ذكرت منظمة «مراسلون بلا حدود»في تقريرها للعام 2009 أن إسرائيل تراجعت عن كونها أولى الدول الشرق أوسطية في مجال حرية الصحافيين فتقدمتها الكويت ومن ثم لبنان بأكثر من 30 مرتبة في حين صنفت إيران بين «أكثر الدول قمعية» في هذا المجال في ظل حكم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
وأشار التقرير الذي صدر أمس إلى أن العملية العسكرية التي شنتها تل أبيب على غزة تحت اسم «الرصاص المسكوب» على قطاع غزة نهاية العام الماضي ومطلع العام الحالي أدت إلى تراجع مكانتها في المؤشر من الدرجة 47 إلى 93.
وقالت المنظمة «إن إسرائيل فقدت مكانها على رأس الدول الشرق أوسطية» وذلك للمرة الأولى مضيفة إنها حلت خلف الكويت التي جاءت في المرتبة الستين ولبـــنان في المرتــــبة الـ 61 فيما حلت الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الـ 86.
واضافت إنه «كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية معروفة بحرية تعبيرها وصراحتها وتحقيقاتها الدقيقة في المواضيع الحساسة فالرقابة العسكرية لاتزال تبسط سلطانها على الصحافيين» مشيرة إلى الاعتقالات بحق الصحافيين حتى الإسرائيليين منهم «وإدانتهم وحتى ترحيلهم لتبرر تراجع إسرائيل في التصنيف».
وأشارت إلى قيام الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على غزة بقصف مبان تضم مؤسسات إعلامية فلسطينية إضافة إلى منع وسائل الإعلام الأجنبية والإسرائيلية من دخول قطاع غزة.
وذكر التقرير أن حوالي 20 صحافيا جرحوا وثلاثة منهم قتلوا على أيدي القوات الإسرائيلية خلال الهجوم العسكري الاسرائيلي على غزة.
وركز على انتهاك الحريات الصحافية في إيران بدءا من الأول من سبتمبر في العام 2008 وحتى 31 أغسطس الماضي. ووضع التقرير إيران في المرتبة الـ 172 من بين الـ 175 دولة التي قال إنها تقمع الحريات الصحافية.
وحلت تركمانستان بحسب مؤشر حرية الصحافة في المرتبة الـ 173 وكوريا الشمالية في المرتبة الـ 174 وارتيريا في المرتبة الـ 175، وأشار التقرير إلى أن «حرية الإعلام تتعرض لقمع لدرجة أنها تبدو وكأنها غير موجودة مطلقا» في هذه البلدان.
وصنف التقرير سورية في المرتبة 165. كما سجل التقرير «تراجعا جديدا لحرية الصحافة في ليبيا» للعام 2009 وصنفها في المرتبة 156.
وفيما اشاد بالسماح «لبعض الصحف الأجنبية والعربية بدخول البلاد» اعتبر أن «إقدام مؤسسة الغد التابعة لنجل معمر القذافي سيف الإسلام على تأميم منشورتين خاصتين في العام 2007 وإقفال مكاتب قناة الليبية يندرجان في إطار العوائق الجديدة التي تعترض حرية التعبير ».
كما سجل التقرير احراز تقدم ملحوظ في وضع الصحافيين في العراق الذي قال إنه حل في المرتبة 145 لكنه أشار إلى «تهديدات الميليشيات والمنظمات الإرهابية قد اختفت ليواجه الصحافيون العراقيون بدلا منها عدائية السلطات أو سياسيين يمنعون وسائل الإعلام عن بلوغ بعض المناطق».
وصنف التقرير الجزائر في المرتبة 141 وتونس في المرتبة 154 في حين حل المغرب في المرتبة 127.
أما دول الخليج فرأى التقرير أن التقدم «يبقى بسيطا» موضحا أن الدول «تستأثر» بـ «المشهد الإعلامي مع غياب الصحافة المستقلة شبه التام.
وتصدرت قائمة الدول التي تحمي الحريات الصحافية الدنمارك ثم فنلندا وايرلندا والنرويج والسويد.
وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة قفزت بحسب المؤشر من الدرجة الاربعين إلى الدرجة العشرين خلال العام الماضي.
وتنشر المنظمة تقريرا سنويا عن حرية الصحافة بالاستناد إلى بيانات يقدمها مئات الصحافيين وخبراء في الاعلام من جميع أنحاء العالم.