- رئيس الوزراء قادر بثقافته ووعيه أن يواجه أي استجواب ولا أعتقد أن هناك أي جهات خارجية تدعم نواب التأزيم
- قمة الكويت كانت النواة الأولى للقاء خادم الحرمين الشريفين بالرئيس السوري في دمشق وكل مواطن عربي شريف سُرَّ بهذا اللقاء
- أنا من جيل تربّى على الديموقراطية.. جيل ما بعد الدستور وهي ليست عائقاً للتنمية وإنما الممارسات الخاطئة هي السبب
الدوحة ـ نورما ابو زيداعتبر سفيرنا لدى الدوحة سليمان المرجان ان فوز النائبات في انتخابات مجلس الامة كان رسالة قوية من الناخب الكويتي إلى كل الذين قاموا بممارسات لا تمت إلى العمل البرلماني بصلة، وقال في حوار أجرته معه صحيفة «الوطن» القطرية وتم نشره أمس ان وصول 4 سيدات إلى مجلس الامة يعني الكثير للكويت ولشعوب وحكومات دول مجلس التعاون، ورأى انه من الجيد انهن غير مسيسات «لأن الكويت تعاني من جرعة السياسة الزائدة»، ونفى المرجان ان تكون الديموقراطية في الكويت هي التي تمنع التنمية، معتبرا ان «الازمة هي ازمة ممارسة لا ازمة ديموقراطية». واشار المرجان إلى ان الكويت تعاني كثيرا من تجاوزات بعض اعضاء مجلس الامة الذين يقدمون استجواباتهم للصحافة بغرض الاستعراض، معتبرا في هذا الصدد انهم «يريدون الناطور وليس العنب». وقال: ان رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد قادر على مواجهة من يطلق عليهم «نواب التأزيم» ولكنه يمتنع لأن «اسلوب الاستجواب يقصد منه التحدي»، وفيما يلي نص الحوار الذي تطرق إلى البرنامج النووي الإيراني ومسيرة مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى التقارب السوري ـ السعودي وفيما يلي تفاصيل الحوار:
من المعلوم ان العلاقات القطرية ـ الكويتية متميزة.. ما جديدها؟
العلاقات بين بلدينا ليس لها اي سقف، وتحظى برعاية سامية من القيادتين القطرية والكويتية، ولها قاعدة عريضة ومتجذرة عبر التجانس والمصاهرة بين الشعبين الكويتي والقطري، ولذلك نقول ان علاقتنا أزلية، وجذورها تاريخية، وامتدادها مستقبلي، ولا حدود لها في كل القطاعات، العلاقات القطرية ـ الكويتية لا تحكمها مصالح، بل يحكمها تاريخ مشترك ومصير مشترك، وكل الأبواب مفتوحة بين الجانبين، والاتصالات مستمرة، ويتم التنسيق والتعاون بشكل مستمر لما فيه مصلحة الشعبين، ومصلحة دول مجلس التعاون والامة العربية.
هل من زيارات مرتقبة بين الطرفين؟
الزيارات المتبادلة تتم بشكل مستمر، والاتصالات كثيرة ومباشرة بين القيادتين، وبين المسؤولين والوزراء، ولهذا السبب انا دائما اقول ان السفير الخليجي عندما يكون في دولة خليجية لا تستظل العلاقات الثنائية بظله نتيجة لخصوصية العلاقة. وعندما كنت سفيرا للكويت في السنغال والمغرب وسورية وروسيا كنت اشعر بأن كل شيء يمر من خلالي، بينما الآن العديد من الأمور تحدث من فوقي، وهذا لا يزعجني، لانه دلالة على خصوصية العلاقة. هناك اتصالات مباشرة بين كبار المسؤولين في البلدين لا تحتاج لان تمر عبري في الدوحة، وعبر سفير قطر في الكويت.
هل من مشاريع جديدة على الصعيد الاقتصادي؟
الاستثمارات ورؤوس الأموال تتحرك بسهولة بين البلدين بحكم التسهيلات الموجودة بين دول مجلس التعاون، وبناء على ذلك نكتشف الكثير من الاستثمارات والمشاريع كسفارة في وقت لاحق على البدء بها. فالقطاع الخاص يعمل بعيدا عن اشراف الحكومة، ورجال الاعمال من قطريين وكويتيين كثيرا ما يلجأون إلى المساهمة في مشاريع مشتركة، وتكون هناك مساهمة ثنائية بحكم الثقة المتبادلة بين رجال الاعمال في البلدين.
انتخابات مجلس الأمة
بالنسبة للوضع الداخلي الكويتي ماذا يعني للكويت وصول 4 سيدات إلى البرلمان؟
الكثير، وليس للكويت وحسب، بل لشعوب وحكومات دول مجلس التعاون، فوز النساء الاربع هو دليل على نقلة نوعية وتحول كبير في دور المرأة بالمجتمع الخليجي، فنحن نتحدث عن فوز 4 نساء على 50 مقعدا، وهذا يعني بالنسب ان الاصوات التي اقترعت لهن ليست بقليلة.
هل احدث تقدم التيار الليبرالي نقلة نوعية خاصة ان بعض الاستطلاعات تظهر ان الكويتيين لا يتوقعون الكثير من المجلس الحالي على اعتبار ان الظروف التي انتجت الازمات السابقة مازالت موجودة، حدثنا عن عودة نفس وجوه ما يسمى بـ «نواب التأزيم»؟
انا لا اريد الخوض في تفاصيل دقيقة، ولكنني اعتقد ان الأجواء الحالية اقل تأزما من الأجواء السابقة، لا شك ان هناك حالة من التذمر الشعبي نتيجة حلقة التأزيم التي يتم اقحام البلاد فيها، وقد تم التعبير عن هذا التذمر عبر صناديق الاقتراع، المواطن الكويتي يسمع صوت رحى ولكن ما من طحين، وهذه النقطة اساسية بالنسبة اليه، لأن الشعب يريد التنمية ويريد المشاريع، والكويت كانت سباقة في هذه الامور منذ خمسينيات القرن الماضي، فماذا يستفيد المواطن والوطن من هذا النزاع، وبماذا يستفيد الذين يتولون توجيه الاتهامات بشكل عشوائي ورفع الصوت واستخدام الفاظ بعيدة عن اخلاقيات التعامل النيابي، هم بذلك يعملون على تعطيل آليات العمل الديموقراطي، هذا العمل الذي للكويت معه تجربة كبيرة، ففي حقب الستينيات والسبعينيات والثمانينيات لم نواجه ما نواجهه حاليا من تأزيم، وكان البرلمان يقوم بدور مساند للحكومة لأن روح دستور الكويت تؤكد على تعاون السلطتين، فالمشرع نص على فصل السلطات الا انه قال بفصلها مع تعاونها.
الديموقراطية والتنمية
لقد سبق لكم ان قلتم ان الشعب الكويتي يريد التنمية.. كثر يرون ان الكويت لا تنمو لأنها ديموقراطية.. هل توافق على ذلك؟
أنا من جيل تربى على الديموقراطية، انا من جيل عبدالله السالم وصباح السالم وجابر الاحمد وصباح الاحمد، جيل ما بعد الدستور، الديموقراطية ليست هي المعيق للتنمية بلا شك، وانما الممارسة الخاطئة للديموقراطية هي المعيق للتنمية، ان استخدام الصلاحيات التي اعطاها الدستور لعضو مجلس الامة لأغراض خاصة وللتأزيم والصراع ولفت الانتباه هو الذي يعوق التنمية، وبالتالي ليست الديموقراطية هي المعيق، الكويت كانت في الستينيات والسبعينيات ديموقراطية ولكنها كانت بخير، الازمة هي ازمة ممارسة لا ازمة ديموقراطية.
المجالس الثلاثة السابقة كانت الأقصر عمرا في تاريخ مجالس الامة الكويتية وهناك من يتوقع انسحاب ذلك على المجلس الحالي.. هل توافق هذا الرأي؟
انا لا اتمنى ذلك، واتمنى ان يستمر المجلس، وان يمارس دوره الدستوري في التعاون مع السلطة التنفيذية، وفي تحقيق التنمية، ومراقبة السلطة التنفيذية ومؤازرتها في تحقيق برامج التنمية، ولكننا سنبقى في الدوامة عينها اذا استمر المجلس في تصيد العبارات والاسقاطات والاستجوابات في قضايا تافهة لا تستحق التوقف عندها، من حق اي عضو من اعضاء المجلس ان يقدم استجواب، ولكن عليه ان يقدمه بالطرق السليمة، اي ان يوجه كتابا بحسب الآليات الواجب اتباعها، ولكن الحاصل عندنا هو ان الاستجواب يقدم للصحافة وليس للمجلس بغرض الاستعراض، وهنا الخطأ الذي يثير الحساسية، لانهم بذلك يريدون الناطور وليس العنب.
بالنسبة لموضوع الاستجواب هناك من يتساءل لماذا لم يواجه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الذين لطالما سعوا إلى استجوابه؟
سمو رئيس مجلس الوزراء قادر بحكم قدراته وثقافته ووعيه ان يواجه، ولكن ما هو حاصل للاسف هو ان اسلوب الاستجواب يقصد منه التحدي.. انا مع استخدام حق الاستجواب، ولكنهم يعتمدون اسلوبا تعسفيا في استخدام هذا الحق، هناك محاولة تشهير وتقليل وتصغير من شأن المستجوب سواء كان وزيرا او رئيس وزراء.
من يقف وراء هؤلاء النواب اذ لابد من جهة تدعمهم؟
لا اعتقد ان هناك جهات خارجية تدعمهم.
(مقاطعة) ربما داخلية؟
لا اعتقد ذلك، ولكن المؤكد هو انهم خرجوا عن الخط الذي سنه المشرع الدستوري، وخرجوا عن استخدام الاساليب الدستورية، يجب اعادة العربة إلى السكة والاكتفاء بممارسة الدور الرقابي الذي نص عليه الدستور، لقد طغى الدور الرقابي على التشريعي في الفترات الاخيرة، ولو احصينا عدد الاستجوابات من سنة 1963 ولغاية سنة 1990 فسنجده اقل من الاستجوابات التي قدمت في السنوات القليلة الماضية.
بما انك قمت بمقارنة بين الفترة التي سبقت عام 1990 والفترة التي تلتها، لابد من طرح سؤال وهو ان البعض يعتبر ان مرحلة ما بعد التحرير تمثل شرخا في مسيرة البلاد.. هل توافق على ان كويت ما قبل 1990 تختلف عن كويت ما بعد 1990؟
بلا شك ان الغزو خاصة عندما يكون غير متوقع يشكل صدمة، فعندما يأتي الاحتلال من عدو مرتقب ومعروف يكون وقعه اقل وطأة، ولكن عندما يأتي من شقيق لابد ان يترك اثره الكبير، وهذا الامر لا ينطبق فقط على الكويت انما على جميع الدول العربية.
حاليا، يوجد حاجز خوف نتيجة الاوضاع السائدة في المنطقة، ولكن هذا الامر لا يؤثر على الكويت فقط انما على المنطقة ككل، فالاوضاع الاقليمية مازالت غير صحية بدءا من ملف الارهاب مرورا بأزمة العراق ووصولا إلى الملف النووي الإيراني والمخاوف التي يثيرها من امكانية حدوث مواجهة عسكرية.
كيف تصف اليوم التجربة الديموقراطية في الكويت؟
التجربة الديموقراطية في الكويت تمر في مخاض وتمر في أزمة ولابد من اعادة المسائل إلى مكانها الطبيعي.
النووي الإيراني
قيام إيران بالكشف عن منشأة نووية جديدة أجج المخاوف من جديد.. لماذا بحسب رأيك لا يبادر مجلس التعاون الخليجي الى دعوة المسؤولين الإيرانيين للتباحث في موضوع النووي؟
ازمة النووي الإيراني ليست قضية خاصة بدول مجلس التعاون فقط، فصحيح اننا الاقرب جغرافيا ولكن هناك جهة دولية معنية بهذا الموضوع وهي وكالة الطاقة الذرية، موقف الكويت مماثل لموقف دول مجلس التعاون ككل، ويقول بضرورة تسوية هذه الازمة سلميا، وتفعيل المفاوضات والحوار، للتوصل إلى التحقق من سلامة برنامج إيران النووي.
نحن لا نريد سلاحا نوويا في منطقتنا، ونريد ان تكون هناك شفافية ومصداقية لدى الاخوة في إيران في تعاونهم مع وكالة الطاقة الذرية، ونحن ضد توجيه اي ضربة لإيران، ولا نريد مزيدا من التأزيم والحروب لأن منطقتنا اكتفت بل تشبعت بحروب متتالية خسرنا من جرائها الكثير.
ما نريده هو ان تعي إيران أن المنطقة لا تحتاج الا إلى الاستقرار والتعاون، ونحن مع إيران في احقيتها بالحصول على التقنية النووية للاستخدامات السلمية، ونأمل ان تتوصل المفاوضات الجارية الآن مع الوكالة ومع الدول الكبرى المعنية إلى حلول.
كيف تنظر إلى التقارب العربي ـ العربي بعد اللقاء الذي جمع العاهل السعودي بالرئيس السوري.. وهل تعتقد ان نتائجه ستكون ملموسة وفورية؟
كل مواطن عربي شريف سر لهذا اللقاء الذي جمع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بالرئيس بشار الاسد في دمشق الذي كانت نواته الاولى قمة الكويت والجهد الذي قام به صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد عندما جمع القادة العرب، وكان هذا الجهد الارضية التي بني عليها فيما بعد، والحمد لله اننا توصلنا الآن إلى هذا اللقاء في دمشق ونعتقد ان الكل كان متفائلا بهذا اللقاء الذي نأمل برؤية نتائجه قريبا سواء على الساحة اللبنانية او على مسيرة السلام في المنطقة او على الاوراق الاقليمية والعلاقات العربية ـ العربية