بقلم: اللواء الركن المتقاعد سلطان ابراهيم الفارسي
٭ نعم انه القائد الفريق محمد عبدالعزيز البدر الرجل الذي حمل على عاتقه مع زملائه السابقين مسؤولية بناء الجيش الكويتي الباسل.
٭ إنه القائد العسكري الذي حملت جنباته كل القيم العسكرية النبيلة (من الشجاعة والجرأة في أخذ القرارات والحزم والضبط والربط العسكريين والإخلاص والتفاني في العمل والإيثار والالتزام والعدل ومساندة المرؤوسين وكل القيم النبيلة الأخرى).
٭ لقد كان قائدا ميدانيا وعمليا يتميز بالشجاعة والجرأة في اتخاذ القرارات الصعبة والحزم والعزم على تطبيق القوانين وكانت له رؤية ثاقبة بعيدة النظر، واثقا من نفسه ومن قدراته، وله قدرة فائقة على إقناع الآخرين.
٭ كان يعشق التحدي والتغيير وتحمل المسؤولية، والإصرار على إنجاز الأعمال دون كلل او ملل.
٭ قد يعجز اللسان عن ذكر مواقف ومآثر هذا الرجل، والأعمال الجليلة التي قدمها خدمة للجيش والوطن قرابة الـ 40 عاما.
٭ لقد أفنى هذا القائد زهرة شبابه وعمره في خدمة الجيش والوطن، ومنذ تسلمه العمليات الحربية في الجيش الكويتي ساهم وشارك في الحروب العربية ـ الاسرائيلية عام 1967 ـ 1973.
٭ لقد كان اسمه وصيته يدويان في جميع معسكرات الجيش مما عرف عنه من هيبة وحزم وجرأة في اتخاذ القرار والعدل.
٭ لقد كان قائدا كارزميا يملك شخصية مرموقة ومهيبة وحازمة، وبلاغة في الحديث ومصداقية في القول والعمل.
٭ كان يخطف أنظار الجميع حين دخوله اي مكان، يتمتع بحضور طاغ وقدرة فائقة على التعبير عن آرائه وطروحاته، والتأثير على الآخرين، الأمر الذي يجعل المرؤوسين والعاملين معه منقادين للانصياع وتنفيذ أوامره حتى في أقسى وأصعب الظروف وبكل صدر رحب دون تردد.
٭ ومن سمات هذا القائد انه كان يحسن اختيار وانتقاء مرؤوسيه ويثق بهم ويساندهم بقوة في اداء وانجاز اعمالهم وكان يدافع عنهم ويتحمل مسؤولية اخطائهم امام الجهات العليا لكن في المقابل كان يحاسبهم على أخطائهم (حساب الحق) ويدرك هؤلاء المرؤوسون تماما بالفطرة والسليقة أنه لا يحاسبهم ليفرض هيبته عليهم، وانما ليبعد عنهم نتائج الإهمال والعبث، وكانوا يدركون مدى إخلاص هذا القائد في عنايته بهم.
٭ إذا كان تعريف القيادة (بأنها فن إدارة الرجال) فإن هذا القائد هو خير من يجيد فن وإدارة الرجال.
٭ وعند تقاعده من الجيش لبلوغه السن القانونية تم تعيينه رئيسا للجنة الأمنية التابعة لمجلس الوزراء، حيث حقق الكثير من الإنجازات، فكان له الفضل في إنشاء المنظومة الأمنية لحماية المنشآت الحيوية والاستراتيجية في البلاد، الأمر الذي حفظ ثرواتنا من التدمير والتخريب، وكذلك بدأ في مباشرة العمل في مشروع الحزام الأمني والساتر الترابي اللذين كان لهما الأثر الكبير في منع المتسللين والمهربين وحماية الحدود البرية الكويتية من جار السوء.
٭ وإبان الغزو العراقي الغاشم كان هذا القائد من أبرز قيادات المقاومة الباسلة، وكان له دور بارز في التصدي للممارسات العدوانية العراقية على الشعب الكويتي وفي تنظيم صفوف المقاومة ومساعدة المواطنين في الداخل، وكان على اتصال دائم بالقيادة الكويتية في الخارج.
٭ ولقد أعاد هذا القائد الهيبة للقانون في لجنة إزالة التعديات على أملاك الدولة حين تصدى وبكل جرأة وحزم للمتجاوزين والمعتدين على أراضي وشواطئ الدولة وطبق القوانين على الجميع وبدون استثناء ما ادى الى حفظ حقوق الدولة.
٭ لقد كان هذا القائد أهلا ورمزا للمهمات الصعبة التي يعجز عنها الآخرون.
٭ لقد كانت حياة المرحوم زاخرة بالعطاء والوفاء لهذا الوطن.
٭ ويشرفني انني خدمت وعملت مع هذا القائد الفذ عن قرب قرابة (10 سنوات) في هيئة العمليات الحربية عندما كنت رئيسا لفرع الخطط ومندوبا للجيش في اللجنة الأمنية.
٭ لقد رحل الفريق محمد البدر تاركا بصماته الوطنية في مواقع مختلفة في الدولة.
وستبقى ذكراه نبراسا مضيئا للأجيال القادمة.
٭ وتخليدا لذكراه العطرة أتمنى من الحكومة الرشيدة تسمية احد شوارع الكويت باسمه، وتسمية احدى مؤسسات الجيش والمؤسسات الأمنية باسمه، ردا للجميل.
٭ رحم الله أبا بدر وأسكنه فسيح جناته وألهم أسرته وذويه وعائلة البدر الكرام وجميع أهل الكويت الصبر والسلوان.