- رغم المليارات المبذولة للأبحاث في الدول المتقدمة إلا أن السبب الرئيسي للإصابة بالتوحد لم يعرف حتى الآن
- المبنى الجديد المجاور لمركز الكويت للتوحد الحالي الذي سيشيد قريباً بعطاء وتبرعات من أهل الخير الكرام
ليلى الشافعي
بمناسبة شهر التوحد العالمي صرحت مؤسسة ومديرة مركز الكويت للتوحد والرئيسة المنتخبة لمنظمة التوحد العالمية د.سميرة السعد بانه ومنذ 9 سنوات، ومنذ ان اعلنت هيئة الامم المتحدة الثاني من أبريل يوما عالميا للتوحد في 2008 بعد جهود خليجية مباركة، بدأ هذا المرض يلفت الانتباه اكثر في العالم من خلال وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والمجتمعية.
واشارت د.سميرة السعد الى ما ذكره الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون من أن التوحد خلل يبدأ في الطفولة ولكنه يبقى محتاجا الى العناية طوال حياة الشخص ويستمر اثره، مما يستدعي جهدا عالميا لمواجهة وتقديم أفضل السبل للرعاية.
وقالت انه على الرغم من كل المليارات المبذولة للأبحاث في الدول المتقدمة الا ان السبب الرئيسي للاصابة بالتوحد لم يعرف حتى الان حيث ان له اسبابا كثيرة مجتمعة لم يأذن الله بعد لسبر اغوارها، ونأمل ألا يطول، لافتة الى ان الملايين حول العالم يعانون من التوحد، خاصة بعد تيسير ادوات التشخيص منذ العام الثاني للطفل وتقدر النسبة العالمية بالاصابة بواحد لكل 88 مولودا، وهي نسبة عالية جدا، وتحتاج الى مواجهة علمية وطبية وتعليمية واجتماعية في كل دول.
واستطردت د.سميرة السعد قائلة: على الرغم من انه لا علاج حتى الان الا انه بالتشخيص المبكر والتدريب المكثف والمنظم فان التقدم والتحسن يكون مقبولا بحمد الله، ورغم اصدار هيئة الأمم المتحدة لقانون خاص بحقوق التوحد في 12/12/2012 الا انه مازال حبرا على ورق في الكثير من الدول رغم ما يبذل فعليا، فالحاجة ماسة لمعلمين مدربين على التعامل مع ما يصاحب التوحد من سلوك يحتاج لصبر ودقة وقياس وفوق كل ذلك حب بلا حدود، وزادت: نحن بالكويت نعتبر محظوظين بتقديم الخدمة واطلاقها وان كانت بداية بسيطة في 1989 الا انها نمت وترعرعت برعاية حكومية واهل الخير الكرام ليصبح مركز الكويت للتوحد معلما انسانيا ينشر الخير للمصابين بالتوحد سواء المستقبلون للخدمة المباشرة من مواطنين وجميع الجنسيات القاطنة في الكويت الى خدمات غير مباشرة مثل تدريب يقدم لفتح مدارس خاصة وتدريب مستمر للعاملين في هذا المجال داخل الكويت وخارجها وتشخيص واستشارات ذات مستوى عال لا يسعى للربح وانما تقديم الخدمة المطلوبة من ولي الأمر وتوفير كتب باللغة العربية ومنشورات وتوعية تخدم المجتمع الكويتي، وتم التعاون مع المجتمع الدولي من خلال منظمة التوحد العالمية فكان المؤتمر العالمي للتوحد والذي يعقد كل اربع سنوات والتأم في جنوب أفريقيا 2006 والمكسيك 2010 والكويت 2014 وتحت رعاية سامية من القائد الإنساني صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، وكان جاذبا لأهم المحاضرين والمؤلفين للنظريات الخاصة بالتوحد وكيفية العمل بها فعليا مع المصاب بالتوحد والاعداد لبرامج البالغين لتتناسب مع المبنى الجديد الذي سيشيد قريبا وسيكون مجاورا لمبنى مركز الكويت للتوحد الحالي وتم بناؤه بعطاء وتبرعات من أهل الخير الكرام، ويمتد التعاون للخليج من خلال رابطة التوحد الخليجية التي تم تأسيسها في الكويت عام 2002 فكان المتلقى الخليجي للتوحد الاول والذي عقد في 21-22 مارس 2017 ولتستمر في العطاء والتعاون في خدمة المجتمع الخليجي ونقدم نموذجا يمكن تكراره في الخدمات فليس هدفنا ولا استطاعتنا قبول جميع المصابين بالتوحد في الكويت او من يتقدم لنا من خارجها وانما نساعد في تأسيس مراكز أخرى نموذجية يمكنها قبول الحالات المتزايدة في مختلف المستويات والاعمار.
واشارت د.سميرة السعد الى ان المركز يسعى الآن لاستكمال «وقف التوحد» الاول في العالم الاسلامي والذي بدأته د.سميرة السعد في الكويت وهو من ريع الكتب المؤلفة والدورات وتأسيس برامج في الخليج العربي والتبرعات الوقفية وسجلته في وزارة العدل بوثيقة وقف رسمية وليكون معينا للأجيال القادمة في الصرف على برامج التوحد وأبحاثه واحتياجاته والاحتفال بتأسيس وقف التوحد الثاني والذي سيكون في المملكة العربية السعودية برعاية الجمعية الفيصلية ورئيستها سمو الأميرة فهدة بنت سعود عضو الرابطة الخليجية للتوحد وممثلتها في المملكة أرض الحرمين الشريفين.. داعين الله ان يسخر من يوقف من أموال الخير لوقف التوحد في الكويت وفي كل دولة بإذن الله.