رندى مرعي
منذ عودة الطفل عبدالله إلى الكويت في العام 1989 بعد فترة إقامته في لندن للعلاج من مرض عصبي، وبعد خضوعه لعدة عمليات جراحية وتضاؤل إمكانية شفائه ونزولا عند رغبته وعدته والدته بألا يزور المستشفى مرة ثانية، جاءت فكرة إنشاء بيت عبدالله لرعاية الأطفال المرضى الذين لا أمل في شفائهم.
قصة بيت عبدالله رواها وزير الصحة د.هلال الساير خلال زيارته لليوم العالمي المفتوح «circle» الذي نظمته شركة element eight بالتعاون مع فندق الموڤنبيك البدع ومشاركة 12 سفارة عربية وأجنبية.
حضرت والدة عبدالله سلسلة من المحاضرات التي نظمتها الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال في المستشفى (kaach) واشتملت على مواضيع مختلفة مثل إدراك الطفل للوفاة بعد ذلك تقدمت بطلب إلى الجمعية لرعاية ابنها في البيت. الأمر الذي بادر إليه د.الساير الذي كان حينها طبيبا جراحا في المستشفى الأميري ومن ضمن الفريق الطبي المشرف على حالة عبدالله واستمرت مساندة عبدالله إلى حين وفاته بعد 6 أشهر. وتابع د.الساير أن هذه التجربة هي ملهمة فكرة إنشاء مركز للعمل التطوعي لتقديم الدعم لهؤلاء الأطفال الذين لا أمل في شفائهم إضافة إلى تقديم الدعم لأفراد العائلة وتقديم خدمات تشتمل على المساعدة لتخفيف الألم والتحكم في الأعراض.
وتابع الساير ان بيت عبدالله (تكية الأطفال) هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط إذ يقوم على مساحة 22ألف متر فيها جميع وسائل الراحة والاستجمام من مرافق ترفيهية وشاليهات ومدرسة وكل ما يوفر العناية والراحة إضافة إلى مرافق سكنية للراحة والطوارئ والعناية الصحية المتقدمة وذلك ليكون بيتا بديلا عن البيت الأصلي للأطفال وعائلاتهم الذين يحتاجون كل الدعم في هذه الفترة.
وأضاف الساير أنه من المقرر أن يبصر بيت عبدالله النور في أبريل 2010 وسيكون هناك تعاون دائم ومستمر بين بيت عبدالله ووزارة الصحة في رعاية هذه الفئة من المرضى.
وأعلن الساير أن فكرة إنشاء بيت عبدالله تعود في الأساس إلى زوجته مارغريت الساير التي أشادت بدور السفارات في المبادرة إلى القيام بدعم بيت عبدالله تزامنا مع احتفال اليونيسف بيوم الطفل العالمي. وعن بيت عبدالله قالت مارغريت أن هذا الصرح الطبي يقدم الرعاية للمرضى ولذويهم كما يقدم الرعاية النفسية والعاطفية والروحية إلى جانب الطبية. وقالت ان هذه التجربة يجب أن تكون متوافرة في جميع بلدان الخليج والدول العربية مبدية استعداد القائمين والاخصائيين في بيت عبدالله إلى تبادل الخبرات ونشر التوعية.
وقالت إن بيت عبدالله تم بناؤه وتجهيزه بما يتلاءم مع البيئة الكويتية من حيث الاهتمامات وتوفير سبل الراحة بما يتلاءم مع عادات الطفل الكويتي وما تعود عليه مع ذويه.