باهي أبوالعلا
أوضح رائد التجربة اليابانية في الادارة والقيادة الاستراتيجية د.عبدالامير الهندال ان الخبرات التي اكتسبها من مخالطة اليابانيين منذ ما يقارب 25 عاما اكسبته العديد من الفوائد واهلته لالقاء محاضرات في فن الادارة والقيادة الاستراتيجية، موضحا ان اليابان هي البلد الاكثر تطورا في العالم ما انعكس عليه في محاولة التعلم والتطور ومعرفة كل ما هو جديد.
وبين خلال محاضرة القاها امس بعنوان «كايزن المنهجية اليابانية»، ان «كايزن» هي كلمة يابانية تعني التغيير للافضل، وهو ما يظهر من خلال استراتيجيتها والتي تنص على انه بخطوة صغيرة تستطيع ان تغير حياتك، اما فلسفتها فتنص على «ان وجدت عملا فاعمله بطريقة افضل، طوره لأنه ان لم تفعل لن يكون باستطاعتك مجاراة المنافسين»، مشيرا الى ان اليابانيين اخذوا تلك المنهجية من مؤسسها وليام ديمينغ، حيث كانت في البداية فكرة اميركية قاموا بتطويرها لتصبح ما عليه الآن، حيث تنص على تطوير صناعة معينة كل عقد من الزمن فبدأت بالنسيج ثم الصلب لتصل الى السيارات والتكنولوجيا وتوزعت لتصل الى جميع الصناعات، وهو ما جعل اليابان في صفوف الدول الرائدة في الصناعة منذ عشرين عاما ويزيد، حيث ان العمل الجاد والتطوير المستمر للافكار ادى الى جعلها في صدارة الدول الاكثر صناعة وتطويرا على مستوى العالم.
ولفت الى ان صاحب تطبيق تلك المنهجية في اليابان هو تائيشي اوهونو الذي بدأ بها في مصانع تويوتا، حيث اثبت ان الشركة ما زالت قيد التطوير اليومي، حيث تستمد من مزايا جميع السيارات الاخرى حيث استفادت من التقنية الالمانية والقوة الاميركية والراحة لتدمجها في سيارة يابانية كسيارة «ليكزس» التي تعد من افخم السيارات على مستوى العالم حاليا وتنافس اكبر الشركات عالميا، مشددا على ان نقص الموارد الطبيعية في اليابان وصعوبة التنقل بين انحائها حيث بها ما يقارب من 3 آلاف جزيرة اضافة الى ان غلاء المعيشة الكبير الذي تشهده لم يثنيها عن التقدم والتطور، حيث ان اليابانيين يطبقون اسسا للادارة تعتمد على ثلاثة محاور اساسية وهي: اتخاذ القرار بصورة جماعية والتوظيف مدى الحياة والتعليم والتدريب المستمرين، وهو ما جعل معظم المشاريع التي تطبق بها ناجحة وتضرب مثالا للتعلم.