محمد هلال الخالدي
استضاف الصالون الإعلامي اعضاء «الحملة الوطنية للعمل على وقف استنزاف الثروة الوطنية» والتي باتت تعرف باسم مجموعة 26 وذلك بهدف التعريف بها وبأهدافها وأسباب تأسيسها مساء أمس الأول وسط حضور من الإعلاميين والمثقفين وقد اكد الحضور أنهم لم يطرحوا أنفسهم كبديل لأحد وما يحركهم هو حب الكويت والحرص على مستقبلها. بدأت الندوة بحديث للدكتور علي الزعبي الذي قال: لم نطلق على أنفسنا تسمية «مجموعة 26» وانما جاءت هذه التسمية من الصحافة، وأضاف: لم نقدم أنفسنا كبديل لأي تنظيم سياسي ولن نكون تنظيما سياسيا وانما نحن مجرد مجموعة من المواطنين استشعروا حالة الخطر والتراجع التي تعيشها البلاد، وانطلقنا من ثلاث قضايا محددة هي: قضية الهدر في المال العام، وقضية الفساد المستشري في المؤسسات بجميع مستوياته صغيرا كان أو كبيرا، وقضية التنمية التي توقفت منذ عقود. فالمجموعة توصلت من خلال عدة اجتماعات تم عقدها قبل أشهر الى أن هناك من أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية من يسعى لبناء مجد شخصي على حساب ثروات الكويت ومصالح شعبها العامة، ونحن كمواطنين لن نقبل باستمرار هذا الوضع. وأضاف د.الزعبي ان هناك من يحاول أن يحول الانتباه الى قضايا الفساد والهدر المالي الكبير وتوقف التنمية الى قضية شخصية تتعلق بأعضاء المجموعة والتشكيك في ولائها وأهدافها لدرجة الاتهام بأننا نسعى الى الانقلاب على الدستور، وأكمل: نؤكد أننا اذا ما علق الدستور فسنكون أول من يقف ضد ذلك، ونحن وقفنا سابقا في دواوين الاثنين ولن نقبل أن يزايد علينا أحد في حرصنا على بلدنا وعلى الحياة الديموقراطية. وأوضح د.علي الزعبي ان فكرة تأسيس المجموعة بدأت من عبدالله المفرج ثم بدأت الاتصالات وعقد الاجتماعات الى أن توصلنا الى الاتفاق حول القضايا الثلاث المذكورة.
لقاء سمو الأمير
وحول لقاء أعضاء مجموعة 26 بصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قال المتحدث باسم المجموعة الإعلامي يوسف الجاسم: لن نخوض في تفاصيل ذلك اللقاء انطلاقا من احترام «حرمة المجالس» وبالتالي كل ما أثير حول ذلك اللقاء من اتهامات باطلة وتشكيك بالنوايا هو تكهنات وتفسيرات تخص أصحابها، وأكد الجاسم ان أعضاء المجموعة اتفقوا على ألا يدخلوا في سجال مع أي شخص أو جهة تحاول التشكيك بالنوايا والتجريح بأشخاص أعضاء المجموعة، فهم جميعا من خيرة أبناء الكويت المشهود لهم بالعمل الوطني والدفاع عن الدستور ويكفينا شرفا شهادة صاحب السمو الأمير وإشادته بأعضاء المجموعة وأهدافها المعلنة.ومن جانبه أكد جاسم العون ان من ينظر في أسماء أعضاء المجموعة فسيدرك أنهم جميعا أصحاب تاريخ مشرف في العمل الوطني والدفاع عن الدستور والديموقراطية، فكيف يطعن البعض بهذا التاريخ وكيف تستجيب وسائل الإعلام لمثل هذا الطعن وهي التي يديرها المستنيرون، وأكد اننا قلنا لصاحب السمو الأمير اننا لن نقبل بغير الديموقراطية وكان رد سموه واضحا حين قال «وأنا عاشق للديموقراطية» وأضاف العون اننا نعيش اليوم مأساة كبرى تتمثل في تشكيل الحكومة خلال السنوات الثلاث الماضية، فالحكومة الحالية شلت البلد فمن واجبنا أن نتحرك، نحن اجتهدنا وهذا هو اجتهادنا قد نصيب وقد نخطئ. كما تحدث عبدالوهاب الهارون فقال: وضع الكويت اليوم خطير جدا، فكل المؤشرات تدل على زيادة مؤشر الفساد وتراجع مؤشر التنمية رغم توافر كل أجهزة الرقابة والمحاسبة. المشكلة أن لدينا أعضاء في السلطتين التشريعية والتنفيذية أصبحوا يتنافسون على دغدغة مشاعر المواطنين واستغلال ثروة البلد في مقترحات شعبية لا تساهم الا في هدر المال العام.
القطاع النفطي
وبدوره قال موسى معرفي ان القطاع النفطي، وهو أهم قطاعات الدولة ومصدر دخلنا الوحيد، يعاني من مشاكل وخلل كبير في ظل انعدام الرقابة، فالكويت اليوم تنتج 2.5 مليون برميل يوميا بالرغم من أن الخطة كانت تقتضي ان يصل الانتاج الى 3 ملايين برميل يوميا في عام 2005، فأين الرقابة والمحاسبة ومن المسؤول عن هذا الخلل؟
ومن جانبه قال سامي النصف: كنت شاهدا على عملية الانهيار الاقتصادي التي تعيشها الكويت، وهو أخطر من الغزو، ولذلك كان لابد من خروج مثل هذه المجموعة للتصدي لما يحدث من هدر وتلاعب بمستقبل الكويت وحاضرها، وأضاف رغم هذا الوضع المأساوي أستغرب من يهاجم مجموعة من المواطنين تشكلت من كل أطياف المجتمع تنادي بوقف الهدر المالي ومحاربة الفساد وتدعو الى دفع عجلة التنمية، فهل هناك اعتراض على مثل هذه المطالبات؟ وأضاف ان قضايا الفساد مهولة ولا تحتمل الخلاف عليها وكثير ممن يثيرون الغبار هم من المستفيدين من هذا الفساد.