حنان عبدالمعبود
اعتبر رئيس قسم الصيدلة بمستشفى الأمراض السارية مساعد العطية ان المقالات التي حذرت من لقاح انفلونزا الخنازير تعتمد على الافتراضات والتنظيرات البعيدة عن الناحية العلمية مشيرا الى ان مصدرها كثرة الإشاعات عبر شبكة المعلومات والتي يتناقلها الناس بينهم بسرعة هذه الأيام عن اللقاح المنتظر لوباء انفلونزا الخنازير. واضاف العطية ان هذا الموضوع بدأ يأخذ الطابع العلمي الجاد في الظاهر، لأن بعض الاشاعات تستغل بعض الحقائق أو الأحداث استغلالا خبيثا باستخدام مراجع موثوقة خارج مضمونها الصحيح أو تستند إلى مراجع ذات مظهر علمي وهي في الواقع غير ذلك، مما يؤدي إلى بلبلة أفكار الناس العاديين بل حتى بعض المثقفين والمتخصصين. مبينا انه قد تنتج عن ذلك أضرار فعلية إذا صدق بعض الناس غير المختصين هذه الإشاعات ومنعوا أنفسهم أو أطفالهم من تلقي اللقاح والاستفادة منه متسائلا كيف حكم بعض الناس على اللقاح ونتائجه السلبية وتأثيراته الخطيرة ولم يستخدم بعد؟!
وذكر ان اللقاح هو الميكروب المسبب للمرض، أو جزء منه، وذلك بعد إضعافه أو قتله وتؤدي اللقاحات مفعولها في تكوين الأجسام المضادة بعد عدة شهور، ولكن مفعولها يدوم لفترة طويلة، قد تكون مدى الحياة. وقال ان اللقاحات تقسم الى انواع لقاحات حية وهي التي تحتوي على ميكروبات، أو ڤيروسات حية لكنها مضعفة وواهنة بحيث لا تسبب أي أمراض للإنسان، بل تحفز جهاز المناعة فقط. ومن أمثلة ذلك شلل الاطفال، والحصبة، والدرن.
واضاف ان اللقاحات غير الحية هي اللقاحات التي تحتوي على الميكروبات الميتة، أو على أجزاء منها، مثل لقاح السعال الديكي، ولقاح شلل الأطفال، الذي يعطى عن طريق الحقن العضلي، وليس عن طريق الفم. واشار الى ان محتويات لقاح انفلونزا الخنازير والمواد التي أثير حولها الغموض والخوف، تتكون من الجزيء المعدي للڤيروس الذي يشعر به الجهاز المناعي، وينتج ضده أجساما مناعية مضادة وهو ما يطلق عليه الأنتيجين وقد يكون حيا مضعفا، أو ميتا، أو مصنعا عن طريق الهندسة الوراثية، والسكوالين هو مركب عضوي طبيعي تم الحصول عليه أصلا لأغراض تجارية في المقام الأول من زيت كبد سمك القرش.
وتابع انه يتم انتاجه في كبد الانسان ويجري مجرى الدم في جسم الانسان وأيضا السكوالين هو جزء طبيعي وحيوي يدخل في تخليق الكولسترول، هرمونات الستيرويد، وڤيتامين (د) في الجسم البشري ووجود مثل هذه المادة في اللقاح يحفز الجهاز المناعي على إنتاج الأجسام المضادة بأقل كمية من الڤيروس أو الأنتيجين، وبالتالي يمكن للشركات تصنيع كميات أكبر من اللقاح، فمثلا كمية الڤيروس في اللقاح التي يمكن أن تحفز المناعة في حالة وجود هذه المادة تبلغ 3.75 ميكروغرامات، أما في حالة عدم وجودها فتصل إلى 21 ميكروغراما. وقال ان منظمة الصحة العالمية أعلنت أن هناك ما يقرب من 40 مليون شخص قد تناولوا أحد لقاحات الانفلونزا الموسمية يحتوي على مادة سكوالين منذ عام 1997 حتى الآن، ولم تحدث لهم أي مضاعفات. ولم تلاحظ أي علاقة بين الاعراض الجانبية للقاح ومادة السكوالين، بل هي مجرد تفاعلات جينية موضعية خفيفة.