Note: English translation is not 100% accurate
نجيب محفوظ في ذمة الله ..رحل الهرم الرابع
الخميس
2006/8/31
المصدر : الانباء
اسامة ابو السعود
بعد حياة حافلة بالعطاء اللامحدود، استمرت قرابة 95 عاما، امضى ما يقارب 80 منها بين الورقة والقلم يكتب ويعبر عن تاريخ امة ينقله بكلماته البسيطة على اوراق ليبدع رواية تلو الاخرى وليترك تراثا سيظل نبراسا للاجيال القادمة.
مات نجيب محفوظ.
انه الروائي الاشهر في العالم العربي الذي غاص في اعماق الحارة المصرية ليخرج اجمل الابداعات الادبية، فهو صاحب اشهر الشخصيات التي كانت تطل من رواياته لتحكي تاريخ مصر، ولا يستطيع احد في العالم العربي ان ينسى شخصية »سي السيد« في الثلاثية الشهيرة »بين القصرين ـ السكرية ـ قصر الشوق«، او ينسى محفوظ عبدالدايم في »القاهرة 30« او عيسى الدباغ في »الشحات« او عاشور الناجي في »الحرافيش« او سعيد مهران في »اللص والكلاب« وغيرها العشرات من الشخوص والرموز التي ابتكرها محفوظ ونقل بها واقع الحارة والمدينة الى العالمية.
رحل نجيب محفوظ بعدما قدم الرواية العربية الى نوبل، وفاز بها ليؤكد للعالم ان العرب قادرون على الوصول للعالمية، ورحل بعد ان ترك تراثا ضخما من العطاء الانساني كرس حياته وعمره كله من اجلها، حتى استحق بحق لقب »الهرم الرابع«.
وتوالت ردود الافعال الحزينة على رحيل فارس الرواية العربية عبر »الأنباء«، حيث وصفت الكاتبة فاطمة يوسف العلي رحيل محفوظة بأنه »وجع في القلب لن يندمل«.
وقالت العلي، خلال تذكرها للايام الاولى التي تعرفت فيها على الكاتب الكبير اثناء دراستها في جامعة القاهرة، »تاريخنا مع نجيب محفوظ لم يكن علاقة المبدعين بشيخ الادب، ولكن العلاقة الانسانية السامية، فعندما كنا طلبة في جامعة القاهرة، كنا نهرول الى مجالسه العامرة في العوامة والتفافنا حوله كان كالتفاف الكتاكيت حول راعيها«.
وتابعت قائلة »كان الراحل الكبير محبا وراعيا للادب والادباء بمختلف الجنسيات، ولم يكن يفرق بين كاتبة خليجية واخرى مصرية، وكان صاحب موقف صلب امام المؤامرات التي استهدفت النيل منه ومن افكاره ومن حياته وايضا في محاولة الاغتيال التي تعرض لها وسلم بفضل الله وقتها«.
واضافت العلي قائلة »نجيب محفوظ ايضا ومن خلال نوبل العالمية اعاد الاعتبار للادب العربي الذي هجر واحيا بابداعاته في المتخيل السردي الرواية والقصة، وكان همه قضايا الانسان وخاصة البسطاء والمهمشين وغيرهما من شرائح قاع المجتمع وتصديه للقوى الشرسة وتبنيه لقضايا المرأة المهجورة والمنكسرة والمطحونة والمكافحة وحتى المرأة الخارجة عن السياق العام (سياق المجتمع) ولم يكن يلجأ الى الاباحية أو الاستهانة باللغة العربية وجمالياتها«.
وأردفت قائلة:
»جير نجيب محفوظ القضايا الانسانية والاجتماعية بجماليات النص الأدبي واحتراف الفنان ولغة الجمال لانتاج روائع الادب العربي ومن خلال هذه اللغة وامتلاكه لناصيتها استطاع ان يوصل أبشع القضايا الانسانية الى القارئ والمتذوق والمتلقي«.
وقالت العلي: عندما حصل على نوبل حصل عليها بجدارة واستحقاق وأخذ بيد الابداع العربي الى المحافل العالمية، حيث وجود المترجمين والنقاد والباحثين من مختلف جنسيات العالم وترجمت له عشرات الروايات وأبرزها الثلاثية (بين القصرين ـ قصر الشوق السكرية).
وأكدت ان مصر احتفت بالكاتب الكبير نجيب محفوظ على مدى حياته احتفاء يليق به وبتاريخه وبقيمته وعطائه، وأضافت وهذا هو عهدنا بالشعوب والحكومات التي تقدر الأدب والأدباء والمبدعين في شتى صنوف المعرفة والعلم، ونحن نفخر بأمثال نجيب محفوظ كونهم ثروات قومية تتوارث ابداعاتهم الأجيال«.
ودعت العلي المسؤولين في مصر والمبدعين العرب الى المساهمة في انجاز مشروع متحف ومكتبة لا تقل شأنا عن مكتبة الاسكندرية لحفظ تراث واصدارات نجيب محفوظ وما كتب عنه تقديرا للهرم الرابع في مصر وقدمت العزاء لشعب مصر والشعوب العربية بالقول:
»رحمة الله على نجيب محفوظ والعزاء لنا جميعا في مصر والكويت والعالم العربي«.
يتبع...
اقرأ أيضاً