مناقشات مع حكومات الدول التي لديها محتجزون في غوانتانامو، ومن بينها الكويت، وكانت المباحثات بناءة وندرك التزامها بعدم حدوث اي حوادث امنية في حال عودة معتقليها، ونحن على علم ومتأكدون من ان الكويت ملتزمة بذلك.
كيف تقيمون جهود المملكة العربية السعودية في التعامل مع الارهاب وتأهيل عدد من الاشخاص الذين عدلوا عن ممارسة التطرف؟
اعتقد ان الولايات المتحدة تعتبر برامج المملكة العربية السعودية فعالة جدا في معالجة التطرف في المملكة، ولدينا حوار مستمر مع السعودية حول مسائل مكافحة الارهاب ونعمل مع الرياض بما تمليه المصلحة المتبادلة، والسعودية اتخذت خطوات اجرائية تتوافق مع مصالحها الوطنية للتأكد من عدم استغلال تنظيم القاعدة والجماعات الارهابية الاخرى للاراضي السعودية لشن هجمات ضد المواطنين السعوديين وفي شبه الجزيرة العربية وغيرها.
بداية الطريق
قال جيفري فيلتمان ان أي انفتاح سوري مرحب به في الولايات المتحدة، مشيرا الى انه يلزم المزيد من الوقت والمباحثات حتى تتحسن العلاقات بين دمشق وواشنطن، لافتا الى ان لقاء وكيل وزارة الخارجية الاميركية وليام بيرنز ونائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الاسبوع الماضي كان بداية الطريق.
اختطاف نووي
نفى جيفري فيلتمان ما تردد من اتهامات موجهة من الحكومة الايرانية حول اختطاف باحث نووي ايراني عند ادائه لمناسك العمرة في المملكة العربية السعودية، مطالبا الحكومة الايرانية بالكف عن التصريحات التي لا تخدم بناء الثقة معها. مشيرا الى ان الولايات المتحدة ليست معنية بهذا الامر.
ولفت الى اختفاء الاميركي روبرت ليفنسون قبل عامين ومطالبة طهران بالمساعدة للكشف عن مكان وجوده، الا أنها لم تستجب.