- فتوى الحجاب رأي لأشخاص نكنّ لهم كل التقدير والاحترام ولكنها ملزمة لمن يريد أن يستأنس بها
- العوضي: 18 ورشة عمل غيّرت أفكار النساء عن السرطان وشجعت على الفحص المبكر
حنان عبدالمعبود
أقام نادي سيدات الأعمال والمهنيات بالكويت ورشة عمل للتوعية بمرض سرطان الثدي والكشف المبكر عنه برعاية الجمعية الاقتصادية الكويتية والجمعية النسائية الهندية، ومنتدى الأطباء الهنود. وافتتحت ورشة العمل بكلمة لرئيسة الجمعية الاقتصادية الكويتية النائب د.رولا دشتي، تناولت فيها أهمية التوعية للمرض ودور الكشف المبكر في العلاج.
ومن ثم بدأت محاضرة لاستشارية العلاج الكيماوي في مستشفى حسين مكي جمعة ورئيسة وحدة سرطان الثدي ومجموعة سرطان الثدي د.شفيقة العوضي، التي ثمنت دور التوعية الصحية وأهميتها في الكشف المبكر عن الأمراض السرطانية مما ينتج عنه العلاج والشفاء، وقالت العوضي في تصريح صحافي على هامش ورشة العمل «نحن نحاول أن نذهب للمرأة في أي مكان تتواجد به بدلا من أن تحضر هي إلينا، وهذا لأن التعريف بالسرطان أصبح مهما جدا وله آثاره، فقد ذكرت احدى الدراسات من أتلنتا ان التوعية ادت الى أن المرأة اصبحت تذهب للطبيب في مراحل مبكرة، وبالتالي يكون العلاج أفضل وقد يصل للشفاء، وكما نعلم فإن الوعي حول السرطان لا يصل بالكامل إلى كل امرأة، ولهذا من المهم أن يذهب الاطباء بأنفسهم لأي مكان تتواجد به النساء، وهذا ما نخطط لتنفيذه العام القادم، حيث نأمل أن نذهب كأطباء للنساء في كل انحاء الكويت بطريقة منظمة، حتى بالمناطق البعيدة لمحاولة توعيتهم عبر ندوات تعريفية توعوية وورش عمل فعالة، ونستعد لهذا الأمر من الآن بعمل دراسة لكيفية الوصول لكل امرأة، وعن ورش العمل التي قدموها قالت من الجيد أننا قمنا بعمل 18 ورشة عمل، اضافة إلى ملتقى آخر يضم حوالي 400 امرأة، وهو الحضور المتوقع، وهذه تعد بداية جيدة، فنحن نعمل على اختيار مجموعة صغيرة من النساء حتى نتحدث اليهن، وبعد ذلك تستطيع كل واحدة ان تسأل عن كل ما لا تعرفه، ونستطيع الإجابة عنها في كل كبيرة وصغيرة، مما يجعلها بدورها مصدر لتوعية عدد آخر حتى وان كان قليلا: ففي النهاية نحقق الهدف بنشر الوعي.
الفحص الذاتي
وعن أهمية الفحص الذاتي للثدي قالت «من الضروري بمكان أن تهتم المرأة بمسألة الفحص الذاتي نظرا لكونه يمثل اكتشافا وان لم يكن مبكرا جدا، الا انه في بدايته يعتبر قابلا للعلاج بنسب مرتفعة، فان اكتشفته المرأة وكان حجمه سنتيمترا واحدا أو اثنين، فهذا يعد افضل من ان يكون حجمه أضعاف ذلك مما يعني تكاثره، فحين يكون حجم الورم يتراوح بين 2 و 5 سنتيمترات فإنه يكون بالمرحلة الثانية مما يعد نوعا ما مبكرا ويمكن الوصول به للشفاء، وعن معالجة سرطان الثدي قالت د.العوضي: إنه يعتمد على المرحلة التي تأتي فيها المريضة وتطلب العلاج، فإذا كان المرض منتشرا فقد يستفيد بالعلاج فقط 20% ممن يتلقون العلاج، ولكن العلاج في المراحل المبكرة تتراوح نتائج الشفاء معه بين 90 و95%.
اما عن نسب الإصابة بسرطان الثدي، فقالت ان الحالات الموجودة والتي تراجع بالمركز 300 حالة منهن كويتيات ومقيمات بالكويت وأكدت د.العوضي أن فحص الماموجرام مجاني بالمركز، سواء للكويتيات أو المقيميات بالكويت.
صحة المرأة والأسرة
ومن جانبها قالت النائبة د.رولا دشتي في تصريح صحافي «لا شك اننا تأخرنا في توعية اخواتنا النساء في أهمية الكشف عن سرطان الثدي لأن اليوم الطب تقدم كثيرا في موضوع معالجة المصابات بسرطان الثدي والذي ان تم اكتشافه مبكرا فمن الممكن علاجه بنسبة 80% والذي لا يتأتى إلا بالتوعية، ولهذا فانني اعتقد ان مجتمعنا يحتاج الى دعم وجمع الجهود التي تهتم بتوعية المرأة، لتقوم بالفحص الدوري بشكل مستمر وكذلك تخضع لفحص الماموجرام كما بالفترات التي يحددها الاطباء، لأن صحة المرأة تعني صحة الأسرة بكاملها واستقرارها وحمايتها صحيا هي ايضا حماية للأسرة، ولكن للأسف نحن في مجتمعاتنا العربية تأخرنا في هذا الجانب بسبب العادات والتقاليد، ولكن اعتقد ان اليوم نشهد تطورا كبيرا في التعليم وانخراط المرأة في المراحل التعليمية المختلفة ساهم في تخطي حواجز العادات والتقاليد في تقبل وطرح هذه الأمور التوعوية فيها. أضافت دشتي: مطلوب أدوار أخرى غير التوعية ألا وهي مساندة المؤسسات الطبية بالأبحاث في موضوع السرطان، كذلك وجود طاقم على مستوى جيد من الخبرة نستثمر فيه كفاءات شبابنا المتخصصين بالنواحي الفنية وليس الطبية فقط، مثل الأشعة وغيره من خدمات طبية وفنية مساندة، مبينة انه من الصعب ان نخسر امرأة بسبب الجهل، وهذا فيه ظلم كبير ان تفقد لمجرد انها «لم تتعلم».
وعن قضية فتوى الحجاب قالت «قدمت تعديل قانون الانتخاب بحذف اشتراط ان المرأة المرشحة والناخبة عليها الالتزام بتطبيق احكام الشريعة الاسلامية في ذلك، فاليوم الفتوى لم تأت على رولا دشتي وأسيل العوضي وانما أتت بعموميتها على جميع النساء غير المحجبات ان يتحجبن، وأعتقد ان هذا رأي أشخاص نكن لهم كل التقدير والاحترام، ولكنه ملزم لمن تريد ان تستأنس برأيهم، فنحن بالكويت الدولة المدنية، ومجتمعنا أقر آباؤنا وأجدادنا كيف نبنيه كوطن، والدستور هو النهج الذي نستخدمه ببنائه، نحن أقسمنا على احترام الدستور والذود عن الحرية، ومن هذا المنطلق سندفع بأن نحترم الدستور، ونقوم كل القوانين التي تخالف مبادئه ونحفظ الحريات العامة للمجتمع الكويتي. وعن مسألة إسقاط القروض قالت: الأمر يختص بالاقتصاد ككل، وليس فقط إسقاط القروض وانما الموضوع يشمل الاقتصاد بكامله والعيش الكريم للمواطن، فيجب ان ننظر باجمال وعمومية وتوازن للأمر من منطلق مصلحة الوطن والمواطن فيه. وأكدت ان هناك قضايا في غاية الأهمية يجب مراعاتها، سواء قضية إسقاط قروض او انعاش الاقتصاد، او قضية كيفية إنفاق المال العام، وما هي العوائد من الإنفاق حينما يتم صرفه فيها، ومسألة الموازنة بين الجيل الحالي ومتطلبات الجيل القادم، لأننا مؤتمنون على إقامة هذا التوازن برأينا، والحلول العقلانية بأي قضية تعد غاية في الأهمية، فالتطرف بتقديم اي حلول لن يستفيد منه اي طرف والبلد يحتاج الى التكاتف والتعاون بحوار بناء بموضوعية وعقلانية، ولهذا أعتقد اننا سنقوم بحل قضية القروض، والتنمية الاقتصادية، وتطوير التعليم، والتنمية الصحية والاجتماعية، ولكن بعقلانية.