- القارئ هو صاحب الرأي الأول في الأعمال المقدمة.. والسوق هو الذي يفرز القادر على الاستمرار
- مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي تجربة رائدة تخلق حالة من الوهج الثقافي والفني
- فعاليات مفصلية سنوية تحت مظلة «المجلس» وأنشطة أخرى متنوعة على مدار العام
- نشتري حقوق الترجمة والنشر وهو أمر مكلف كما نحرص على جودة الأعمال المترجمة
- «ترويقة في بيروت» لم يمنع من العرض في المهرجان الكويتي للسينما.. لكن عليه بعض الملاحظات
- «جابر الأحمد الثقافي» و«عبدالله السالم الثقافي» سيشكلان جناحي الكويت للتحليق في عالم الثقافة
- 52 مبنى تابعاً للمجلس.. وتضخم عدد الموظفين إلى 1100 شخص
- نؤمن بضرورة وجود معرض دائم للكتاب.. ودور النشر «وقودنا» لتطبيق الفكرة على أرض الواقع
- توجه لنقل تبعية مجلة «العربي» إلى قطاع الثقافة في «المجلس»
- ننظر للانتقادات بأنها مجال وفرصة لتطوير عملنا و نستقبل كل الاقتراحات والشكاوى
- قريباً.. تدشين مركزين ثقافيين في الأحمدي والجهراء بتصاميم تحاكي أفضل المراكز العالمية
- إستراتيجية الدولة لا تعتمد على سياسة «بيع الثقافة».. والأموال لا تدخل في دور المجلس الوطني ورسالته الثقافية
- 48 مكتبة عامة نقلت تبعيتها للثقافة استعداداً لتحويلها إلى مراكز ثقافية
- تشكيل ثقافة الطفل يعد منطقة يقابلها المجلس بالكثير من الهدوء والدقة والحرص في التعاطي والعمل
كريم طارق
يشكل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب رأس الهرم الثقافي في الكويت، ويسعى منذ تأسيسه إلى تنمية وتعزيز جميع مناحي الحياة الثقافية ومد جسور التعاون الثقافي مع مختلف دول العالم، ولم يكتف «المجلس» بتحقيق تلك الأهداف فحسب، وإنما وضع نصب عينيه العمل كمنارة راقية للفكر العربي عبر إصداراته المميزة التي صمدت حتى الآن في وجه التغيرات التكنولوجية التي عصفت بالكثير من الإصدارات الثقافية المختلفة، ليبقى سر نجاحها الابتعاد عن كل الأيديولوجيات والسياسات والتركيز على تقديم جرعة ثقافية مميزة ومتنوعة تحترم القارئ العربي وتقدره بجميع توجهاته.
«الأنباء» استضافت الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي في «ألو الأنباء» للرد على استفسارات القراء حول الدور البارز الذي يؤديه المجلس في رسم صورة الكويت الثقافية وإبرازها كما يجب أن تكون، بالإضافة إلى التعرف على بعض التحديات والخطط المستقبلية لمنارة الفكر الثقافي الكويتي.
وأكد العسعوسي خلال اللقاء الذي دام لأكثر من ساعتين على تجربة المجلس الفريدة على المستوى الإقليمي والعربي لتضاف إلى سجل الكويت الثقافي الحافل بالإنجازات، مؤكدا أن المجلس لم يدخر جهدا في إرساء دعائم الحياة الثقافية الفريدة من نوعها، كاشفا عن توجه لنقل تبعية مجلة «العربي» إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب باعتبارها أحد أبرز المحطات الفكرية والثقافية الصادرة من الكويت إلى العالم العربي، وإلى التفاصيل:
يعد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المؤسسة الرسمية للدولة في مجال الثقافة، هل لك أن تحدثنا عن طبيعة المجلس ودوره الثقافي؟
٭ تعود أهمية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الى كونه أعلى سلطة ثقافية في الكويت، كما أنه واحد من أهم وأبرز لبنات البناء الحضاري فهو المؤسسة المعنية بشؤون الثقافة بما تحمله من تجربة فريدة ومميزة توازي في عملها وزارة الثقافة، وهو ما دفع العديد من الدول الخليجية باتخاذها نموذجا عربيا يحتذى به، وعلى غرار هذا النموذج والهرم الثقافي المميز أنشئت مؤسسات ثقافية شبيهه في دولة البحرين وقطر.
ويتمثل دور هذا الصرح الثقافي المميز في الاعتناء بمختلف قوالب العمل الثقافي، فهو مؤسسة تعتني بشؤون المسرح والموسيقى والفنون التشكيلية والإصدارات الثقافية والآثار والمتاحف وشريحة الطفل، التي يوليها لها المجلس اهتماما بالغا، وأيضا قطاع المكتبات بما يتضمنه من أعمال مميزة.
ماذا عن نشأة المجلس والقوانين المنظمة لعمله؟
٭ أنشئ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمرسوم أميري صدر بتاريخ 17 يوليو 1973 لتأخذ الدولة على عاتقها الدور الرئيسي في عملية التنمية الفكرية والثقافية والفنية ضمن رؤية واضحة تعمل على رعاية الثقافة والفنون والنهوض بها وإفساح المجال أمام الاتصال والتواصل مع الثقافة العربية والعالمية، فالمجلس الوطني هو هيئة مستقلة تابعة للدولة، تعمل على تهيئة المناخ المناسب للإبداع الثقافي والفني وتنمية النشاطات الثقافية على أوسع نطاق، ويتمتع المجلس باستقلال مالي وإداري ومسؤوليات ثقافية واسعة تجعله عمليا أقرب الى وزارات الثقافة في الدول الأخرى.
وتمثل الأمانة العامة للمجلس الأداة التنفيذية المسؤولة عن تطبيق سياسته وخططه ومشاريعه على الساحتين العربية والخارجية، بينما يشرف الأمين العام للمجلس على أجهزة المجلس ويضع أنظمتها ويدير شؤونها الفنية والإدارية والمالية، بينما يرأس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وزير الإعلام ويضم في عضويته ممثلين عن بعض الجهات الحكومية والشخصيات الأدبية والثقافية والفنية.
هل للمجلس لجان مختصة تشرف على مختلف قوالب العمل الثقافي بداخله؟
٭ بالتأكيد، ففي سبيل أداء هذا العمل يستعين المجلس بمجموعة من اللجان العاملة والتي يشكل بعضها بصفة دائمة وتضم كوادر وطنية من أبناء الوطن المعنيين بالجانب الثقافي في مجالات مختلفة، بالإضافة إلى الاستعانة بلجان مؤقتة في تنفيذ أعمالها.
يتميز المجلس الوطني بفعالياته المتنوعة والهادفة.. هل من الممكن التعرف على أبرز الفعاليات السنوية التي يشرف عليها؟
٭ في وقت سابق أقر مجلس الوزراء إقامة 10 فعاليات مفصلية سنوية تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كمهرجان الطفل ومهرجان الموسيقى ومهرجان المسرح، ومعرض الكتاب ومهرجان صيفي ثقافي ومهرجان السينما، وكل هذه الفعاليات تشكل العمود الفقري لعمل المجلس.
ليضاف لها جملة من الأنشطة والفعاليات غير الدورية التي تقام تنفيذا لاتفاقات التعاون الثقافي بين الكويت ودول العالم المختلفة، إلى جانب الشراكات القائمة بين المجلس ومؤسسات الدولة المختلفة من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية في الدولة، وبالإضافة إلى ذلك يبادر المجلس الوطني بطرح أنشطة وفعاليات مختلفة على مدار العام.
قطاع الثقافة
يشكل قطاع الثقافة العمود الفقري لعمل المجلس، فما الإدارات التابعة وأبرز الأدوار المنوطة بتلك الإدارات؟
٭ في البداية لابد أن نعرف أن المجلس الوطني مقسم لعدة قطاعات وهي: قطاع الثقافة وقطاع الفنون وقطاع مكتبة الكويت الوطنية وقطاع الآثار والمتاحف وقطاع الشؤون الهندسية وقطاع دار الآثار الإسلامية وقطاع الشؤون المالية والإدارية.
أما عن قطاع الثقافة فهو يضم 3 إدارات، وهي إدارة الثقافة وإدارة معارض الكتب وإدارة النشر، وكل إدارة من هذه الإدارات معنية بجانب من جوانب عمل المجلس الوطني ولديها العديد من المهام التي تصب في مصلحة المجلس والدور المناط بها، فعلي سبيل المثال قطاع النشر هو المعني بالإصدارات التي يقدمها المجلس الوطني إلى القارئ العربي في كل مكان ومن ضمن تلك الإصدارات سلسلة «عالم المعرفة»، وسلسلة «الثقافة العالمية»، وسلسلة «عالم الفكر»، وسلسلة «إبداعات عالمية» و«جريدة الفنون» وسلسلة «من المسرح العالمي»، حيث تحظى تلك الإصدارات باحترام القارئ العربي وبانتشار واسع على الخريطة الثقافية العربية.
وفيما يتعلق بإدارة معارض الكتب فهي إدارة على جانب كبير من الأهمية مناط بها إقامة معرض الكتاب، الذي يعد واحداً من أقدم المعارض على الخريطة الثقافية العربية، حيث يشهد تطورا متناميا بشهادة الجميع، كما تسهم الإدارة في المشاركة بالمعارض العربية والدولية في مختلف الدول بإصدارات المجلس، بالإضافة إلى الإصدارات الكويتية التي يقتنيها المجلس ويشجع ويدعم مؤلفيها.
أما الإدارة الثالثة والأخيرة فهي إدارة الثقافة التي تعد «المطبخ الحقيقي» لأعمال المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب، حيث تعمل الإدارة على إقامة الأنشطة والفعاليات المتنوعة بمختلف أشكالها، ومن ضمنها مهرجان القرين الثقافي الذي يعد واحدا من أبرز الفعاليات المميزة التي يقوم بها المجلس المعني بمختلف قوالب العمل الثقافي، وبالإضافة إلى ذلك تسعى الإدارة إلى تنظيم فعاليات أخرى، ومنها مهرجان أجيال المستقبل ومهرجان صيفي ثقافي، ومهرجان السينما.
كما تعتني إدارة الثقافة أيضا بتنظيم جانب في غاية الأهمية باعتباره إحدى أبرز المهام التي يعنى بها المجلس وهو إدارة علاقات الكويت الثقافية مع دول العالم المختلفة من خلال مراقبة العلاقات الثقافية الخارجية، كما تعنى بتقديم الجوائز عبر قسم تقديم الجوائز مثل جائزة الدولة التشجيعية وجائزة الدولة التقديرية، وغيرها من الجوائز التي يمنحها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وفي النهاية تؤكد تلك المهام التي تعنى بها إدارة الثقافة على أنها تعد بمنزلة القلب النابض للمجلس.
ما أبرز التطلعات والخطط المستقبلية لتطوير قطاع الثقافة خلال الفترة المقبلة؟
٭ قطاع الثقافة واحد من القطاعات الأصيلة والقديمة في المجلس وقد طرأ عليه الكثير من التطوير في مجالات عمله المختلفة، وقد مس هذا التطور كافة الجوانب والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها من أنشطة ثقافية أو بما ألحق به من مسؤوليات مثل إدارة المكتبات العامة التي نقلت حديثا في العام الماضي إلى المجلس الوطني، والتي يصل عددها تقريبا إلى حوالي 48 مكتبة عامة.
ويسعى القطاع في ذلك الجانب إلى تطوير تلك المكتبات وتحويلها إلى مراكز ثقافية بعد أن مرت عليها فترات طويلة تعمل كمستودعات أو مخازن للكتب، وهذه المهمة ليست الرسالة الحقيقية التي أنشئت من أجلها المكتبات العامة، فرسالتها الحقيقية أن تكون مراكز ثقافية ذات بيئة خصبة لتقديم الأنشطة والورش ليتم وضعها على خريطة الانترنت والاستفادة منها كمراكز بحثية على مستوى العالم، حيث تعتبر المكتبة العامة بمنزلة المكان المناسب للبحث عن المعلومة ومتابعتها في ظل ما نعيش فيه من ثورة المعلومات والتقنيات الحديثة، فلم يعد الكتاب بشكله التقليدي هو المصدر الأساسي للمعلومة مما يتطلب تطوير آلية عمل المكتبات لتواكب تلك التطورات المتلاحقة.
هل ذلك يعني أن التوجه الحالي لدى المجلس هو الانتقال والتركيز على المكاتب الالكترونية باعتبارها وسيلة حديثة لنشر الثقافة؟
٭ ذلك التوجه يعد مفردة من المفردات ولكن لن يكون التوجه العام، فنحن نتطلع إلى أن يتم ربط المكتبات العامة في الكويت مع مراكز بحث عالمية وبنوك المعلومات العربية والعالمية مما يسهل على المتتبع الوصول إلى المعلومة بأسهل الطرق مع تقديم أحدث المعلومات الدقيقة، عوضا عن الاعتماد على الكتاب بشكله الكلاسيكي.
علي محمد: لماذا يركز المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في أنشطته وفعالياته على عاصمة الكويت فقط، بينما تعاني بعض المناطق الأخرى مثل الجهراء والصليبخات من الإهمال وعدم وجود المسارح والمراكز الثقافية والسينما؟
٭ النشاط الثقافي الذي يقدمه المجلس غير محصور على منطقة محددة، إنما نسعى في كافة المناسبات لأن تكون لدينا أنشطة متنوعة في مختلف المحافظات، كما انه في محافظة الجهراء لدينا مركز كاظمة الثقافي الذي يقدم أنشطة ثقافية متنوعة في مناسبات مختلفة، وبالإضافة إلى ذلك فمن ضمن الخطط الفعلية والمستقبلية للمجلس في القريب العاجل إنشاء وتدشين مراكز ثقافية في محافظتي الأحمدي والجهراء، حيث قطع المجلس شوطا كبيرا في إنشاء تلك المراكز.
ومن هنا أود أن أعد جميع عشاق الثقافة في تلك المناطق بأن تضم تلك المراكز المزمع إنشاؤها في القريب العاجل قاعات للسينما وقاعات للعروض التشكيلية والمكتبات ومراكز لثقافة الطفل، حيث سيتم تصميمها لتحاكي أفضل المراكز الثقافية في العالم.
أما عن المرحلة الحالية، فالمجلس لا يدخر جهدا في تقديم العديد من الأنشطة المتنوعة في مناسبات مختلفة كمهرجان القرين إلى هذه المحافظات التي نعتبرها جزءا لا يتجزأ من الخريطة الثقافية المحلية في الكويت.
وفيما يتعلق بالسينما فقد كانت شركة السينما الكويتية في مرحلة وحقبة زمنية كبيرة هي المسؤولة عن تخصيص مجموعة من دور السينما في المحافظات المختلفة، ولكن تلك الدور تم هدمها نتيجة تقادم المباني المخصصة لها.
ما رأيك في الانتاج الثقافي الذي يقدمه الشباب الكويتي، خاصة أن البعض منهم يجهل التاريخ الثقافي العربي ويهتم بالكم الذي يقدمه فقط؟
٭ إن طبيعة عمل مؤسسة ثقافية عريقة مثل المجلس الوطني تحتم عليها ألا تأخذ اتجاهات بمنع أو حظر أي إصدار ثقافي أو إجراء أي تصنيف للكتاب، فالجمهور والقارئ هو صاحب الرأي الأول في الأعمال المقدمة، كما أن السوق هو الذي يفرز الكاتب الناجح القادر على الاستمرار.
ولدينا نماذج كويتية مشرفة في حقيقة الأمر، أمثال الروائي سعود السنعوسي وبثينة العيسى وباسم العنزي وعبد الوهاب الحمادي، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الكتاب الشباب الذين أثبتوا وجودهم من خلال تقديم أعمال مميزة تستحق الاحترام والتقدير.
لماذا لا يتم استخدام مبنى الشبرة القديم في الشويخ واستغلاله كسوق دائم للكتاب على غرار المعمول به في بعض الدول العربية مثل مصر؟
٭ ليست لدينا أي مشكلة في ذلك، وبالفعل قمنا بطرح تلك الفكرة في عام 2001 أثناء احتفال الكويت باعتبارها عاصمة الثقافة العربية، وتتمثل الفكرة في إقامة معرض دائم للكتاب حتى يتمكن زائرو الكويت من اقتناء الإصدارات المختلفة والمتنوعة دون الانتظار إلى شهر نوفمبر وهو موعد معرض الكتاب.
وقد قمنا بطرح فكرة المعرض الدائم للكتاب بمشاركة جميع دور النشر، ولكن في ذلك الوقت لم يكن هناك التشجيع الكافي من قبل دور النشر في الكويت، وذلك نتيجة اعتبارات خاصة بتلك الدور، وأود التأكيد على أن «وقودنا» في هذا العمل هو دور النشر ومدى التزامها وتوافقها لأن تكون حاضرة وموجودة في ذلك المعرض، ونطمح في المستقبل الى تطبيق الفكرة على أرض الواقع بوجود معرض دائم للكتاب، فالفكرة لا تزال مطروحة فنحن نؤمن بالفكرة الأساسية بوجود معرض دائم أو سوق للكتاب.
وفيما يتعلق بالموقع، فذلك الأمر يتوقف على العديد من الأمور مثل مدى تبعيته للمجلس أو الحصول على موافقة من قبل الدولة لمنحنا هذا الموقع.
طارق أحمد: لماذا تم منع عرض فيلم «ترويقة في بيروت» للمخرجة الكويتية فرح فؤاد الهاشم، وما الأسباب الحقيقية وراء عدم عرضه، وذلك في ظل تحمس الجميع، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأفلام المميزة؟
وكيف سيتم عرض ذات الفيلم في النادي الكويتي للسينما، رغم أن الرقابة المفروضة على الفيلم هي ذاتها؟
٭ في البداية أود أن أسجل كل تقديري واعتزازي بالمخرجة الكويتية فرح الهاشم، باعتبارها واحدة من المبدعات في مجال السينما، كما كنا نتمنى أن يكون فيلم «ترويقة في بيروت» ضمن الأفلام المشاركة في الدورة الأولى لمهرجان الكويت السينمائي، كون الهدف الأساسي من المهرجان هو احتضان الكوادر الكويتية المبدعة في مجال العمل السينمائي، حيث يرجع السبب وراء منع عرض الفيلم إلى وجود بعض الملاحظات التي لم تتوافق مع الضوابط العامة التي نعمل من خلالها في الكويت، وقد طلب من المخرجة فرح الهاشم بأن يتم تعديل هذه الملاحظات لعرض الفيلم.
وقد كانت وجهة نظر المخرجة فرح الهاشم أن يتم عرض الفيلم كما هو أو ألا يتم عرضه، ونحن كمؤسسة تعمل تحت مظلة القانون التي ينظم عملها لا نستطيع عرض مشاهد تتعارض مع المحاذير التي وضعتها وزارة الإعلام والمنوط بها رقابة الأفلام في الكويت، فالرقابة وضعت بعض الملاحظات وتركنا الخيار الى المخرجة للمشاركة من عدمها.
أما فيما يتعلق بالنادي الكويتي للسينما وعرض الفيلم، فلن يتم عرض الفيلم إلا بعد الحصول على موافقة رسمية من جهة الرقابة بوزارة الإعلام.
هناك الكثير من المهرجانات السينمائية العربية والخليجية منحت المخرجين مساحة كبيرة من الحرية والمرونة في عرض أفلامها، بينما شهد المهرجان الكويتي للسينما في نسخته الأولى رقابة شديدة؟
٭ هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، فلم يتقدم أي فيلم تنطبق عليه المواصفات المطلوبة في الأفلام المشاركة وتم منعه، ولم يتم منع أي فيلم في المهرجان وقد كانت الحالة الوحيدة هي فيلم «ترويقة في بيروت»، وكما أوضحنا لم يتم منعه إنما قمنا بإبداء الملاحظات وليس المنع.
تعد مجلة «العربي» إحدى منارات الفكر والثقافة العربية النابعة من الكويت.. وقد علمت «الأنباء» عن وجود توجه بنقل تبعيتها إلى المجلس الوطني، كيف سيسهم هذا التوجه في تطوير العمل في «العربي»؟
٭ بالفعل هناك توجه لنقل مجلة العربي إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومن الطبيعي أيضا أن يتم نقلها إلى قطاع الثقافة الذي يعد القطاع المسؤول عن كل الإصدارات الثقافية، وبالتالي من ضمن المشاريع المستقبلية للقطاع هو تطوير مجلة العربي.
كيف سيسهم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في عودة النهضة والتاريخ الحافل لمجلة العربي؟
٭ في الحقيقة إن النجاح الكبير الذي حققته مجلة العربي منذ بدايتها يمثل نجاحا باهرا يعتمد على آفاق ثقافية عالية المستوى، وذلك يعد نتيجة طبيعية لسيرها وفق الخطوط الثقافية التي رسمت لها في تقديم ثقافة ذات مستوى عال وموجهة لرجل الشارع، كما أن التنوع الثقافي الذي شهدته مجلة العربي يعد بمنزلة الضمانة والحافز الرئيسي في نجاحها واستمراريتها.
أما عن دور المجلس وخططه في تطويرها، ففي ظل التطور التقني الحديث الذي دفع الكثير من القراء إلى الانصراف عن الشكل الكلاسيكي للمجلة، والاتجاه إلى الإصدارات الإلكترونية، كما أن واقع عالمنا العربي أيضا ليس كما كان، فاليوم ومع كثرة المشكلات السياسية في سورية والعراق والعديد من الدول العربية التي كانت تستهلك تلك الإصدارات أصبحت مهمومة بمشاكل أخرى عن الثقافة، وبالتالي من المستحيل عودة ذلك الحجم الكبير من قراء العربي في الوطن العربي في ظل تلك الأحداث، والتي كانت تصدر أكثر من 250 ألف نسخة قبل تلك الأحداث.
فمن الضروري خلال الوقت الحالي التركيز على التنوع والتعرف على الشريحة المستهدفة التي تخاطبها المجلة واهتماماتها الحالية، فعلى سبيل المثال لا يهم القارئ الحالي النظر إلى الاستطلاعات الكشفية التي كانت تقوم بها المجلة سابقا، نظرا للتطور التكنولوجي وظهور مفهوم العالم قرية صغيرة بفضل الانترنت والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، خلافا للفترات السابقة التي كانت فيها القراءة بطريقتها الكلاسيكية هي الوسيلة الوحيدة للتعرف على تلك المعلومات.
هل يمكننا القول ان مجلة العربي لا تتمتع بالدعاية والتسويق الكافيين؟
٭ بشكل عام فإن الإعلام الرسمي عادة يعاني من مشاكل كبيرة فيما يتعلق بالدعاية والتسويق لإصداراته الثقافية، فنحن نعتمد على النجاح الكبير والجودة في الإصدارات الثقافية لتسويق نفسها.
ومن المهم أن ندرك أن المؤسسات الحكومية الثقافية لا تتمتع بهامش كبير من الحرية التي تحظى بها الشركات ودور النشر الخاصة في تسويق إصداراتها المختلفة، أما المؤسسات الثقافية الحكومية فهناك مجموعة من العوامل والضوابط التي تحكمها في عملية التسويق مثل الميزانية وبعض الضوابط الرسمية.
ما رأيك في تجربة مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي «الأوبرا»؟
٭ دار الأوبر هي تجربة رائدة في الحقيقة، وأود نيابة عن المجلس الوطني أن أسجل شكرنا وتقديرنا للرغبة السامية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لإضافة هذه اللبنة الثقافية إلى البناء الكبير لدور الثقافة في الكويت، فقد استشعر سموه الأهمية الكبيرة لوجود المبنى أو المركز الذي سيخلق حالة من التوهج الأكبر للواقع الثقافي والفني في الكويت.
كما أن وجود مثل هذا المركز أو الدار سيكون بمنزلة داعم للحراك الثقافي والفني في الكويت، خاصة أن المجلس الوطني في السابق كان يتحرج كثيرا من استقطاب بعض العروض المسرحية لعدم وجود مسرح يستوعب الأعداد الضخمة نتيجة محدودية عدد الكراسي، أما اليوم في ظل وجود مركز مثل مركز جابر الأحمد نشعر بكثير من الفخر بأن الكويت استعادت دورها ووهجها الثقافي سواء من خلال البنية التحتية أو من خلال تطوير نظرتها للعمل الثقافي، وبالتالي فهذا المركز يعد رافدا من روافد العمل الثقافي والفني في الكويت.
هل يشكل مركز الشيخ جابر الثقافي عنصرا فعالا لإثراء الحركة الثقافية الكويتية؟
٭ بالتأكيد، فالرسالة الثقافية للكويت لا يمكن أن تستمر أو أن تتطور إلا بوجود مثل تلك المراكز، وهنا أتحدث عن مركز جابر الأحمد، ومركز عبدالله السالم الثقافي الذي من المتوقع افتتاحه قريبا ليكون حاضنا للمتاحف والأعمال والقاعات والعروض الفنية، حيث أعتقد أن هذين المركزين سيمثلان جناحي الكويت اللذين ستحلق بهما خلال المرحلة القادمة في عالم الثقافة.
وأود أن أشير أيضا إلى وجود مجموعة أخرى من المراكز الثقافية التي يعمل المجلس الوطني على تدشينها ويتطلع إلى افتتاحها خلال القريب العاجل في المهبولة والجهراء، حيث يسير العمل لإنشائها على قدم وساق وبشكل جدي، لتحتضن إحداها الفعاليات الثقافية المهتمة بالطفل بشكل أساسي، بينما سيكون الآخر مركزا ثقافيا متنوعا يتضمن قاعات للسينما والعروض التشكيلية والمكاتب ومسرحا صغيرا، لتؤدي تلك المراكز دورها بأن تكون داعمة للعمل الثقافي في الكويت خلال المرحلة القادمة.
يعاني أطفالنا من دخول العديد من الظواهر الاجتماعية السلبية والدخيلة على مجتمعنا، كيف يقي المجلس ثقافة الأطفال من تلك الظواهر؟
٭ في الواقع إن العمل في الجانب المعني بثقافة الطفل يعد من المجالات الدقيقة، فهو أمر في غاية الخطورة والأهمية، فليس من السهل أن تشرف على الكتابة الهادفة والموجهة للطفل مع الحرص على تقديم ثقافة مدروسة له.
فتشكيل ثقافة الطفل يعد منطقة يقابلها المجلس بالكثير من الهدوء والدقة، والحرص في التعاطي والعمل على الدخول إليها من خلال عقلية متخصصين في التربية وعلم الاجتماع والعديد من التخصصات الأخرى التي تدخل في صياغة كتابة الطفل والتعامل مع ثقافته، لأنك عندما تقدم للطفل المعلومة يكون مثل «الصفحة البيضاء الجاهزة للنقش»، خلافا لما يتم عرضه من أعمال ثقافية معنية بالبالغين الذين بالفعل شكلوا مفاهيمهم الثقافية ولديهم خلفياتهم ووسائل دفاعهم المختلفة.
هل تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير مفاهيم وثقافة الطفل؟
٭ اليوم مع وجود وسائل التواصل الحديثة أصبحنا نستشعر الخطر على أبنائنا، حيث أصبح من السهل أن يدخل الطفل ويستقي المعلومة دون رقابة، خاصة أن بعض البرامج الغربية والمعنية بالأطفال تزرع لديهم العديد من الثقافات البعيدة كل البعد عن تعاليمنا الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا الكويتية، وبالتالي فإن لم تكن لديك مؤسسات حقيقية قادرة على طرح البدائل لهذه البرامج وعلى مستوى عال فإنك بذلك توقع الطفل في خطر كبير، وقد كانت لدول مجلس التعاون الخليجي تجربة مميزة في وقت سابق وهي تجربة «افتح يا سمسم» وهو برنامج أسري أسهم في تشكيل ثقافة الطفل عبر مفاهيم مميزة، وتم إعداده وفق دراسات موزونة.
وفي هذا الإطار يقدم المجلس العديد من الأنشطة الخاصة التي تستهدف تعزيز ثقافة الطفل مثل مهرجان أجيال المستقبل ومسرح الطفل العربي، وقد حرص المجلس في فعاليات مسرح الطفل العربي على أن تكون هناك لجنة مشاهدة من قبل المختصين بمختلف الاختصاصات لمشاهدة الأعمال المقدمة والإشراف عليها، كما قام المجلس بوضع وإضافة بعض التطورات على مسرح الطفل، فنحن بحاجة إلى مسرح طفل يضم جرعة ثقافية تحتوي على الكثير من الإبهار حتى نتمكن من استقطاب الطفل وجذبه.
الجدير بالذكر أن القطاع الخاص له دور ونشاط فعال في هذا المجال، وهو ما يميز الكويت عن كثير من دول في العالم العربي في مجال المسرح المعني بالطفل، وقد حصدت الكويت في هذا المجال العديد من الجوائز الرائدة في هذا المجال.
هناك بعض الانتقادات حول أسعار بعض العروض الثقافية والفنية في الكويت التي يراها البعض خيالية، فما الذي يحدد سقف الأسعار وكيف تنظرون إلى تلك الظاهرة؟
٭ لنتحدث في البداية عن جميع الفعاليات التي يقدمها المجلس وهي فعاليات مجانية، وهذا خير دليل على أن استراتيجية الدولة والمجلس لا تعتمد على بيع الثقافة، كون الأموال لا تدخل في دور الدولة ورسالتها في تعزيز الثقافة.
كما أن المجلس يعمل وفق لائحة للأسعار فيما يتعلق بتوفير المسارح لإقامة العروض، وهذه اللائحة تلزم القائمين على العمل بأسعار محددة، أما بشأن العروض التي لا تخضع للمجلس فهي أمر خاضع للعرض والطلب لما يحمله من طابع تجاري، ولكن في النهاية تحويل العمل الثقافي إلى عمل تجاري هو أمر في غاية الخطورة.
هل لدى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساحة كافية لتقبل الانتقادات البناءة؟
٭ نحن في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ننظر للانتقادات على أنها مجال وفرصة لتطوير عملنا، فنحن نستقبل كل الاقتراحات والشكاوى على وسائل التواصل الاجتماعي ونستفيد منها لتصحيح مساراتنا.
فالمجلس لديه بعض الإشكاليات التي يسعى إلى حلها مثل التضخم في عدد الموظفين والقوى البشرية والتي يصل عددها إلى 1100 شخص تقريبا، بالإضافة إلى أن المجلس يشرف على ما يقارب 52 مبنى تابعا للمجلس و820 نشاطا، وهو ما يؤكد ما يقابله المجلس من تحديات وصعوبات.
ماذا عن مبنى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب هل هناك خطة لتطوير بنيته التحتية أو الانتقال إلى مبنى آخر؟
٭ لا يوجد أي توجه لنقل إدارات المجلس إلى مبنى آخر، فنحن نشعر بالكثير من الفخر والاعتزاز بهذا المبنى الذي احتضن وزارة الإعلام قديما تحت اسم «وزارة الإرشاد والأنباء»، كما احتضن في وقت سابق مجلة العربي، فضلا عن موقعه المميز في قلب العاصمة.
وقد قمنا بالفعل بإجراء العديد من التحديثات الداخلية ليصبح مبنى يتناسب ويليق بمثل هذه المؤسسة الثقافية العريقة، وبالإضافة إلى هذا المبنى فالمجلس لديه العديد من المباني الأخرى التي تشكل رافدا هاما من روافد العمل الإداري، مثل دار الآثار الإسلامية الذي أصبح قطاعا من قطاعات المجلس، وهو قطاع نشط يقدم الكثير للحركة الثقافية الكويتية.
وأود في هذه المناسبة أن أتقدم بالشكر والتقدير إلى الشيخة حصة صباح السالم التي تلعب دورا بارزا في تشكيل الوجه الحضاري للكويت في المتاحف العالمية، ووضع مثل تلك المجموعة تحت مظلة المجلس، فضلا عن الأنشطة اليومية التي تقدمها دار الآثار الإسلامية من محاضرات وأمسيات موسيقية وفنية وتشكيلية وأعمال مسرحية.
كيف يتم اختيار موضوعات إصدارات المجلس وخاصة عالم المعرفة؟
٭ اختيار الموضوعات في إصدارات المجلس ليس بالقضية السهلة، حيث تجرى تلك العملية من خلال هيئة تحرير تضم نخبة من كبار المفكرين، وأسماء ذات وزن وثقل ثقافي كبير في العالم العربي.
لم يطرأ أي تغير واضح على إصدارات المجلس، فهل هناك مخططات لتطوير أو إضافة إصدارات جديدة؟
٭ طبيعة إصدارات المجلس بأنها تستمد قوتها من الاستقرار الذي تحققه، فاليوم عندما نتحدث عن اصدار مثل عالم المعرفة بدأ منذ عام 1973 ولا يزال مستمرا بنفس القوة والزخم والمستوى وقوة التوزيع التي زادت بزيادة الطلب عليها، هو خير دليل على نجاحها، فلا توجد مؤسسة ثقافية أو دور نشر مهما كانت قوتها تجرؤ على طباعة أكثر من ٤٣ ألف نسخة من إصدار واحد، وهو ما يؤكد مرة أخرى مدى قوة تلك الإصدارات، خاصة أن بعض تلك الاصدارات تمت إعادة طباعتها مرة أخرة وبنسبة مرتجع صفر وهو أكبر دليل على نجاحها الكبير، وهو ما جعل «عالم المعرفة» يحصل على جائزة الشيخ زايد في العام الماضي.
ومثال آخر على ذلك فإصدار مثل جريدة الفنون يعد بمنزلة التجربة الوحيدة على مستوى العالم العربي المستمرة في هذا المجال حتى الآن، فجميع الإصدارات الخاصة بمجال الفنون تصدر لمدة قصيرة ولا تتمتع بصفة الاستمرارية، أما جريدة الفنون فهي تصدر منذ عام 2001 ومستمرة بنفس الوهج والمصداقية واحترام القارئ، أما فيما يتعلق بالخروج والعمل على إصدار جديد هو ليس بالأمر السهل الذي يحتاج إلى دراسة كبيرة لاتخاذ مثل هذه الخطوة.
يتميز المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بأنه الجهة الوحيدة التي لا تزال تحرص على ترجمة الأعمال الأدبية المتنوعة من مختلف دول العالم إلى اللغة العربية.. فهل يقوم المجلس بشراء حقوق النشر وترجمة تلك الأعمال؟
٭ بالفعل نقوم بشراء حقوق الترجمة والنشر وهو أمر مكلف، كما نحرص على جودة الأعمال المترجمة وذلك من خلال رفع أجور المترجمين وهو ما زاد من رغبة المترجمين في الإبداع وتقديم الأعمال على أعلى مستوى بهدف احترام عقلية القارئ المتعطش لتلك الأعمال.
«الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية» تضمنت 820 فعالية بمعدل 3 أنشطة يومية
أشار الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي إلى أنه خلال السنوات العشر الأخيرة مر المجلس بمراحل صعبة أدت إلى تدني أدائه بشكل كبير، ولكن عاد بانتفاضة واستطاع بجدارة إحداث طفرة ثقافية، لافتا إلى أن خير مثال على ذلك ما قدمه المعرض في العام الماضي على هامش اختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامة، حيث نجح المجلس في إقامة أكثر من 820 نشاطا على مدار 365 يوما، وبالتالي فإننا نتحدث عن 3 أنشطة ثقافية يومية قدمها المجلس فقط، بالإضافة إلى ما تقدمه مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والجهات الرسمية، وهو ما يؤكد أن الحراك الثقافي الكويتي نشط.
وأضاف أن تلك المعطيات تؤكد أن جمهور الحراك الثقافي في الكويت جمهور فعال وذواق ويضم شريحة ضخمة وحقيقية وليس جمهورا وهميا، مؤكدا أن الجمهور الكويتي هو جمهور متعطش للثقافة بدليل حضوره للفعاليات الثقافية التي تحترم العقول، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على أداء العاملين في المجلس وأسهم بشكل كبير في تطوره، وتابع قائلا: «أصبحنا ننظر بكثير من المسؤولية إلى هذه الأنشطة مع فتح مجالات عالية من التسويق عبر الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، فاليوم على صفحتنا في مواقع التواصل الاجتماعي لدينا عدد قياسي من المتابعين قياسا بكثير من مؤسسات الدولة.
إصداراتنا ليست «مسيَّسة» ولكن لإثراء الثقافة الخالصة
قال الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي أن أبرز ما يميز إصدارات المجلس الوطني هو أن الكويت لم تستثمر إصداراتها للتوجيه إلى أيديولوجية معينة أو فكرة معينة، فهي إصدارات لإثراء الثقافة الخالصة والخالية من أي مؤثرات، في ظل وجود بعض دول العالم التي تسعى لتحويل توجيه إصداراتها الناجحة إلى إصدارات «مسيسة» وهو ما لم تقم به الكويت، كما أن ذلك الأمر لا يقتصر على إصدارات المجلس فحسب إنما ينطبق أيضا على إصدارات مجلة العربي التي دائما ما لمسنا مدى احترامها للقارئ العربي.
وأضاف العسعوسي أن المجتمع الكويتي أصبح لديه ثقة كبيرة فيما يقدمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مشيرا إلى أن المجلس يقوم بدور كبير في تعزيز العلاقات الثقافية مع الدول الأخرى من خلال الفقرات والعروض التي يقدمها من مختلف دول العالم، وهو ما يمنحنا فائدة مزدوجة عبر إتاحة الفرصة لعشاق الفن والثقافة من أبناء الكويت لمشاهدة تلك العروض دون تحمل عناء وتكلفة السفر إلى تلك الدول لمشاهدة هذه الأعمال.