- أحمد الشحومي: التكريم رسالة خالصة لإغاثة الملهوفين
- المعتوق: العالم اعترف بجهود الكويت الخيرية
- عبدالرحمن: الكويت تقدم لوحات فنية رائعة لعمل الخير
محمد راتب
أكد عدد من رواد العمل الخيري وشبابه ومؤسسيه أن الكويت كانت ولا تزال صاحبة اليد الطولى في إيصال المساعدات وتقديمها لمستحقيها في مختلف أصقاع العالم، حيث يتنافس أبناؤها لنيل هذا الشرف العظيم، موضحين أن العطاء سمة جبل عليها الكويتيون منذ القدم، ولا تزال راسخة في نفوس الأبناء يقومون بها على اكمل وجه.
جاء ذلك خلال حفل تكريم كوكبة من رواد وشباب العمل الخيري من قبل عضو مجلس الأمة السابق المحامي أحمد الشحومي في ديوان العائلة بمنطقة سلوى وذلك بحضور حاشد من رواد ومحبي العمل الخيري، وعلى رأسهم رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية د. عبدالله المعتوق والناشط في العمل الخيري يوسف عبدالرحمن والعديد من الشخصيات الهامة، وهو الحفل الأول من نوعه الذي يتم من خلاله تكريم أهل هذا الميدان.
وفي كلمة ترجلها وأثارت حماس الحضور، شدد النائب السابق والمحامي أحمد الشحومي على أن العمل الخيري هو هبة من الله عز وجل في دولة الخير والمحبة الكويت التي بنيت على التعاضد والتعاون فيما بين أبنائها، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من الأزمة التي عاشتها البلاد خلال فترة الاحتلال إلا أنها وبفضل من الله ثم القائمين على العمل الخيري والشرفاء عادت وارتقت شامخة وأوصلت خيراتها إلى كل بقاع الدنيا.
وأضاف أن الخير موجود في أهل الكويت بالفطرة، فما عليك إلا أن تكون كويتيا حتى تكون خيرا، موضحا أن التكريم رسالة للجميع بأن يبادروا بالعمل الطيب والصالح، فكم من طفل محتاج إلى الملابس والطعام والدفء على الحدود في تركيا، وكم من طالب يحتاج إلى مدرس يعلمه في المخيمات، وكم من مسكين ينشد شربة ماء أو مأوى يحميه من البرد ويقيه من حر الصيف ولهيب الشمس.
وتابع اننا مقبلون على شهر رمضان المبارك شهر البركة والخير، وهو فرصة مباركة وطيبة للمسارعة في العمل الصالح، والتنافس لإرضاء الله عز وجل، لا التباهي بأصناف الطعام وألوانه، فهناك من يحتاج منا إلى وقفة جادة ومساعدة عاجلة، فلنكن أهلا لهذا ولنقدم ما نستطيع لإغاثة الملهوفين في كل مكان.
وأشار الشحومي إلى أن شباب العمل الخيري ورواده وكل الموظفين العاملين في هذا المجال يستحقون منا كل الثناء والتقدير، ورسالتهم لنا أن نكون من أهل الخير والبر والإحسان وألا نستصغر من المعروف شيئا أو نستحقره، فالمال مال الله وهو المعطي الذي أغنى أقواما وأفقر آخرين، فجعلنا الله وإياكم سببا من أسباب تفريج الكروب عن المستضعفين والوقوف إلى جانبهم في المحن التي يتعرضون لها.
وبين أن الله سبحانه وتعالى هو المعطي والرازق، وعلى الإنسان ألا يخشى على رزقه فهو مقسوم ومقدر له في السماء، ومن أعطى من فضل الله أثابه الله وأكرمه، متسائلا: ما فائدة كثرة المال ووفرته والتنعم في الدنيا إذا كان المال مخزونا مخبأ ولم يصل إلى مستحقيه.
واختتم بالتأكيد على أن هذا التكريم لا يحمل في طياته إلا العمل الخالص لوجه الله تعالى مثلما يفعل هؤلاء الرائعون، فالله سبحانه هو الأعلم بالنوايا وعلينا عدم التشكيك فيها إطلاقا، وخصوصا إذا كانت ترتبط بالعمل الخيري المبارك الذي عرفت به الكويت، متقدما بالشكر لشباب العمل الخيري ولمن سبقونا من إخوان في هذا الميدان ممن كانوا نجوما في العمل الخيري، وعلى رأسهم العم المرحوم بإذن الله خالد يوسف المرزوق، والذي جاء أبناؤه من بعده وساروا على نهجه في هذا الميدان، وأقول لهم ولجميع من يعمل: جزاكم الله خيرا، فجميعهم لم ينتظر شكرا ولم يبحث عن مثوبة من الناس، كما أشكر جميع من اتصل واعتذر من هيئات ولجان وجمعيات خيرية، فجميعهم يؤدي مهامه على أكمل وجه ونسأل الله أن يبقي البلد عزيزا كريما على الدوام.
منارة العمل الخيري
من جهته، قال رئيس الهيئة الخيرية د.عبدالله المعتوق: لقد عرفت الكويت منذ القدم بأنها منارة للعمل الخيري، وتوج ذلك تسمية الأمم المتحدة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائدا للعمل الإنساني والكويت مركزا للعمل الإنساني، وهذا اعتراف وتأكيد من العالم كله بمكانة الكويت وأهميتها في هذا المجال.
وأشار إلى أن ما شجعني على الحديث في هذا اللقاء المبارك هو رؤية هذا الجمع الطيب والوجوه المنيرة التي حضرت لتكريم رواد العمل الخيري، فوجودكم أكبر دعم لنا ولما نقوم به من أعمال في مختلف الأماكن، مبينا أن علينا ألا نشكك في النوايا وأن يكون عملنا خالصا لوجه الله الكريم.
وتابع اننا يوميا نلتقي بأناس لا علاقة لهم بالعمل الخيري وإنما هم متطوعون من طلبة وطالبات وآباء وأمهات بل جدات وأجداد، يحضرون إلينا في الهيئة الخيرية يطلبون منها تمكينهم من زيارة اللاجئين في مختلف الأماكن في الأردن وفي مخيم الزعتري وفي غازي عنتاب في تركيا وفي لبنان، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل هناك من هم كبار في السن يعلمون أبناءهم الخير من خلال القيام بعمليات التوزيع بشكل شخصي.
تواصل العطاء
من جهته، قال الناشط في العمل الخيري يوسف عبد الرحمن: إن الكويت تصدرت العالم في العمل الخيري ولم يكن ذلك لولا تاريخها في هذا المجال، ففي الماضي كان الناس يفزعون لجار سكن حديثا إلى جانبهم فيوفرون له كل ما يحتاج، وكانوا يركبون السفن ويضعون فيها صندوقا فإن أصاب السفينة خلل قاموا ببناء أخرى جديدة قدموها للنوخذة إن كان حيا حتى تستمر الحياة ويشعر الجميع بأنهم في مركب واحد.
واستذكر إطلاق لقب جابر العيش على المغفور له بإذن الله الأمير الراحل جابر بن عبدالله الصباح الحاكم الثالث للكويت، والذي تحدث عنه الكاتب عبدالعزيز الرشيد في كتابه، بالإضافة إلى سؤال أمير قبيلة «المنتفج» بندر السعدون لمن كان معه: أتدرون من هو كريم الجزيرة؟ فقال لهم «إنه جابر العيش أخو مريم» الذي قدم كل شيء للكويت ووفر العيش للفقراء والمساكين.
وتابع أن الكويت فيها الكثير من الأمثلة التي لا يمكن لأحد نسيانها فمن منا لا يذكر من التجار «اليوسفين» يوسف البدر ويوسف الصبيح أصحاب الفضل والخير أيام المجاعات حيث قدما الكثير للفقراء والمعوزين؟ ومن منا ينسى يوسف الفليج والعم يوسف الحجي الذي بذل حياته في سبيل العمل الخيري؟وزاد عبدالرحمن: انه وبعد التحرير تنادت الهيئات والجمعيات الخيرية لاجتماع في مقر الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بدعوة من الشيخ عبدالله المطوع رحمه الله الذي يعد من أعلام العمل الخيري ومؤسسيه، فاجتمعت مجموعة كبيرة وكان التشاؤم حاضرا وجرى طرح التساؤلات حول استمرار الكويت في العمل الخيري ام تنكفئ على نفسها ولكن مخرجات الاجتماع كانت مفاجئة للجميع فتم الاتفاق على الاستمرار وعدم التوقف رغم كل الظروف.
وأضاف أن من لوحات العمل الخيري الرائعة الدور البارز للهيئة الخيرية في تقديم 200 مليون مساعدات تم توزيعها على شكل سلال غذائية للعراق على الرغم من المعاناة التي عاشتها الكويت بسبب الاحتلال.
وتابع ان مجلة نيوزويك نشرت على لسان الشيخ محمد صباح السالم أن الكويت قدمت 4.1 مليارات دولار دعما للأشقاء السوريين في محنتهم وهذا رقم كبير، مشيرا إلى أن العمل الخيري مستمر، وليس غريبا على أهل الكويت فهذا أميرها وهذا شعبها أن تتوج عاصمة للعمل الخيري والأمير قائدا للعمل الإنساني.
علامة الريادة
ثم تحدث د. جابر الوندة في كلمة بالنيابة عن المكرمين فذكر أن هذا الحفل التكريمي سابقة في الكويت، والهدف الرئيسي منه هو أن يكون أمام الشباب الكويتي من يرشدهم لطريق العمل الخيري ويدلهم عليه، فالدعوة ليست بهدف التبرع وتقديم الأموال وإنما فتح باب المشاركة في الفعاليات والحضور والمشاركة الشخصية وتقديم المساعدة، مضيفا أن كل الدول لديها علامة تجارية رائدة بها والعمل الخيري هو العلامة التجارية للكويت.
وبعد ذلك قال المدير السابق لإذاعة القرآن الكريم سمير الغريب إن العمل الخيري هو صمام أمان الكويت الذي رفع عنها ما عاشته في أزمة الاحتلال، فصنائع المعروف تقي مصارع السوء.
سلامات «بوراكان»
قال يوسف عبدالرحمن في آخر مداخلته: إخواني الكرام أبلغكم بأن العم الشيخ سلطان بن سلمان الحثلين أجرى عملية جراحية في بريطانيا وأدعوكم جميعا للدعاء له في هذه الاحتفالية المباركة، فهو رجل خير وكرم، والله يرده الى الكويت سالما غانما، وقولوا آمين.
العمل الخيري.. في عيون «الشحومي»!
بقلم : يوسف عبدالرحمن
[email protected]
بالامس شهدت احتشادا خيريا في ديوان الاستاذ احمد الشحومي، المحامي في منطقة سلوى، لتكريم «كوكبة انكشارية» من العاملين في العمل الخيري، والرسالة التي وصلتني ووصلت جميع من حضر من «آل الشحومي» الكرام.. انه «بالشكر تدوم النعم».
بالامس اسعدتنا واثلجت صدورنا دعوة اخينا العزيز «ابوخليفة» واخوانه واعمامه في احتفالية لتكريم رموز من البارزين في العمل الخيري «قواهم الله»، وهم والله مشكورون، ذكرونا بالآية الكريمة (وأما بنعمة ربك فحدث ـ الضحى: 11).
منذ نعومة اظفارنا تعلمنا في مقاعد العلم ان «زينة الغنى الشكر»، وكما قال رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم:: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس».
بالامس قضينا في ديوان الشحومي العامر «عبقا خيريا» على امتداد الوقت المخصص للتكريم، حيث تكلم الداعي احمد الشحومي بكل معاني الانسانية «وبنية سليمة نحسبه كذلك ولا نزكي على الله احدا»، وذكروني بايليا ابي ماضي الشاعر الذي قال:
ما قيمة الانسان معتقدا
ان لم يقل للناس ما اعتقدا
بالامس، حضورا ومشاركين ومكرمين، امتثلنا بقول الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه: «اذا قصرت يداك عن المكافأة فليطل لسانك بالشكر».
هذا، بالضبط، ما اراده اخي المحامي احمد الشحومي، وهو نقل كلمة «شكرا» لجميع من يعمل في قطاع العمل الخيري الكويتي من الرموز الى العاملين بلا استثناء.
يقول الشاعر:
يجزيك او يثني عليك فإن منْ
اثنى عليك بما فعلت كمن جزى
إي والله، الله يجزي آل الشحومي كل خير على هذه المبادرة بثواب العاملين في العمل الخيري، قال تعالى (من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ـ الانعام: 160)، ومع هذا كله قد ينبري شخص ما ويقدح او يعتب، غير ان الثابت نراه في ديننا وعقيدتنا.
قال تعالى (..ان الله لا يضيع اجر المحسنين ـ التوبة: 120).
وقال ايضا (..انا لا نضيع اجر من احسن عملا ـ الكهف: 30).
ومضة: شكرا من القلب لاصحاب الدعوة المباركة وللمكرمين والمشاركين جميعا والحضور.
آخر الكلام: الدخول في النوايا «بوابة للشيطان والشر»، أغلقها وأحسن الظن دائما بالناس، و«حسب نواياكم ترزقون».
وقول قديم مازال عالقا في ذاكرتي: «لا تخف من نيات الناس عليك، بل خف من نياتك على الناس».
زبدة الحچي: أُقبِّل رؤوس كل الابناء المكرمين الذين حضروا بصحبة آبائهم او اطفالهم، لأن تواجدهم بصحبة من يحبون فرح اعظم من الاخذ.
لأن العطاء بكل صوره هو الحياة.. شكرا ديوان أحمد الشحومي على الليلة الخيرية التي كرم بها كل العاملين في المجال الخيري في الكويت.. وتذكروا جميعا ان اربعة تؤدي الى اربع: «الصمت الى السلامة، والبر الى الكرامة، والجود الى السيادة، والشكر الى الزيادة»، وكل هذا محفوظ، ان شاء الله، لمن كرم قومه، وبيض الله وجوهكم يا اخوان عطا ما قصرتوا، ربنا يزيدكم من فضله ومحبة خلقه.