- بشرى خوري: هناك العديد من الأغذية التي تساعد في تقوية الدماغ وتحسين الذاكرة والحد من النسيان
- أم فهد: لا نستطيع أن ننسى أجمل المشاعر مع من كانوا لنا بمنزلة الروح الواحدة
- شعبان: النسيان نقمة للإنسان الطموح لأنه يخسره الكثير في مجال عمله
- فايزة محمد: النسيان مطلب أساسي في الحياه لتستمر ونسامح ونعيش في سلام
لا شك ان النسيان نعمة كبيرة وعظيمة تجعلنا نتخطى احزاننا وأوجاعنا، وتأخذنا ـ بحكمة الخالق ـ الحياة بهمومها وأفراحها، بمآسيها وأتراحها، فالحياة لا بد ان تستمر، ولا بد للمسيرة ان تكتمل، حتى يكتب الله نهاية محتومة لكل انسان، مهما طال به العمر او قصر. لكنه يعد نقمة من ناحية أخرى حين يتبلور لنا في صورة مرضية، فحين يتقدم بنا العمر يصيب بعضنا مرض «الزهايمر» ويمثل لصاحبه ولمن حوله مشكلة حقيقية مؤرقة وموجعة، اذن فالنسيان يحتمل القولين «النعمة والنقمة» نتألم فنبكي وننشد النسيان لعله يريحنا من تذكر ما يؤلمنا، واحيانا نتغلب على النسيان بالضحك، نعم فالبعض يضحك كي ينسى ويقلب صفحة من صفحات العمر، وعندما لا نستطيع اقتلاع ما نريد أن ننساه من ذاكرتنا، نحاول ان نتناسى، لكن شيئا واحدا مهما حاولنا لا يمكن نسيانه.. هو فقدان من نحب وكان يسكن في القلب والوجدان، فما اصعب ان نحيا والقلب موجوع بخسارة عزيز كان قبلا يملأ الدنيا ويبهج حياتنا ويعيننا على الاستمرار. وكما قال علماء النفس، فالنسيان ظاهرة نفسية، يعد نقمة عندما لا يستطيع الانسان ان يستعيد او يتعرف على إجابة مطلوبة قد يتوقف عليها مستقبله ومصيره، ونعمة وبركة وإيمانا عندما نطوي في ردائها مواقف الحزن والأسى. ويبقى السؤال هل فعلا النسيان نعمة ام نقمة؟ وهل نستطيع ان ننسى او نتناسى؟ «الأنباء» جالت على المواطنين ورصدت آراءهم في هذا التحقيق:
ندى أبو نصر
في البداية، قالت ام فهد انه عندما يكون النسيان حالة من الهروب من إحساس او ألم ما او جرح لعدم القدرة على المواجهة يحق لنا ان نصفه بالضعف، اما النسيان الذي يتسلل ذاكرتنا بشكل لا إرادي ليعيننا على تجاوز آلامنا الكبيرة في فقدنا لمن نحب نكون حقا بحاجة إليه لننسى هذا الالم، ولكن اذا كانت المشاعر الإنسانية التي تختلج وتسكن ارواحنا فلسنا مطالبين بنسيانها او رميها خلف حدود الذاكرة، فنحن بحاجة دائمة لحالة تذكر الاشياء الجميلة التي نحبها، ولا نستطيع ان ننسى أجمل المشاعر مع من كانوا لنا بمثابة الروح الواحدة مهما حاولنا ان ننساهم او نفتعل نسيانهم.
وسائل التكنولوجيا
بدوره، قال هيثم شعبان: النسيان للانسان الذكي نقمة وله أثر سلبي في أشياء كثيرة يجب ان يتذكرها، وفي العمل والتجارة أيضا لأن النسيان يجعلنا نخسر الكثير ولكنه نعمة في الحالات العاطفية المضطربة وشيء ايجابي لكي نستطيع ان نصفح ونسامح ولا نحمل بقلبنا اي حقد، وفي حالات الأمومة مثلا فالأم لا تحمل بقلبها على ابنها مهما فعل وتسامحه مهما حصل وتنسى افعاله مهما كانت سيئة.
واضاف: ان النسيان زاد عند الناس بسبب قلة القراءة والاتجاه نحو وسائل التكنولوجيا لأن القراءة المرافقة لبعض كتابة الاشياء المهمة وتسجيلها يرسخ الأشياء لدينا ويصبح من الصعب نسيانها.
النسيان والتناسي
من جانبه، قال عبدالله الجاسم: النسيان نعمة ونقمة في آن واحد، فهو نعمة بحياتنا لكي ننسى الأحداث المؤلمة التي تؤثر على حياتنا سلبا، لأنه لولا النسيان لعاش الانسان حياة مليئة بالهم والحزن، ونقمة عندما يؤثر على حياة الانسان فيحوله من انسان عامل منتج الى انسان يائس حزين، وبعض الناس يتناسون عندما تكون حاجاتنا عندهم، وبعضهم يتناسون الوجع، وهذه قوة شخصية وهذا نسيان بالارادة، اما النسيان المرضي الذي يأتي مع تقدم العمر فيأتي نتيجة لعوامل مرضية او نفسية.
وقال حسام محمد ان النسيان نقمة اذا جعلنا ننسى أشياء مهمة قد تودي بمستقبلنا او نفقد أشياء ثمينة لدينا ولكنه نعمة لأننا لا نستطيع نسيان الأشخاص الاعزاء لدينا ويبقون في ذاكراتنا حتى اذا فقدناهم، لأننا اذا نسيناهم نفقد احساسنا بالحياة.
ضروري في كثير من الأحيان
بدوره، قال تامر حسين: لولا النسيان لمات الانسان، والنسيان نعمة، لأنه ضروري في كثير من الأحيان لكي تستمر الحياة، فالحياة قاسية وفيها الكثير من الذكريات المؤلمة التي تسكننا ان لم نحاول نسيانها والانطلاق من جديد، اما الذكريات الجميلة فتبقى في الذاكرة لانها تعطينا كل يوم أملا جديدا.
من جانبها، تقول فايزة محمد: النسيان نعمة في بعض الحالات كحالات الموت وفقدان شخص عزيز، والتجارب العاطفية لأننا ننسى الألم ويجبرنا القدر على النسيان او نسيان ذكريات مؤلمة وشخص اساء لنا فنحاول ان ننساه، نعم ننساه لنسامح ونعيش بسلام فهو مطلبنا للاستمرار لكي تستمر الحياة، والنسيان نقمة عندما ننسى اشياء مهمة كنسيان اخذ دواء في وقته المحدد او موعد عمل مهم.
تجاوز الخبرات المؤلمة والإحباطات
من ناحيتها، اكدت استاذة علم النفس الاسري والمتخصصة في مفهوم الذات والفاعلية الذاتية نادية الخالد ان النسيان ظاهرة نفسية انسانية لها حسناتها وسيئاتها، والنسيان هو العملية العكسية لعملية التذكر والاستدعاء اي الفقدان الكلي او الجزئي الدائم او المؤقت لبعض الخبرات، ويعتبر بمنزلة وسيلة دفاعية لسلامة الراحة النفسية والصحة النفسية عند الانسان لأنه يساعد على تجاوز الخبرات المؤلمة والاحباطات.
ويرى العديد من الباحثين ان الخبرات التي يمر بها الانسان اثناء تفاعلاته المستمرة تبقى آثارها موجودة في الذاكرة ولكن صعوبة تذكرها يعود الى سوء الاثارة لعدم وجود المنبه المناسب الذي يساعد على تذكرها وعدم وجود الدافعية للتذكر، الى جانب اسباب ترتبط باعادة تنظيم محتوى الذاكرة، واسباب أخرى ترجع الى العوامل التي ترتبط بظروف عمليات الاكتساب والتركيز.
نظريات النسيان
وهي النظريات التي تفسر طبيعة النسيان وأسبابه:
1 ـ نظرية التلف أو الاضمحلال
وتعتبر من اقدم النظريات او المحاولات التي تفسر النسيان واصلها يعود الى ارسطو الذي قال ان النسيان عبارة عن فقدان الارتباطات بسبب العامل الزمني، اي الارتباطات التي تتشكل بين الاحساسات والاستجابات والتي تشكل افكار العقل عن طريق مبدأ «التجاور والتشابه والتنافر»، واشار ثورندايك مفسرا النسيان وفقا لهذه النظرية من خلال مبدأ الاستعمال والإهمال للعادة المكتسبة، اي اذا استخدمت الخبرة او المعلومة لا تنسى واذا اهملتها ولم تستخدمها تنسى.
2 - نظرية الإحلال والتداخل
اي ان بعض المعلومات تتلاشى من الذاكرة وفقا لحلول معلومات لتحل محل معلومات اخرى، وغالبا ما تحدث في الذاكرة العاملة اي قصيرة المدى هذا معنى الاحلال، اما التداخل فمعناه ان النسيان يحدث وفقا لعملية التداخل التي تحدث بين محتويـــات الذاكرة مما يعوق بعضها بعضا من الاسترجاع. والتداخل وجهان: الاول هو: التداخــل البعدي ويسمى بالكف البعدي اي عندما تعوق الخبرات الجديدة تذكر الخبرات المتعلمة السابقة، والثاني هو: التداخل القبلي ويسمى بالكف القبلي اي عندما تعوق الخبرات المتعلمة سابقا تذكر الخبرات المتعلمة حديثا. ولقد ايدت عملية التداخل لتفسير النسيان كل من: النظرية البنائية ـ النظرية لحفظ السجلات ـ وكثير من وجهات النظر الاخرى.
3 - نظرية الفشل في الاسترجاع
اي ان النسيان هو عبارة عن صعوبة تحديد مواقع المعلومات المراد تذكرها في الذاكرة طويلة المدى (المخزن) بسبب غياب المنبهات المناسبة لتنشيط الخبرة المراد تذكرها او سوء الترميز والتخزين للخبرة.
واثبتت ذلك تجارب مثل: الشعور بالمعرفة ـ حافة اللسان ـ الخبرة المنبهة بمثير وغير المنبهة ـ الاثارة الكهربائية لخلايا الدماغ.
4 - نظرية تغير الأثر
وهي من صياغة مدرسة الجشطالت، وهي تفسر النسيان بأنه يحدث في حالة حدوث عملية اعادة تنظيم محتوى الخبرات في حالة تفاعلات الفرد المستمرة حيث ان بعض المعلومات او الخبرات ربما تتغير او تفقد بعضا منها او انها تندمج مع خبرات اخرى، وهم يفسرون ذلك حسب قولهم: ان الذاكرة تمتاز بالطبيعة الديناميكية بحيث تعمل على اعادة تنظيم محتوى الخبرات لتحقيق ما يسمى بالكل الجيد المتميز بالاتساق والتكامل.
5 ـ وجهات نظر أخرى
نظريـــــة التحليل النفسي تعتبر النسيان مدفوعا بدافع لا شعوري يسمى الكبت وهناك نظرية تقول ان غياب الدافعية لتذكر خبرة ما يؤدي الى ظاهرة النسيان وغير ذلك.
بدورها، قالت اخصائية التغذية بشرى خوري ان الاغذية تلعب دورا كبيرا في صحتنا وتتحكم بالعديد من الامراض والمشاكل الصحية والنفسية التي قد نواجهها بشكل يومي ومنها النسيان، فهناك العديد من الاغذية التي تساعد في تقوية الدماغ وتحسين الذاكرة والحد من النسيان كالاغذية الغنية بمضادات الاكسدة والغنية بالدهون المفيدة كالأوميغا وبعض الاغذية كالتوت والتفاح والسالمون والبروكلي والجوز وبذر الكتان والشوكولا الداكنة اضافة الى تناول كميات كافية من الماء وممارسة الرياضة بشكل منتظم وتجنب المعلبات واللحوم المدخنة والاغذية البيضاء كالخبز الابيض والباستا البيضاء والرز والسكر الابيض والمشروبات الغازية والتدخين.