بشرى شعبان
اكد مدير ادارة المبرات والجمعيات الخيرية ناصر العمار ان الوزارة تسعى الى تنمية وحماية العمل الخيري، مشيرا الى انها انشأت لجنة لتوطين العمل الخيري وفي طريقها لانشاء لجنة لتوحيد الحسابات.
جاء ذلك خلال كلمة القاها العمار نيابة عن وزير الشؤون الاجتماعية والعمل د.محمد العفاسي خلال رعايته لملتقى الايتام الثاني الذي نظمته لجنة زكاة الجهراء التابعة لجمعية الاصلاح الاجتماعي مساء اول من امس تحت شعار «اصلاح لهم» في مقر الهيئة الخيرية العالمية الاسلامية. وقال ان العمل الخيري عندما يتحول الى عمل وجداني فإنه يرقى ليلامس احتياجات المجتمع وفق مناهج علمية مدروسة تستوجب الاعتراف به ومعاونته من قبل جميع الجهات، لاسيما الرسمية منها، وهذا ما حققته جمعية الاصلاح الاجتماعي عندما حققت حلم قطاع التنمية الاجتماعية من خلال خلق علاقة وجدانية بين المانح والمتلقي.
واشار الى انه يوجد في بلدنا صورة رائعة لجهود رعاية الايتام من خلال عدد كبير من المؤسسات والهيئات والجمعيات الخيرية التي تحظى برعاية ودعم الكثيرين من اهل الخير، لافتا الى ان قرارات مجلس الوزراء تدعو لتخصيص جزء من تلك الاموال لتنفق على محتاجي الداخل، خصوصا ان التكافل والتراحم من الصفات الكريمة التي يتصف بها المجتمع المسلم، مبينا دور اللجان الخيرية في مساعدة الفئات المحتاجة الى الرعاية سيما فئة الايتام.
من جانبه، بين الداعية د.محمد العريفي ان الله قسم النعم والمصائب بين الخلق، لاسيما ان الدنيا دار بلاء وامتحان، ومن الناس من يبتلى في ماله او صحته او ينشأ يتيما فاقدا لابيه او لامه او الاثنين، فأوجب الله على المسلمين ان يقف بعضهم مع بعض، مبينا ان الله اوجب على الغني اعطاء الفقير واليتيم من ماله، كما انه اوجب على القادر ان يشعر اليتيم بالابوة ويقوم على شأنه.
واشار الى ان في التاريخ عددا من الانبياء والعلماء من نشأوا ايتاما، وافضل مثال هو النبي صلى الله عليه وسلم، فقد مات ابوه وهو في بطن امه ثم ماتت امه وعمره ست سنوات، وتنقل في عيشه بين جده وعمه، وعاش في هذه الظروف، وكذلك من الامثلة الامام الشافعي حيث بعثته امه وهو غلام الى المدينة ليتعلم العلم من الامام مالك بن انس، فمضى وعمره تسع سنوات حتى وصل مع قافلة الى المدينة، وكذلك الامام احمد بن حنبل نشأ يتيما فبعثته امه من العراق الى بعض البلدان ليتعلم العلم، وكذلك ابن تيمية، والشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ السعدي الذي له العديد من الكتب في التفاسير، وطلابه هم من هيئة كبار العلماء منهم الشيخ ابن عثيمين.
واكد ان القضية ليست ان ينشأ الانسان يتيم الام او الاب او كليهما او ان يكون من اصحاب الظروف الخاصة ايضا، انما القضية ان ينتصر الانسان على اليتم، فالانسان قد يولد ولديه نوع من الاعاقة في بصره او قدميه وربما في اليدين، وقضيته كيفية التعامل مع المشكلة. وذكر العريفي انه قابل احد الاشخاص المعاقين ممن لا يستطيعون تحريك ايديهم او ارجلهم الا رأسه كان يتحرك، حيث اذهله عندما قال «انني لا ارى المعاق الذي لا يحرك رجليه او يديه، انما المعاق الذي يسمع آذان صلاة الفجر ويرقد ولا يصلي مع الجماعة، المعاق الذي لا يطيع الله»، مشيرا الى وجوب استثمار النعم والقدرات الاخرى التي هي موجودة عندي.وحث الام التي عندها ايتام او من يقوم على الايتام ان يزرع في الايتام الثقة بالنفس وان يكونوا مؤثرين في الحياة، كما لا ينبغي ان يشعر اليتيم بانه مسكين وضعيف او ان توضع صورته دائما يبكي، او استعمال العاطفة الكبيرة مع اليتيم واشعاره بانه مصدر لرقة قلب الكافل ومصدر لصدقته، كون مثل تلك الامور ربما تزعزع ثقة اليتيم بنفسه، وتجعله ينشأ وهو يعتقد انه لا يعيش الا متكئا على الآخرين، والافضل ان يعامل اليتيم كمعاملة باقي الاطفال في معاقبته في حال أخطأ ومجازاته في حال اصاب.ودعا العريفي الى كفالة اليتيم، مذكرا بقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح «خير بيوت المسلمين بيت فيه يتيم يحسن اليه»، وقال كذلك انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، مبينا انه اثنى على ام الايتام التي تقوم عليهم، اي ان العناية باليتيم هي طاعة يتقرب بها العبد الى الله.
بدوره، قال الامين العام للجان الزكاة سعد الراجحي ان الجمعيات الخيرية تعتبر صمام الامان لمثل هذه الفئات، وهي تعمل في قالب واحد مع وزارة الشؤون على تتبع الامور وتنظيمها وترتيبها، داعيا الى مزيد من التباحث والتشاور والتناصح بيننا لما فيه خير العمل لمصلحة البلد، حاثا الوزارة ممثلة بالوزير ان يكون لها دور اكبر مما تقوم من خلال فتح المجال لتشاور اكبر من اجل النهوض بالعمل الخيري ولاجل عمل افضل وتوطين العمل الخيري داخل الوطن وخارجه حسبما يريده المتبرع.وبين ان الآية (وليخشى الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم) تشير الى ان الخوف هنا من الفقر وقلة الحيلة وقلة الخبرة ومن الضعف البشري، وصغر السن، وشياطين الانس والجن.
من جانبه، قال رئيس لجنة الجهراء للزكاة والخيرات بجمعية الاصلاح الاجتماعي عبدالله العجمي ان اهداف مركز الرحمة للايتام هي توفير السكن المناسب للايتام ورفع المعاناة عنهم وتسليط الضوء على معاناتهم ورعايتهم من الناحية التربوية والاجتماعية وطرح مجال جديد للعمل الخيري.ولفت الى ان مركز الرحمة لكفالة الايتام قدم الكثير من الخدمات، منها الرحلات الترفيهية والحقيبة المدرسية والصالات الترفيهية للايتام الموجودة في كل مبنى وتوزيع العيادي في عيدي الفطر والاضحى وكسوة اليتيم والنادي الصيفي للفتيات وحلقات تحفيظ القرآن.