بقلم سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الكويت ديبورا جونز
اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما مؤخرا ان شهر اكتوبر هو الشهر الوطني للتوعية حول مرض سرطان الثدي في الولايات المتحدة الاميركية، الا ان تخصيص شهر للتوعية حول مرض سرطان الثدي اصبح مناسبة دولية، الرجال والنساء من جميع بلاد العالم يشيدون بالجهود المبذولة والشجاعة التي تتحلى بها جميع الامهات، والاخوات، والصديقات، والقريبات اللواتي يصارعن هذا المرض، وقد تسبب هذا المرض الفظيع في وفاة سيدات في الكويت وفي الولايات المتحدة الاميركية، وايضا افراد من عائلتي الشخصية وبعض صديقاتي لم يسلمن منه.
ولكن الامل دائما موجود، خلال العقد المنصرم تم قطع خطوات كبيرة في سبيل ايجاد العلاج المجدي لهذا المرض، ورغم ذلك يبقى مرض سرطان الثدي من اكثر امراض السرطان شيوعا لدى النساء، حتى ان عدد الاصابات فيه كل عام يتعدى المليون حالة في انحاء العالم، سرطان الثدي هو المرض الذي يسبب اكبر عدد من الوفيات ضمن المصابين بأنواع السرطان المختلفة، معدل الوفيات لدى النساء اللاتي يصبن بهذا المرض هو 16%، وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن الفحص المبكر يقلل من معدل الوفيات بنسبة الثلث بين السيدات اللواتي تتراوح اعمارهن بين 50 و69 عاما، التوعية الناجعة حول اساليب الكشف المبكر والمعالجة وكيفية الوقاية من هذا المرض تجعلنا اكثر كفاءة في مواجهة هذا المرض.
علينا ان نكون سباقين في مجال نشر التوعية حول هذا المرض وان نحرص على ان تكون المعرفة عنه منتشرة بين اصدقائنا واقاربنا، خلال فترة عملي كسفيرة للولايات المتحدة الاميركية لدى الكويت سنحت لي الفرصة لحضور عدد من ورشات العمل التي اقيمت تحت رعاية مؤسسات محلية قامت على تأسيسها سيدات كويتيات حريصات على تحقيق ذات الهدف، وهو زيادة مستوى الوعي حول مرض سرطان الثدي، وان انشاء هذه المؤسسات يعكس حرص الكويت الدائم على الالتزام بتطبيق الفحص المبكر ومحاربة هذا المرض بفاعلية، والفحص المبكر يعني القوة، وهذه هي القوة التي تحتاجها النساء لكي يستطعن ان يتحكمن في حياتهن وان تكون لهن اليد العليا في تقرير اساليب العلاج المتاحة لهن.
ومن خلال ورشات العمل هذه كان لي شرف اللقاء بسيدات عظيمات من اللاتي حاربن هذا المرض وتغلبن عليه، كما انني تعرفت على نساء وعائلات ما زالت تعيش مع هذا المرض وتحاربه.
اشكر هؤلاء جميعا على الشجاعة والقوة اللتين تحلوا بها للمضي قدما في مشاركة قصصهم عن هذا المرض معنا جميعا، هذه الشجاعة هي الحافز الذي يجب ان نقف عنده خلال هذا الشهر لكي ندرك حجم التقدم الذي تم احرازه والعمل بجد من اجل مواصلة الجهود في زيادة التوعية حول هذا المرض، هذا الامر لا يتعلق فقط بالنساء وانما هو قضية صحة عامة لها تبعاتها الواسعة التي تؤثر على صحة المجتمعات ككل.