- جونز: الديبلوماسية فن فريد أساسه إقناع الآخرين بالكلمات والجمل
- أرون: نولي أهمية لحل القضايا العالقة بين الكويت والعراق
بشرى الزين
أكد سفير المملكة العربية السعودية عبدالعزيز الفايز ان العمل الديبلوماسي يحتاج الى «راحة بال وصبر كبيرين».
واضاف الفايز خلال ندوة نظمتها الجامعة الاميركية في الكويت مساء امس بعنوان «الديبلوماسية في نظر سفير» الى انه شغل منصب استاذ في الجامعة ثم عضوا في مجلس الشورى السعودي قبل تعيينه في منصبه الديبلوماسي كسفير للمملكة لدى الكويت.
كما اكد السفير السعودي قوة العلاقات الاخوية التي تربط قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين.
وذكر الفايز ان تجربته الديبلوماسية قصيرة بالنظر الى زملائه السفراء الحاضرين بالندوة، لافتا الى ان الكويت بلد منفتح ما سهل عليه مهمته الديبلوماسية والاجتماعية، مشيرا الى ان الدواوين الكويتية كانت نقطة وصل بين جميع أطياف المجتمع الكويتي وزوار الكويت.
اما السفيرة الاميركية ديبورا جونز فأكدت ان الديبلوماسية فن فريد من نوعه، ويعتمد اساسا على اقناع الآخرين برؤية سياسية معينة، لافتة الى ان الديبلوماسية شبيهة بالاحتفال بعيد ميلاد امرأة مع تعمد نسيان او البوح بعمرها، او القدرة على القول للآخرين «اذهبوا الى الجحيم»، ونجعلهم يتطلعون الى تلك الرحلة.
واضافت جونز ان الديبلوماسية هي البحث في المسافات ما بين الكلمات والقوالب، والتي عن طريقها بامكان الناس الاتفاق، وفي بعض الاحيان فإن تلك الطرق التي نسلكها تزعج الكثير من الناس لأنهم يعتقدون اننا يجب ان نوظف قدرا من الخداع او خيانة الأمانة للوصول الى اتفاق.
وتابعت: عندما كنت في الكلية الحربية الوطنية، كان الزملاء العسكريون يطلقون على الديبلوماسيين «الأشخاص الذين يلعبون بالكلمات بحذر»، ولكن يجب ان يؤخذ في الاعتبار ان الكلمات مثل الصواريخ عندما تطلقها لا يمكنك على الاطلاق ايقافها، وبطبيعة الحال فإن الديبلوماسيين يحاربون من اجل السلام عبر الكلمات والجمل وهي أسلحتها الوحيدة.
ولفتت الى ان هناك الكثير من الناس ترعرعوا على أمثلة معينة مثل العصي والصخور من الممكن ان تكسر العظام ولكن الكلمات لا يمكنها ابدا ان تجرحني، وفي الحقيقة فإن للكلمات القدرة على التجريح وتحمل الدواء الشافي في بعض الأحيان، مشيرة الى ان هناك مثلا كويتيا قديما يقول «ان الحقران يقطع المصران»، عموما فإن الناس ربما يتعرضون للخداع من الكلمات، كم منا يستقبل الرسائل الهاتفية القصيرة او الرسائل الالكترونية يوميا من دون ان تحمل في طياتها بعضا من سوء الفهم!
واضافت انه يصعب علينا تصور العالم من دون الصوت البشري، من دون طائرات تحلق في السماء او كهرباء، ان للصوت البشري اهمية كبيرة، وبحسب النظر لجميع القيادات الدينية سواء المسيحية او الاسلامية فإنها جاءت من اشخاص ممن كانوا فوق الجبال او قدموا من منفى اختياري، اتوا بأوامر للمجتمع عندما جاء موسى عليه السلام من سيناء بالوصايا العشر، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن.
وقالت: اثناء عملي في الأمم المتحدة كديبلوماسية فإن العالم كان يواجه العديد من التحديات والمصاعب منها توازن الدول والمنظمات الدولية مثل منظمة الامم المتحدة وغيرها من المنظمات، فضلا عن توازن الطلبات من الدول الجديدة واجندات الأمم والدول وهو امر غير سهل على الاطلاق.
وذكّرت السفيرة الأميركية بانهيار المعسكر الشرقي وسقوط جدار برلين ما كان حدثا مفصليا في تغير العلاقات الدولية ووسائل الاتصال مبينة ان تلك التغيرات تبعها ظهور مستويات جديدة لها تأثيرها على الساحة الدولية.
وفي سياق آخر، قال السفير البريطاني مايكل ارون ان بلاده تولي اهمية لحل القضايا العالقة بين الكويت والعراق، مذكرا بزيارته الى مدينتي بغداد والبصرة لبحث حل قضايا الاسرى والمفقودين الكويتيين واسترجاع الممتلكات والارشيف. واضاف ان بريطانيا تشارك الكويت قلقها ازاء طموح ايران النووي موضحا ان بريطانيا تسعى لحث ايران للسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفتيش المفاعلات النووية، لافتا الى دعم بلاده لمسيرة السلام في الشرق الأوسط. بدوره، اوضح السفير الالماني ميشائيل فوربس ان السياسة الألمانية تغيرت بعد سقوط جدار برلين في العام 1990 حيث عرفت العلاقات الدولية تغيرات افرزتها نهاية الحرب الباردة. كما ذكر السفير الألماني عدم مشاركة المانيا في حرب تحرير الكويت في العام 1991 نظرا لعدم دستورية مشاركة القوات العسكرية الألمانية في حروب خارج نطاق حلف شمال الاطلسي، مشيرا الى ان بلاده تشارك بأكبر عدد من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وثاني اكبر دولة داعمة حاليا لها.
نزعتُ الديبلوماسية
قالت السفيرة الأميركية ديبورا جونز إن البعض أساء فهمي عنـــدما علقـــت في احدى المحاضرات في معهد الشرق الأوسط في العاصمة الأميـــركية واشنطن، حيث تلفظت بعبارات «القطط والكلاب» في تلـــك الحالة أنا نزعت الديبلوماسية أثناء حديثي، غير مدركة ان العالم أصبح عالما صغيرا، وان المعلومات البسيطة أصبحت تتداول دوليا، ولهذا السبب فإننا نحتاج الى أشخاص على الأرض لمواجهة الديبلوماسية لكي يرانا الناس ويعرفونا عن كثب.