- الكويت تؤمن بحرية الرأي والتعبير إيماناً كاملاً وتولي مجابهة العنف بكل أشكاله أهمية كبرى
- مواجهة العنف تتطلب مشاركة جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية وفي مقدمتها وسائل الإعلام
- جمعة: البعض جعل من الإعلام سلة نفايات تبث سموماً خطيرة من آراء وأفكار سياسية واجتماعية ودينية مشبوهة ومشوهة
- حبشي: للإعلام مسؤولية كبيرة في تشكيل الثقافة وتغيير التوجهات الاجتماعية إزاء المرأة وصورتها وحقوقها
دارين العلي
«الإعلام والعنف» عنوان عريض يحمل في طياته وبين حروفه الكثير من القضايا التي تواجه العالم العربي بين نزعات العنف والإرهاب ودور الإعلام في محاولة التخفيف من وطأتها أو تأجيجها، وبين ما يمكن أن يتعرض له الإعلام والإعلاميون من عنف وتعنيف خلال تأدية واجب المهنة وحفاظا على المبادئ الإعلامية التي نجدها أيضا تتعرض للعنف من قبل إعلاميين انفسهم.
إنه عنوان عريض للمؤتمر الأول لاتحاد الإعلاميات العرب الذي تستضيفه الكويت برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك والذي سيناقش على مدى يومين كل ما يتعلق بالإعلام والعنف بمشاركة عدد كبير من الإعلاميين العرب وبحضور رئيسات أفرع الاتحاد في مختلف الدول العربية.
الكويت وحرية الرأي
وخلال حفل افتتاح المؤتمر، صباح أمس، ألقى وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود كلمة نيابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء رحب فيها بضيوف الكويت، مركز الإنسانية العالمي وعاصمة الشباب العربي لعام ٢٠١٧، متمنيا الخروج بتوصيات تصب في دعم رسالة الإعلام لمجابهة فكر العنف والتطرف.
وقال الحمود إن الكويت تؤمن بحرية الرأي والتعبير إيمانا كاملا، وتولي مجابهة العنف بكل أشكاله أهمية كبرى، من خلال استراتيجية إعلامية تشترك فيها المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، في ظل الغزو الثقافي والفني والفكري لوطننا العربي، عبر أعمال تلفزيونية وسينمائية، وما تنقله وسائل التواصل الاجتماعي من منتج إعلامي مرئي أو مسموع أو مقروء، يشتمل على مضامين ترسخ العنف لدى أوساط الناشئة والشباب، وهي تحديات حقيقية تحتاج إلى وقفة جادة من كل المؤسسات وخاصة الإعلامية الرسمية والخاصة بوسائلها التقليدية والجديدة، تكون قادرة على التصدي لهذه الظاهرة التي باتت تشكل عبئا أمنيا قبل أن تكون مشكلة اجتماعية.
وأكد الحمود أن ما يشتمل عليه الإعلام الإلكتروني ووسائل تواصله الاجتماعي، من بعض الدعوات التحريضية من قبل بعض مستخدميه، للدخول في تجارب غريبة عن قيم المجتمع وعاداته وتقاليده لا يسهل مراقبتها، ساهم بشكل أو بآخر في نشر العنف بالمجتمع العربي، وهو ما دفع وزارة الإعلام إلى تنظيم المؤتمر العربي لوسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار «هشتاق الكويت» الذي عقد عام 2015 بمشاركة عربية واسعة والآن يتم التجهيز لدورته الثانية والتي تواكب إعلان الكويت عاصمة الشباب العربي 2017، ما يعد تحصينا وتثقيفا للشباب العربي من أخطار الإعلام الجديد، ودعما للاستخدام الأمثل له في عمليات البناء والتنمية.
وأشار إلى أن مواجهة قضية العنف تتطلب مشاركة جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية وتأتي في مقدمتها وسائل الإعلام بكل أشكالها بما تمتلكه من خصائص وإمكانات تكنولوجية متنوعة تساعدها في التأثير الإيجابي على المجال المعرفي والوجداني والسلوكي للفرد، وهو ما يتطلب تغيير أنماط الحوار والطرح الإعلامي إلى ما يرسخ لقيم التسامح والمحبة والإخاء وقبول الآخر والتعايش مع مجتمع متعدد الثقافات ونبذ أفكار الغلو والتطرف والعنف والإرهاب.
ولفت الحمود إلى أن دور الإعلام لم يكن في يوم من الأيام مقصورا فقط على تقديم سبل الترفيه والتسلية بل هو دور يحمل رسالة نبيلة تستمد سمو مقصدها ورقي غايتها بما تقدمه للمجتمع من تثقيف وتوعية فكرية تثري العقل الإنساني بفكر إعلامي مستنير للمشاركة في البناء والتنمية ومواجهة كل أشكال وصور الفساد وهو ما يتحقق معه التطور الحضاري والاستقرار المجتمعي الذي لن يجد العنف مكانا فيه أو فكرا يتبناه داخل مجتمع تسوده قيم التسامح والإخاء والسلام رسخته وسائل الإعلام.
واعتبر أن المواثيق الدولية لم تترك حرية الإعلام والرأي التي أقرتها على إطلاقها لكنها ربطت تلك الحرية بالمحافظة على الضرورات الوطنية والمجتمعية وهو ما يحتم على وسائل الإعلام أن تلعب دورا إيجابيا داخل الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية بإعلام إيجابي هادف وبناء يقوم على تثبيت القيم الدينية والاجتماعية الصحيحة وتدعيمها وتوعية الأفراد باللجوء إلى استخدام الحوار والعقل وإرساء قيم التسامح عند التعامل مع الآخرين في حل مشاكله بدلا من اللجوء إلى العنف من خلال منتج إعلامي يعلي قيمة الفكر الثقافي والحضاري والانساني.
الإعلام من أجمل المهن
من جهتها ألقت نائبة رئيسة اتحاد الإعلاميات العرب ورئيسة الاتحاد فرع الكويت رابعة حسين مكي الجمعة كلمة أكدت فيها أنه ليس من قبيل المصادفة أن تستضيف الكويت المؤتمر الأول لاتحاد الإعلاميات العرب، فالكويت كانت ومازالت من أولى الدول الداعمة لأي عمل عربي يعزز كيان الأمة، ويقوي روابطها ويأخذ بيدها نحو الازدهار والتطور.
ولفتت إلى أنه ليس من قبيل المصادفة أيضا أن يحظى اتحاد الإعلاميات العرب بالدعم من أعلى المستويات في دولة الكويت فالجميع يؤمن بأن الإعلام بات المؤثر الأهم، إن لم يكن الأول، على مختلف الأصعدة.
وأضافت أن الإعلام مهنة من أجمل المهن، فهو مبدئيا وسيلة تواصل وتعارف وتقارب بين الناس، وهو أيضا وسيلة ترفيه وتسلية، إلا أن البعض جعل منه سلة نفايات تبث سموما خطيرة من آراء وأفكار سياسية واجتماعية ودينية، مشبوهة ومشوهة.
وقالت الجمعة: «لم نعد نرى إعلاما حقيقيا، وأن الواقع يقول بطريقة صارخة، وخاصة في العشرية الأخيرة من زمننا الغريب هذا، إننا فقدنا كينونته وبتنا نواجه إعلاما من نوع آخر، لم نألفه من قبل».
وذكرت انه إعلام يتجاهل رسالته وهدفه، إنه إعلام لا يستقرئ ثوابت الأمة ولا يميز بينها، فجميعنا يعلم، ومن لم يعلم عليه أن يعلم، أنه عندما يهتز الأمن القومي تسقط جميع المعايير الأخرى، ويصبح الولاء والانتماء، أهم من أي مصالح شخصية أو غير شخصية.
وبينت الجمعة أننا نرى بعضا من إعلامنا العربي ينحرف عن بوصلة أهدافه ومهامه وغايته، فيحرف وقائع الأمة بل ويهدد مصيرها، ويتلاعب بأحلام أبنائها، ولنا مؤخرا في الثورات العربية شاهد حي، ففي زمن الثورات العربية أو ما سمي زورا وبهتانا «بزمن الثورات العربية» هدد أمننا القومي، وعلى الرغم من ذلك وجدنا كثيرا من دكاكين الإعلام يتلاعبون ضمنيا بمصير أمتنا ويهدد وجودها.
وطرحت سؤالا مبدئيا وبديهيا: هل من أجل تشتيت الأمة وإضعافها نشأ الإعلام؟ مبقية الإجابة عن هذا السؤال برسم أعناقنا جميعا لأنها مسؤولية الجميع دون استثناء.
ولفتت الى انه عندما نتذكر الانطلاقة الأولى للإعلام عربيا، نذكر أن أول صحيفة عربية صدرت في مصر وأول تلفزيون عربي انطلق من العراق، وأن الكويت كانت أول دولة خليجية تؤسس محطة تلفزيون... ونتذكر أيضا أن الإعلام كان يهدف ويروج إلى ايصال معلومة جميلة تقوي روابط المجتمع ولا تشوه صورته، وتزيده تواصلا جميلا وتفاعلا أجمل، وهذا من المفترض أن يحصل الآن.
ولفتت الى ان ما نراه مع كل الأسف هو عدم الوصول الى حد الصدام، بل أكثر من ذلك.
ما نراه هو القطيعة بعينها، والحرب تشتعل، والفتنة تلتهب وتلتهم أبناءها الأبرياء إلى درجة قطع الأرحام، إذ دفع، ما يسمى إعلاما، بالأخ أن يرفع سيفه وسميته وحقده وجهله في وجه أخيه وجاره وابن وطنه وابن أمته بل وابن الإنسانية جمعاء.
وشددت الجمعة على ضرورة أن نعترف بأننا في قاع الفوضى، وأننا نعيش اليوم الحرب والتبشيع والتقبيح والتحريض على العنف من أبواق إعلام مضلل أو بالأحرى من أبواق جيوش إعلامية متحاربة متضادة، وما بين المتحاربين أبرياء من الجمهور بل ومن الذين يقتلون عمدا ومع سبق الإصرار والإعلام والترصد.
وأضافت: لن نكون كمن يختبئ خلف إصبعه بل سنقول الحقيقة كما نراها، وإن لم يتقبلها البعض، وهي أن حصاد يومنا هذا بل حصاد أيامنا وسنواتنا العجاف التي نعيشها هو حصاد مفجع حد العويل والبكاء، وموجز أخبارنا أننا في داخل كل أوطاننا بل وفي كل أنحاء العالم وكل الأرجاء، وبالخط الأحمر العريض، نعيش في زمن التضليل.
واستدركت بالقول: نحن سجناء المحبسين والنكبتين إذ نرى مسلمين بلا إسلام وإعلاميين بلا إعلام.... لقد تعب الكلام من الكلام، ولم يبق إلا ما قاله شاعرنا أحمد شوقي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
المرأة والإعلام
من جانبها، قالت رئيسة اتحاد الإعلاميات العرب أسماء حبشي، ان سنة كاملة مرت على إنشاء اتحاد الاعلاميات العرب.. الحلم الذي تحول لحقيقة وأصبح للاتحاد تواجد في الساحة الاعلامية العربية من خلال مشاركات في أحداث ومناسبات مختلفة منها الاحتفال بالمرأة العربية في شهر المرأة واليوم العالمي لها وتكريم نخبة من السيدات المتميزات في مجالات مختلفة بالمشاركة مع صندوق تحيا مصر، بالإضافة إلى عمل دورات تدريبية لأعضاء الاتحاد والشراكة مع مؤسسات تنموية والرعاية الاعلامية للعديد من المهرجانات منها مهرجان المرأة العربية ومهرجان عاصمة الموضة العربية والمشاركة في لقاء بابا الفاتيكان ودعوته لكل اعلاميات الاتحاد لزيارة الفاتيكان.. وهنا على أرض الكويت شاركنا في غبقة بمناسبة افتتاح فرع الكويت لاتحاد الاعلاميات العرب.
وأشارت إلى عنوان المؤتمر «الاعلام والعنف».. الذي جاء نتيجة ما تشهده المجتمعات العربية في الآونة الراهنة من عنف نتيجة عدم الاستقرار السياسي الذي كان سببا في زيادة وتيرة ومعدلات العنف الذي يعاني منه المجتمع ككل وتعاني منه المرأة بدرجة أكبر لكونها الأضعف على سلم الحقوق، لافتة إلى أن العنف ضد المرأة قضية لها أبعادها الانسانية والاخلاقية والدينية والاجتماعية والسياسية ومواجتها تتطلب تكاتفا اجتماعيا يشمل اطرافا عدة منها الاعلام الذي له مسؤولية كبيرة في تشكيل الثقافة وتغيير التوجهات الاجتماعية ازاء المرأة وصورتها وحقوقها.
واضافت أنه إدراكا من اتحاد الاعلاميات العرب لأهمية الاعلام ووسائل الاتصال الجماهيري في كل قضايا المرأة ومنها العنف ضدها بجميع اشكاله يولي الاتحاد اهمية قصوى لتلك القضية لتغيير السياسات الخاصة بها ورفع الوعي بقضاياها في المجتمعات العربية وللاعلام دور مهم أيضا في كسر التابوهات وتحدي الفكر التقليدي وطرح الافكار الجديدة وتقديم الحلول في اطار رؤية مستقبلية واعية من خلال البرامج المختلفة بالفضائيات العربية ومن خلال الاعمال الدرامية التي لها تأثير كبير في خلق وعي ايجابي حول قضايا المرأة، موضحة أهمية مناقشة تلك القضية بطريقة لا تجعلها مجرد قضية فئوية معزولة عن قضايا المجتمع وعلينا كإعلاميات واعلاميين أن نقيم تناول الاعلام العربي لحضور المرأة خلال أحداث الثورات العربية وما بعدها خاصة ما يتعلق بدورها الفاعل في الثورة وكذلك ما تعرضت له من عنف مختلف الاشكال تراوح بين الاعتداء والعنف الجنسي والخطف والقتل ولذلك يجب تعزيز دور الخطاب الاعلامي في مواجهة الارهاب الذي تواجهه المنطقة العربية بل يواجهه العالم والذي يمثل عنفا كبيرا ضد المرأة فوضعها من قوة الي ضعف يؤثر على الامن القومي للدولة ككل ويجب في النهاية تقديم خطاب ديني معتدل قائم على وعي وثقافة دينية صحيحة..
السنعوسي: المبالغة في التبرج وإظهار الأشياء المادية على الشاشة من عيوب الإعلاميات الجديدات
تحدث وزير الإعلام السابق محمد السنعوسي خلال الافتتاح كرئيس للجلسة الرئيسية في المؤتمر متسائلا عن إمكانية فصل الإعلام النسائي أو الرجالي، مشددا على انه لا يجوز ان يتم الفصل في الإعلام، فالإعلام موحد وموجه لكل الفئات ولا يمكن عزل النساء عن الإعلام ككل.
ولفت إلى أن القضايا المطروحة سواء قضايا العنف او غيرها والتي يتناولها الإعلام فهي تتعلق بكل أفراد المجتمع كبارا وصغارا ونساء ورجالا رافضا الاجتهادات التي تطلق من هنا وهناك أن يكون هناك إعلام متخصص للشباب او للمرأة او غيرهم فقضاياهم من قضايا الكل والجميع مسؤول عنها لذلك لا يجوز التخصيص في الإعلام.
واشار السنعوسي الى ان هناك اهدافا وشعارات تطالب بها المرأة الإعلامية لحفظ حقوقها ووجودها مع ان شاشاتنا تزخر بالإعلاميات المثقفات فالإعلام لا ينقصه العنصر النسائي المتواجد بكثرة على الشاشات وفي مختلف وسائل الاعلام ويتمتعن بالثقافة والحضور، معبرا عن فخره بهذه الظاهرة ومنتقدا في الوقت نفسه بعض العيوب الموجودة كالأشياء المادية التي تحاول المرأة إظهارها على الشاشة من خلال زينتها وملابسها واكسسواراتها المبالغ فيها احيانا، لافتا الى ان الاعلامية توجه كلامها وحديثها لعامة الناس وبالتالي فعليها أن تعرف أن هذه البهرجة لا تهم هذه الفئات من الناس.
وحول حياد الصحــافة قال بأنها خرافة لا تصدق ولا يوجد حيادية في الإعلام فـي أي دولة مـن دول الـعــالم وذلك بسبب تدخل المصالح الــعديدة في مختلف المجـالات والأمور.
الإعلاميات الأول
تخلل الافتتاح عرض فيل وثائقي حول الإعلام الكويتي ودور الإعلاميات الأول فيه، متحدثا عن كل من الإعلامية فاطمة حسين ونورية السداني وأنيسة محمد جعفر (ماما أنيسة) وإقبال الأحمد وغنيمة المرزوق وعايشة اليحيى، ومنى طالب.
دعوة إلى لبنان
نقلت الإعلامية اللبنانية اللبنانية انطوانيت جعجع المشاركة في فعاليات المؤتمر تحيات وزير الإعلام اللبناني حاملة دعوة لعقد المؤتمر الثاني لاتحاد الإعلاميات العرب في لبنان الذي يتمتع بحرية إعلامية وتميز إعلامي شأنه شأن الكويت.
المتاعب تبحث عن الإعلامي الفلسطيني وليس هو من يبحث عنها
تشارك في المؤتمر رئيس فرع فلسطين في الاتحاد الإعلامية نضال الناطور التي تحدثت لـ«الأنباء» عن أهمية وجود اتحاد إعلاميات عرب يساعدهن في تأدية مهامهن وكذلك تعزيز دور المرأة في الوطن العربي.
وعن الإعلام والإعلاميين في فلسطين قالت الناطور: إن ما تعيشه بلادها من احتلال وحروب تجعل من المتاعب رفيقا له لا يبحث عنها بل تبحث عنه، فهو مطارد وملاحق من سلطات الاحتلال سواء امرأة أو رجل، ويتعرض للعديد من المضايقات فهو فعلا يعيش بالمتاعب.
وحول الإعلام الكويتي لفتت إلى أنه يخرج من النمطية التي ترسم للإعلام في منطقة الخليج في مخيلة البعض اذ انه يتميز بالحرية كما ان للمرأة الكويتية دور بارز فيه وفي تطوره وتقدمه.