فرج ناصر
نظمت مكتبة الكويت الوطنية ندوة بعنوان العطاءات الوطنية في رفعة الثقافة الكويتية بمناسبة الاحتفالات الوطنية، استعرضت خلالها تاريخ إسهامات الرواد الأوائل في الحركة الثقافية والأدبية والفكرية ودورهم في النهضة المبكرة في نشر المعرفة والتنوير الاجتماعي والتي تحدث فيها كل من الباحث فهد العبدالجليل ود.عايد الجديد ود. مناور الراجحي.
وكانت البداية مع الباحث فهد العبدالجليل الذي اكد ان تاريخ الكويت بدأ مع أول مدرسة وهي المدرسة المباركية التي أخذت على عاتقها بداية التعليم في الكويت، كما تم نقل الثقافة من خلال الشعراء والأدباء والمثقفين الذين كانوا يسافرون الى الهند لطباعة الكتب في المطابع الهندية ورغم المتاعب ورحلات السفر إلا أن هدفهم كان هدفا نبيلا وهو نشر العلوم النافعة.
وأضاف أن الكويت كانت مركزا تجاريا في القدم في عهد حاكم الكويت آنذاك جابر الأول حيث كانت الكويت دولة مستقلة بشهادة الرحالة الأجانبا مؤكدا ان هناك رجالا كافحوا وضحوا من اجل هذا العمل وهذا المستوى، حيث كانت الكويت تملك ميناء يربط الشرق بالغرب وكانوا يسمون ميناء الكويت آنذاك ميناء نجد، بالإضافة إلى أن الكويت كانت تمتلك ميناء تجاري، منذ القدم.
وقال: كان لرجال الكويت عطاءات وطنية وثقافية واجتماعية وهم رجال كرسوا وبنوا الكويت آنذاك، مشيرا إلى أن أغلب رجالات الكويت كانوا يتعلمون العلم عبر الكتاتيب خلال تلك الفترة، مشيرا إلى أن رجالات الكويت الأوائل ساهموا وجعلونا نتقدم ونتطور ولهم دور كبير في بناء الوطن الذي نعيش عليه.
من جانبه، قال د.عايد الجريد الباحث في تاريخ الكويت إن الصحافة لعبت دورا كبيرا في تعزيز الثقافة آنذاك حيث كانت تقرأ في عدد من الدواوين خلال تلك الفترة، مضيفا أن هناك العديد من الشخصيات والرجالات الذين كرسوا الثقافة والوعي والإصلاح للمجتمع الكويتي وفي مقدمتهم الشيخ عبدالعزيز الرشيد الذي تتلمذ على يديه العديد من الطلاب آنذاك.
وتطرق إلى أول انتخابات جرت في الكويت وهي انتخابات المجلس البلدي وهذا يدل على الوعي الثقافي الذي كانت تعيشه الكويت في بدايات القرن العشرين.
بدوره، قال رئيس قسم الإعلام في جامعة الكويت د. مناور الراجحي ان المجتمع الكويتي واجه كغيره من المجتمعات العربية ظروف الانشغال بتوفير سبل العيش والحياة علاوة على عدم توافر وسائل نقل المعلومات السريعة فكان الكتاب هو المنهل الوحيد المتاح للثقافة.
وأضاف أنه قبل ولادة الصحافة الكويتية أدرك رواد الحركة الثقافية في الكويت أهمية الصحافة في تثقيف أفراد المجتمع خاصة الفئة التي لا يمكنها نهل المعلومات من الكتب حيث هناك فئة لا تصل اليها المعلومات التي يحملها الكتاب لأسباب مختلفة، لذلك تواصل رواد الحركة الثقافية مع الصحف العربية قبل مرحلة إصدار المجلات والكتب ومن ذلك اشتراك آل خالد وغيرهم في الصحف المصرية والعراقية والسورية وتمكين هؤلاء للكثير من أفراد المجتمع الكويتي من الاطلاع على تلك الصحف منذ بداية القرن العشرين حيث تزامن كل ذلك مع ظهور نخبة من رواد الثقافة تحلم بإصدار صحف كويتية تبرز جهود العلماء والشعراء والكتاب الكويتيين وتحتضن أعمالهم.