زينب أبو سيدو
أكدت الشاعرة والأديبة سعدية مفرح أنها ضد المنع والرقابة، لافتة الى انه يجب أن يكون هناك نقد قاس لتقويم كل الهراءات والتفاهات المكتوبة التي امتلأت بها معارض الكتب.
جاء ذلك في ندوة أقيمت في صالون سؤال الثقافي، حول كتابها «أسطورة زرقاء بكحل أسود» قدم لها الاعلامي المسرحي فهد مشعل بمناسبة يوم المسرح العالمي.
وأضافت ان هذا الكتاب يحيل العنوان الى حكاية زرقاء اليمامة: فكل جداتنا كن زرقاء اليمامة على طريقتهن.
وأضافت: ننشأ في ثقافات متعددة ونكبر على هذه الثقافات ونحن نكبر ننسى الثقافات التي ولدنا بها.
في تلك الأجواء التي نشأت فيها بين النساء البدويات، في ذلك الوقت، وأنا عشت جزءا من عمري في بداوة حقيقية، في الصحراء في بداية عمري فكنت آتي من الصحراء الى المدرسة ربما خلال ثلاث أو اربع ساعات.
في ذلك الوقت كنا نريد ان نتجاوز هذا التاريخ والحكايات المليئة بالأسرار والأغاني والكلمات وعندما نكبر - وأنا الآن كبرت بما فيه الكفاية - نعود الى الوراء نتذكر الطفولة، نتذكر التاريخ ولكن ليس التاريخ الذي درسناه في المدارس والجامعات وقرأناه في الكتب بل التاريخ الشخصي لكل منا.
وقالت مفرح عندما اكتب هذا التاريخ اعرف كم هو مزيف التاريخ الذي نقرؤه عن انفسنا في التاريخ الذي يكتبه الآخرون عنا.
عندما يتناول الكتاب المرأة والمرأة العربية خصوصا في قلب الجزيرة العربية، يتحدثون عن كائن بلا اسم وبلا هوية.
عندما كنت استذكر كل القصائد والحكايات التي كانت تلقيها على مسامعي جدتي وخالاتي وعماتي اتذكر كم اجرمنا بحق انفسنا، عندما لم ننتم لهذا التاريخ واستسلمنا لمقولات غير صحيحة.
وقالت الشاعرة مفرح: لدي كتاب اسمه «نحو سيرة ذاتية ناقصة» فلا اعترف ابدا بأي سيرة كاملة، فالسيرة الذاتية لا تكتمل الا بالموت، وأتمنى ان تكتب سيرتي بعد موتي من الآخرين.
ثم قرأت قصيدة: وأنا الطريدة التي ينخلع قلبها اذ يتعثر الصياد في اثرها.
ثم اختارت من ذاكرة الشعر شاعرا اعتبرته اهم اسم في ديوان الشعر الكويتي ليس في الماضي فقط، ولكن في الحاضر، منذ ان نشأت الكويت حتى الآن، لا يوجد في تاريخها شاعر برمزية وحجم الشاعر فهد العسكر، ثم قرأت بعضا من ابياته في قصيدة «كفى الملام».
وقالت الأديبة مفرح: علينا المطالبة دوما بحق الإنسان بالعيش الكريم دون تحييز بين الرجل والمرأة.
فحين يكون الرجل حرا فلن يرضى بغير امرأة حرة، لذلك لتكن مطالباتنا لكافة البشر للإنسان دوما. وأضافت حين فشلت في تأدية دور تمثيلي مكتوب لي وقت دراستي الابتدائية قررت الكتابة من نفسي لنفسي. وفي نهاية الأمسية قامت الشاعرة والأديبة سعدية مفرح بتوقيع كتابها للحضور «اسطورة زرقاء بكحل اسود».