اختار وزراء البيئة العرب شعار «نحو بيئة عربية سليمة لحياة أفضل» ليتم الاحتفال به شعارا ليوم البيئة العربي وهو اليوم الذي اجتمع فيه وزراء البيئة العرب لأول مرة في مدينة تونس العاصمة عام 1986.
وقالت الجمعية الكويتية لحماية البيئة في بيان اصدرته امس ان المناسبات البيئية وان تعددت على كل المستويات: العالمية والاقليمية والمحلية، فإنها تؤكد ضرورة واحدة ألا وهي الاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها وحمايتها، حيث اصبح من الضروري الاخذ في الاعتبار البعد البيئي في كل مجال من مجالات التقدم والتنمية، واصبحت كلمة البيئة تتلازم، بل تقترن مع التنمية، لأن التنمية وفي كل اوجهها يجب ان تتلاءم والوضع البيئي، وفق اولويات واهتمامات تشترك في معظمها الدول وان تفاوتت في بعضها الآخر، فلكل دولة الاهتمام بالقضايا البيئية لديها بشكل رئيسي.
فكيف نتجه نحو بيئة عربية سليمة من اجل توفير حياة افضل للمواطن العربي في كل أرجاء هذا الوطن؟ نحن نرى انه من الضروري السعي الى توفير الاكتفاء الذاتي بتأمين الاحتياجات الاساسية، وذلك في ظل برامج ومشاريع في مجالات رئيسية كالطاقة والصحة والمياه، واعادة تدوير النفايات، وتطوير الزراعة، واستخدام الزراعة البديلة وتوفير الاغذية، والاهتمام بالمرأة وتنميتها، هذا بجانب الاهتمام بالتخطيط للمحافظة على البيئة المحلية وتنميتها، فالاهتمام بالمدرسة والبيت بهدف توجيه السلوك البيئي بشكل صحيح لدى قطاع من اكبر قطاعات المجتمع ألا وهو الطلبة بهدف توجيه السلوك البيئي لديهم، يسهم وبشكل صحيح وعلى المدى البعيد في تحقيق العلاقة المتوازنة بين الانسان وبيئته. اذ لابد من تكاتف الجهود التي تيسر الوصول الى بلوغ هذه الغايات. كذلك فإننا نرى ان ترشيد استهلاك المياه وترشيد استهلاك الطاقة والحفاظ على الصحة العامة وسلوكيات صحية عامة للمساعدة في الحفاظ على الطعام بعيدا عن التلوث، يجب ان تأخذ مكانتها المناسبة في عالمنا العربي، وألا تكون المناسبات البيئية، مناسبات خطابية فقط، ليوم في عام، بل مناسبات للانجازات البيئية التي تسعى الى تحقيقها شعارات هذه المناسبات.
ومما يجدر ذكره بهذا الصدد ما صدر عن القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في الكويت خلال شهر يناير من هذا العام من قرارات بشأن البيئة، من اهمها اعلان الكويت الارتقاء بمستوى معيشة المواطن العربي، ما يعني ضرورة التوجه نحو اتخاذ الاجراءات اللازمة للمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية، والاستخدام الامثل لها لتحقيق التنمية المستدامة واعتبار ذلك ركنا أساسيا في جميع المجالات التنموية الاقتصادية والاجتماعية لتحسين نوعية حياة المواطن، هذا ومن ابرز ما تضمنه برنامج العمل الصادر عن القمة ان استدامة البيئة العربية تتطلب بناء وتعزيز القدرات للحد من مخاطر الكوارث وحالات الطوارئ، وتطوير الهياكل المؤسسية والتشريعات والسياسات لحماية البيئة العربية، وتطبيق الادارة المتكاملة للنفايات، وتعزيز دور المؤسسات العربية المعنية بالبيئة، وكذلك تشجيع الجمعيات غير الحكومية ووسائل الاعلام على توعية المواطنين ومتخذي القرار بمختلف قضايا البيئة.