- عمادي: أمتنا تواجه خطراً محدقاً ومرضاً عضالاً وآفة خبيثة هي إشكالية الغلو والتطرف التي اعتبرها النبي داءً مدمراً
- المطيري: تطورات الأحداث المتسارعة في المنطقة فرضت على دول مجلس التعاون الخليجية تحديات أمنية واجتماعية
أسامة أبوالسعود
أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير البلدية محمد الجبري ان الكويت ممثلة في القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أدركت ولأول وهلة مراد الإرهاب الشنيع فجادت بروحها غير عابئة بما قد يمثل ذلك من خطر عليها لتجسد في موقف أنساني رائع وحدة المجتمع الكويتي والتي كانت ومازالت أهم سمات مجتمعنا الراسخة.
وأضاف الجبري في كلمة ألقاها خلال افتتاح ندوة مستجدات الفكر الإسلامي الـ13 التي أقامتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية برعاية سامية من صاحب السمو الأمير صباح الأحمد ان الحديث عن خطر الإرهاب متشعب فأسبابه مركبة ومظاهره مختلفة غير ان اختيار تناول الجانب العلمي من مواجهة التطرف ليكون موضوعا لندوتنا الـ13 له دلالة قوية على أن الخطر أصبح داهما، الأمر الذي يقتضي تقييم مسيرة التصدي لهذه الظاهرة ومحاولة تجويد مخرجاتها، وذلك من خلال استعراض جهودكم المقدرة والتواصي بكيفية تطويرها والتغلب على هذه التحديات.
وأشار الجبري الى ان تحول الغلو والإرهاب من كونه فكرة تسيطر على مجموعة من الحدثاء يغلب عليهم الطيش وضعف الفهم الى منهجية سفك للدماء وقتل للأبرياء وجز للرؤوس وتناثر الأشلاء وإثارة للفتن العمياء وتواصل لحلقات الإفساد والتكفير واستمرار لمسلسل التفجير والتكفير أمرا مخيفا وحدثا جللا يتطلب التنادي والاجتماع لمعرفة ماذا.
وختم الجبري كلمته قائلا: لا يسعني إلا ان أكرر لكم شكرنا وتقديرنا على ما بذلتموه من جهد وتعب في إعداد وصياغة أعمال المؤتمر، كما اشكر اللجنة العليا المشرفة على أعمال المؤتمر والى اللجان الفرعية والى كل من ساهم في المؤتمر من الجنود المجهولين ممن لا نعرفهم لكن الله تعالى يعلمهم وسيجازيهم على حسن صنيعهم، متمنيا نجاح المؤتمر وتحقيق الأهداف المرجوة.
من جانبه، قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فريد عمادي ان أمتنا تواجه خطرا محدقا ومرضا عضالا وآفة خبيثة هي إشكالية الغلو والتطرف والتي اعتبرها النبي صلى الله عليه وسلم داء مدمرا.
وتابع عمادي اننا لسنا أمام ظاهرة عابرة تأخذ وقتها ثم تمضي كبقية الظواهر الاجتماعية التي اعترت البشرية ثم تلاشت واندثرت وانما نحن أمام داء فتاك ومنهجية حانقة وفكر ضيق منحرف في منطلقاته مشوه في تصوراته معوج في تفكيره اتخذ من إشكاليات الأمة ومعاناتها في قضايا الاقتصاد والوحدة وتناقضاتها السياسية مطية لتنفيذ أجندته الخبيثة المشبوهة وسبيلا للعيش والتمدد والانتشار بل نحن في الحقيقة أمام فكر ذي منهجية لقيطة لم تعرفها الأمة عبر علمائها المعتبرين فهو مثلا ينظر الى الشريعة كنصوص منفصلة وباجتزاء منقوص ومخل بالشريعة وغايتها ويستلب مهام أئمة الإسلام فيعلن ما يسميه جهادا من قتل ونحر ويجري أحكام التكفير دون ضوابط او شروط ويلفق بين النصوص فيأخذ منها ما يناسب هواه ويدع ما يعارضه ويفهم الشريعة فهما ظاهريا دون اعتبار مقاصدها وما ترمي إليه ويهمل النظر في المآلات والعواقب ويتخذ من تاريخنا وقائع يجعلها كالشرع القطعي المنزل ويتجاهل فقه السنن الكونية وقوانينه نحن أمام منهجية مدلسة وملفقة تستل من تراثنا الفقهي فتاوي مقيدة وخاصة بزمانها ومكانها فتجردها من مناطاتها وظروفها ثم تجعلها احكاما عامة مطلقة دون النظر الى إكراهات الواقع ومتغيراته.
وقال عمادي ان خطر ما نواجهه يكمن في انه فكر جامح شرس لا يعرف الانكفاء او الانعزال اتخذ من التمدد شعارا ومن البقاء غاية لا يقف عند حد أفكاره الحسيرة ورؤاه الضيقة الواهنة وإنما ينشر أفكاره الخبيثة من خلال أداة العولمة الحديثة من إنترنت ووسائل تواصل اجتماعي بين الحدثاء والناشئة ليجعل له في كل بيت نصيرا وفي كل دولة موطئا وفي كل قطر أتباعا يهدد بهم الشعوب ويقوض من خلالهم الدول ويقدم للناس دينا آخر حتى أضحى كثير من الناس يخشى على ولده ان يصبح معتدلا ثم يمسي متطرفا أو مكفرا كل ذلك بتخطيط دقيق وإمكانات فائقة.
من جانبه، قال مستشار الشــؤون السيــاسيــة والمفاوضـــات د.نــواف المطيري ان تطورات الأحداث المتسارعة في المنطقة فرضت على دول مجلس التعاون الخليجية تحديات أمنية واجتماعية أبرزها تنامي الحركات الإرهابية والمتطرفة وانتشار الفكر الطائفي المنحرف البعيد كل البعد عن الاعتدال والوسطية عبر وسائل يصعب مراقبتها كمواقع الإنترنت والقنوات الفضائية وغيرها من تقنيات الاتصال المتطورة كل يوم واستمرار لنهج دول مجلس التعاون في التصدي للفكر المنحرف والتطرف والتعصب وانطلاقا من قناعتها المبدئية بضرورة مكافحة ظاهرة الإرهاب وتنظيماته المتطرفة.
من جانبه، قال د.عبدالله العبيد ان هذا المؤتمر الذي يعالج قضية التطرف الفكري الذي يمثل احد اهتمامات هذه الوزارة الجليلة التي أخذت على عاتقها متابعة وتنسيق الجهود الإسلامية والدولية التي تواجهه أزمة من أعقد أزمات العصر الا وهي التطرف الفكري.