- اليحيى: مهمة الإعلام لا تتوقف على نقل الخبر بل نشر الثقافة
- المطوع: 97% ممن هم دون 18 عاماً يلعبون الألعاب الإلكترونية المشجعة على العنف والانحرافات
- البوحسن: الشرطة المجتمعية تعمل مع المؤسسات الحكومية وهيئة المجتمع المدني
- الرفاعي: على وسائل الإعلام إبراز قوة القانون وسيادة القضاء عن طريق البرامج التوعوية وإبراز القوانين في صورة فلاشات
- جعجع: لا يجوز تحميل الإعلام أكثر من قدرته على الاحتمال
بشرى شعبان
«أعطني إعلاما بلا ضمير.. أعطك شعبا بلا وعي» قالها قبل قرن وزير الإعلام النازي جوزيف جوبلز، وعربيا نقول «الإعلام سلاح ذو حدين»، فهو يبني مجتمعات ودولا وأجيالا أو يهدمها، ومع التطور التكنولوجي بداية القرن الحالي وانتشرت وسائل التواصل الاجتماعي وازدادت عوامل التأثير على المجتمعات لاسيما مع صعوبات الرقابة، فكانت مبادرة اتحاد الإعلاميات العرب في اليوم الثاني لمؤتمرهم الأول الذي عقد في الكويت تحت عنوان «الإعلام والعنف»، وجاءت جلسة اليوم الثاني لتسلط الضوء على دور وسائل الإعلام في نمو العنف بالمجتمع، حيث تم تناوله عبر عدة محاور قدمها مجموعة من المختصين، وقد جاءت كلمات المشاركين على أهمية الإعلام الإيجابي في الحد من انتشار العنف والتطرف في المجتمع.
عدم الاكتفاء بالكتاب الجامعي
الإعلامية عائشة اليحيى استهلت مداخلتها بالتأكيد على أهمية القراءة والثقافة الشاملة في شخصية الإعلاميين، مشددة على أن مهمة الإعلامي لا تتوقف على نقل الخبر بل إلى نشر الثقافة في المجتمع.
واعترضت اليحيى على المقولة الشائعة «أمة محمد لا تقرأ» المنتشرة بين الجيل الحالي، ثم استعرضت العصر الذهبي للإعلام العربي مع جيل مازال يحافظ على حمل الكتاب والقراءة بشكل يومي، متمنية على الإعلاميين عدم الاكتفاء بالكتاب الجماعي بل التوسع في المعرفة عبر القراءة الشاملة لجميع المواضيع والقضايا لتحقيق النجاح بالرسالة الإعلامية السامية.
زيادة ميول العنف
د.نايف المطوع عرض في ورقة عمل تأثير الإلكترونيات والتلفزة على الأطفال، مشيرا إلى أن الأطفال الأكثر مشاهدة للبرامج التلفزيونية والإلكترونية أكثر عرضة للعدوانية والخوف وعدم المبالاة، كاشفا عن أن 97% من الفئة العمرية 12 إلى 17 عاما يلعبون الألعاب الإلكترونية وهذا يترك بصمته على سلوكيات هذه الفئة.
وأضاف المطوع أنه في عام 2008 وحسب إحصائيات عالمية ظهر أكثر من نصف الأطفال دون الـ 18 سنة يلعبون الألعاب الإلكترونية التي تشجع على العنف والانحرافات لدى الأطفال لاسيما ان مستوى مشاهدة التلفزيون مرتفع جدا أي أكثر من 80 ساعة أسبوعيا في ظل غياب المراقبة ووجود العنف المنزلي وان النسب المرتفعة لمشاهد الجريمة في الأفلام التي تصل إلى ما يقارب 812 جريمة في الساعة في الأفلام العادية و20 جريمة في الساعة في الأفلام الكرتونية وجميعها عوامل ترفع نسب الميول العنف لدى النشء، مضيفا أن كل هذه المشاهد تساهم في ارتفاع نسب الاكتئاب لهذه الفئة العمرية.
وشدد المطوع في ختام كلمته على ضرورة ضبط استخدام وسائل التواصل وأجهزة التلفزة من قبل أولياء الأمور.
من جهتها استعرضت النقيب في الشرطة المجتمعية فاطمة البوحسن دور الشرطة المجتمعية التي أنشئت حديثا في الكويت وأسلوب عملها والفئات المستهدفة من خدمتها وشددت على أن العنف في المجتمع مازال مشكلة من الممكن معالجتها ولم يصل إلى مرحلة الظاهرة وأهمية نشر دور الإعلام الإيجابي في المجتمع والابتعاد عن السلبية وتوجيه الأبناء بشكل صحيح لاستخدام الإلكترونيات، موضحة أن دور الشرطة المجتمعية يتم بالتعاون والتكامل مع الجهات الحكومية المعنية بالأطفال ومؤسسات المجتمع المدني.
معدلات الجريمة في تزايد
بدورها أكدت المحامية عذراء الرفاعي أن معدلات الجريمة في تزايد مستمر في البلاد حيث إن عدد حالات العنف ضد المرأة بلغت 366 حالة وفق إحصائية العام 2010، فيما بلغ عدد حالات العنف ضد الأطفال 108 حالات وفق إحصائية العام 2015، في حين سجلت 78 قضية خلال الأشهر الستة الأولى بعد إقرار قانون الجرائم الإلكترونية في العام الماضي.
وذكرت ان نسبة الطلاق بلغت 48% من إجمالي الزيجات في العام 2015، و623 حالة طلاق في الأشهر الأولى من العام الماضي، و18064 جنحة و6709 جنايات.
وبينت الرفاعي أنه على وسائل الإعلام إبراز قوة القانون وسيادة القضاء عن طريق البرامج التوعوية الهادفة، وإبراز القوانين في صورة فلاشات، والتركيز على البرامج القانونية لتوعية المجتمع بخطر العنف، والقيام على التوعية في التعامل واحترام الآخرين والحد من العنف الأسري.
وأضافت أنه لابد من مراقبة ما يبث من مسلسلات وأفلام وبرامج والعمل على إيجاد محطة إخبارية صادقة تنشر الأخبار الصحيحة أولا بأول، ومواكبة الأحداث مع عدم نشر الإشاعات، ومحاربة العنف الفكري والطائفي والنفسي وزرع الأمان، إلى جانب تعزيز الدور الإعلامي الإنساني.
من ناحيتها، اعتبرت الإعلامية اللبنانية أنطوانيت جعجع أن الإعلام هو المرآة التي تعكس صورة الواقع السياسي والمسؤولية بهذا المعنى مشتركة تقع على السلطات المعنية والقوى السياسية ودينامية المجتمع من جهة ومن جهة أخرى تقع على المؤسسات الإعلامية اذا ما ابتعدت عن الموضوعية والأمانة في نقلها للحدث، مستدركة بالقول لا يجوز تحميل الإعلام اكثر من قدرته على الاحتمال.
وأضافت: لا يجب إغفال أن الإعلام تحول، وهذا طبيعي، إلى أداة مواجهة حقيقية للقوى المالكة للمؤسسات الإعلامية ويندر وجود وسيلة إعلامية غير مرتبطة بمواقع النفوذ الموجودة وهذا الحديث ليس القصد منه إطلاقا تبرير العنف الإعلامي وإنما يصعب موضوعيا على وسائل الإعلام ألا تواكب اللحظة السياسية أو الظروف السياسية القائمة.