لميس بلال
أقامت الجمعية الثقافية النسائية في مقرها بالخالدية مهرجانا خطابيا بعنوان «الرقابة تحمي الجهل» بهدف مناهضة الفعل الرقابي المقيد للحريات الثقافية والإبداعية في الكويت، ورسالة للرقابة والرقيب لرفض توصياته وتعسفه وتعديه على قضية الفكر والتعبير وإبداء الرأي من جوانب مختلفة، بحضور كل من الفنان غانم الصالح، د.صالح العجيري، أمين عام رابطة الأدباء د.خالد عبداللطيف رمضان، والمحامي عبدالعزيز طاهر الخطيب، وذلك بمناسبة قرب موعد افتتاح معرض الكويت الدولي للكتاب في الثامن والعشرين من الشهر الجاري.
في البداية تحدث الفنان غانم الصالح عن تعريف الرقابة وبين أن مفهوم الرقابة بالنسبة للمصنفات الفنية من مسرح وتلفزيون ذو تفسير متشعب يطول شرحه، وأوضح أنه لفت نظره العنوان «الرقابة تحمي الجهل» فالعنوان متوسع بحد ذاته ويمكن أن نفسره بطريقة أخرى فالرقابة يمكن أن تقود إلى الجهل وهذا ما يحدث في أجوائنا الحالية، وتحدث الغانم عن خبرته كفنان بشأن مفهوم الرقابة، فالرقابة كمصنفات لأعمال تلفزيونية تخضع لقانون وضع من قبل مسؤولين، وأن هذه الأعمال أو هذه النصوص تجوز أو لا تجوز. أما في حقبة الستينيات فكانت هنالك رقابة ذاتية، فكنا نراقب المصنفات والنصوص أثناء العمل، وأثناء التصوير، وأثناء التمثيل، وبعض المشاهد نجعل المشاهد هو بنفسه يستنتجها وتلك الأشياء كانت في السابق، والآن أسلوب التمثيل اختلف، أصبح شيئا مباشرا دون لف أو دوران.
وأضاف الصالح ان هناك أمورا لا نستطيع أن نتطرق لها في التمثيل مثل الذات الالهية، وذات الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، والذات الأميرية لا يمكن التطرق لها حسب الدستور، وأكد الصالح أن هناك احتراما للحريات وهو أحد المبادئ الدستورية ونحن نحتاج أن يوسعوا لنا دائرة الحرية حتى نوصل المعلومة للمشاهد «فنطلب من مسؤولي الرقابة أن يرأفوا بحالنا شوي لأننا نعمل من أجل المجتمع». واعتبر المحامي عبدالعزيز أن فكرة الرقيب أصبحت فكرة كوميدية مضحكة، ولتوضيح هذه العبارة استذكر موقفا حدث لأحد الزملاء عندما حاول أن يعرض كتابه الممنوع في معرض الكتاب الدولي، وبين أنه يمكن الاطلاع على الكتب الممنوعة من خلال الشبكة العنكبوتية وهذا يبين أن دور الرقيب أصبح من مخلفات العصر، وقال لدينا ثقافة منتشرة في مجتمعنا وهي ثقافة الوصاية فالرجل وصي على المرأة، والرجل وصي حتى على أولاده الكبار، والمدرس وصي على تلاميذه، وهذا أكبر دليل على أن الوصاية أصبحت ثقافة عامة في المجتمع، وأكد الخطيب أن هاجس الوصاية هو الذي يحرك المجلس والحكومة والدولة، ونحن كأفراد لا نقبل الوصاية علينا من الرقيب ولا من غير الرقيب، وأضاف أن الرقابة الحقيقية هي أن تترك الحرية للناس للانتقاء. وبدوره بين الأمين العام لرابطة الأدباء د.خالد عبداللطيف رمضان أنه في السنوات الماضية قل إقبال المشاركين في معرض الكتاب الدولي، كثير من دور النشر انسحبت لأن هناك تشددا من الرقابة، ومنعت الكثير من الكتب من دخول دولة الكتب مع العلم أنها تصل إلى معارض الدول المجاورة مثل دول الخليج، وتساءل د.رمضان ماذا حدث حتى تصبح الرقابة بهذا الشكل؟
وأضاف د.رمضان انه بدلا من أن تسير الدولة التي كانت تشيد بها اليونسكو في أيام الستينيات إلى الأمام رجعت إلى الخلف وازداد الجهل والتخلف. من جانبه أوضح د. صالح العجيري للحضور أهمية القراءة فهي غذاء الروح ومتعة العقل وفيها يجد الإنسان متعة، وأضاف د.العجيري أن القراءة وسيلة هامة من وسائل تحقيق الثقافة والتقدم الحضاري والقراءة مفتاح لكل أنواع المعلومات، وبالقراءة تتقدم الدول ومن دونها تقف مكانها عاجزة عن المضي قدما، فأول ما نزل على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم كان (اقرأ باسم ربك) من هنا بدأ الاهتمام بالتعليم والقراءة حيث أوصى في نهاية حديثه على الاطلاع عبر الانترنت مع عدم نسيان الكتاب.