- الصحافة الرقمية لا تحكمها رقابة
- شمام: الصحافة باتت عالماً افتراضياً عبر وسائل التواصل
عاطف رمضان
أكد رئيس مجلس العلاقات العربية محمد الصقر ان الصحافة الكويتية قبل الاحتلال العراقي اختلفت عن الحاضر، حيث كانت تهتم بالخبر، وهي الآن تهتم بالرأي بنسبة ٨٥%.
وأشار الصقر في جلسة «الاعلام في ظل المتغيرات السياسية» التي عقدت امس في الملتقى الاعلامي العربي الـ ١٤، والتي ادارها عمار تقي، الى ان الصحافة الغربية تهتم بالخبر وان كتاب المقالات يوثقون كتاباتهم بمعلومات علمية موثقة ودقيقة.
وقال: انه خلال فترة من الفترات الماضية صحح معلومة للكاتب محمد حسنين هيكل الذي ذكر ان الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد غادر الكويت اثناء الغزو العراقي بمروحية اميركية، مشيرا الى اننا جميعا نعلم ان الامير الراحل الشيخ جابر سافر بسيارة وكان معه الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، والشيخ جابر العلي وكان يقود السيارة آنذاك الشيخ فهد سعود الصباح.
ولفت الصقر الى انه صحح هذه المعلومة لهيكل خلال زيارته مع وفد كويتي لمزرعته الكائنة في مصر، وقال انه لو كانت هناك مروحية اميركية او اسطول اميركي في الكويت ما تمكن صدام حسين من احتلال الكويت.
وذكر الصقر ان الصحافة الرقمية لا تحكمها رقابة وانه بإمكان اي شخص بث معلومات وهي صحافة تعاني منها جميع الدول، مبينا ان الصحافة التقليدية الورقية تتميز بأن من يكتب يحاسب مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي التي تنتهك خصوصيات كثير من الناس.
وبين انه حتى في الصحف الغربية ليست هناك حرية مطلقة للصحافة الورقية، فالحرية المطلقة بمنزلة دمار احيانا، ما يستوجب وجود ضوابط.
وأرجع الصقر سبب تراجع الاقبال على الصحافة الكويتية عربيا مقارنة بالسابق ليس تراجع المستوى المهني بل تراجع تغطية الاخبار العربية وكونها باتت تركز على الاخبار المحلية فقط، ضاربا مثالا على ذلك بعدد قراء «القبس الدولي» التي كانت توزع ٤٠ الف نسخة وفي العراق آنذاك نحو ٣٠ الف نسخة وفي الجزائر ١٠ الاف نسخة وفي المغرب ١٠ الاف نسخة وتونس ٥ الاف نسخة وليبيا ١٠ الاف نسخة، وعدد النسخ اليوم ٥٠ الفا مقارنة بالسابق ١٠٠ الف نسخة حيث كان لدى «القبس» مراسلون في جميع الدول.
وفي رده على سؤال عن عدم وجود حسابات للصقر على وسائل التواصل الاجتماعي، قال الصقر: ليس عندي اي حساب حتى انني استقبل الواتساب ولا ارسل لاحد وأستكفي بنشر المقالات في الصحف فقط.
وافاد الصقر بأن الصحافة في الدول الغربية لها قوتها فالاعلام هناك اقوى من السياسة.
من جانبه، قال وزير الخارجية المغربي السابق محمد بن عيسى: ان لكل بلد عربي خصوصيته في حرية الصحافة، فمفهوم الحرية الان منذ الربيع العربي اصبح مفهوما فضفاضا وباتت هناك حركات واحزاب سياسية.
وقال: ان الحرية ابداع وتوثيق معلومات، فالصحافة مرآة وتتفاعل مع الاحداث.
واشار الى ان الصحافة الرقمية ليس لها قانون او اخلاق لتطاولها على حياة الناس.
وفي الاطار ذاته، قال وزير الاعلام الليبي السابق محمود شمام: ان الصحافة باتت عالما افتراضيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
واشار الى ان المواطن اصبح يقرأ ويكتب وبات المال السياسي يسيطر على بعض وسائل الاعلام ويوجهها وان اكثر من ٦٧% من سكان العالم العربي اقل من ٣٥ سنة وان الاجيال القادمة اصبحت تتفاعل عبر الهاتف.
أشار خلال إحدى جلسات الملتقى الإعلامي إلى أن الكويت تتمتع بسقف عالٍ من الحرية ومساحة كبيرة للعمل الثقافي
العسعوسي: الواقع الثقافي في الكويت ودول الخليج يواجه معوقات كبيرة
- يجب أن تفرض المؤسسات أجندتها الثقافية التي تحد من الأفكار السوداء مثل التطرف
- وغيرها
- الهولي: من المشكلات الحالية أن الإعلام الثقافي لا يدرس في المدارس والجامعات
ناقش الملتقى الإعلامي العربي أمس ضمن جلساته لليوم الثاني موضوع الثقافة الإعلامية والرسالة الإيجابية والمسؤولية الاجتماعية للإعلام وما يجب أن يقدمه الإعلام للجمهور بحيث تكون مادته ذات محتوى قيم.
وحاضر في الجلسة الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي والمدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) في قطر د.خالد السليطي ورئيس قطاع الأخبار في سلطنة عمان د.يوسف الهولي ومدير مكتبة الإسكندرية د.خالد عزب وأدار الجلسة الإعلامية د.بروين حبيب.
وقال العسعوسي في محاضرته إن للكويت دورا كبيرا في العمل الثقافي حيث يقوم المجلس الوطني بإيصال رسالة الكويت الثقافية وتوجيه أنظار المجتمع لمتابعة القضايا الثقافية إلى جانب عكس دور الكويت الثقافي من خلال تنظيم المهرجانات والأسابيع والفعاليات الثقافية وتوقيع الاتفاقيات في هذا الشأن.
وبيّن أنه على الرغم من أن الكويت تتمتع بسقف عال من الحريات ولديها مساحة كبيرة للعمل الثقافي إلا أن هناك إشكالية تمر بها معظم المؤسسات الثقافية ومعوقات تحد من الحركة أحيانا.
وأضاف أن الواقع الثقافي في الكويت والعديد من دول الخليج يواجه معوقات كبيرة جزء منها الواقع الاجتماعي والسياسي وغيرها من الأمور التي تجعل المؤسسات الثقافية لا تقوم بالدور كما تطمح له.
وقال إنه لابد من بذل الجهد للوقوف في وجه تلك المعوقات حتى يقدم العمل الثقافي كما يجب أن يكون دون قيود كما يجب أن تفرض المؤسسات أجندتها الثقافية التي تحد من الأفكار السوداء مثل التطرف وغيرها.
وذكر أن بعض المؤسسات الثقافية تتعامل مع الفعل النخبوي أي أنها تتعاطى مع العمل الثقافي لنخبة وفئة معينة بحيث يكون موجها لهم مضيفا أنه «مع تنوع الوسائل الإعلامية أصبح هناك توسع كبير في هذا المجال».
من جانبه رأى د.يوسف الهولي أنه توجد مشكلة في الوقت الحالي وهي أن الإعلام الثقافي لا يدرس في المدارس والجامعات فيما كان لدى المدرسين في السابق من مصر وفلسطين مفهوم الإعلام الثقافي بـ«السليقة» لأنهم كانوا محبين للأدب والشعر والثقافة.
وقال «أما اليوم فهناك خلط بين مفهوم الثقافة الإقليمي والوطني والعربي والمفهوم الثقافي القادم من الغرب حيث أصبح الأخير يؤثر بشكل واضح على الأول بسبب تنوع وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام.
من ناحيته قال د.خالد السليطي ان جميع الأرقام التي خرجت من الأمم المتحدة في التنمية البشرية تدل على ان هناك تراجعا في القراءة في العالم العربي خلال الـ20 سنة الماضية.
وذكر أن (كتارا) تبحث في أسباب هذا التراجع وتسعى للحد منه مشيرا إلى عدة مبادرات قامت بتبنيها ولاسيما في المجال الثقافي مثل الرواية.
وبين أن عدد الذين قدموا رواياتهم إلى (كتارا) خلال المرحلة الأولى من الجائزة لم يتجاوز 250 مشاركا لكن العدد ناهز 1200 مشارك في النسخة الأخيرة منها.
وشدد على أن هذا يؤكد أن لدى المؤسسات الثقافية القدرة على تغيير واقع العالم العربي وثقافة الإنسان العربي و«لا مانع من وجود جوائز ومحفزات تدعم هذه العملية وتطورها».
من جهته تحدث د.خالد عزب عن مكتبة الإسكندرية وما تتحمله من مسؤولية اجتماعية مبينا دورها الكبير في توفير المعلومة لتكون متاحة للجميع وترجمتها إلى لغات مختلفة.
وقال ان المكتبة تقوم على مشروع ضخم يضم كل الدوريات الثقافية العربية وصورا وأفلاما ووثائق وطوابع مشيرا إلى أنها ركزت بشكل كبير على ما يخص العراق.
وقال: «قمنا بجمع مواد ثقافية كثيرة من العراق وليبيا وسورية لأننا ندرك انه وخلال سنوات سنفقد جزءا كبيرا من تراثنا الثقافي» مشيرا إلى أن المكتبة تعمل بصمت منذ سنوات بهدف جمع تلك المواد.
يذكر ان الملتقى الإعلامي العربي الذي افتتح أمس الأول في دورته الـ14 يأتي تحت شعار (الإعلام حياة) برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك.
الحمر: العلاقة الجيدة ما بين الإدارة والعاملين من أهم عوامل نجاح المؤسسات الإعلامية
أكد مشاركون في أعمال الملتقى الإعلامي العربي الـ14 أمس أهمية العلاقة الجيدة بين العاملين في المؤسسات الإعلامية وملاكها لتطوير واستمرارية تلك المؤسسات ونجاحها.
وأشاروا خلال الجلسة المعنونة «الإعلام.. بين قواعد الإدارة ومتطلبات المهنة» التي أدارتها رئيسة تحرير مجلة فوربس العربية خلود العميان إلى أهمية غياب الصراعات بين إدارة تلك المؤسسات والعاملين فيها لخلق بيئة مثالية للعمل المهني والموضوعي.
وقال المستشار الإعلامي لملك البحرين نبيل الحمر إن من أهم عوامل تطوير واستمرارية المؤسسات الإعلامية العلاقة الجيدة ما بين الإدارة والعاملين فيها، مشددا على ضرورة أن تكون هذه العلاقة قوية وواضحة.
وأضاف الحمر أن عدم التوافق ما بين الإدارة العليا والإدارة التنفيذية في المؤسسات الإعلامية يسبب مشاكل كبيرة تنعكس سلبيا على عمل المؤسسة ومهنيتها.
من جهته، تحدث الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب في شركة فيرست ايكويتي بارتنرز قيس المسقطي عن علاقة الإعلام بالاقتصاد، لافتا إلى الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام الاقتصادي في دعم الاستثمار ونمو الحركة الاقتصادية بشكل عام.
ولفت المسقطي إلى أهمية العلاقة القوية بين العاملين في الشركات وإدارتها لاسيما العلاقة المبنية على الثقة والصداقة بما يسهم في تطور أعمالها ونشاطها.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي في شركة «اف اي بي كابيتال» عمر مغاوري إن هناك نوعين من المستثمرين في صناعة الإعلام احدهما يرى القيمة الإعلام والمهنية والآخر يرى المردود المالي والربحية المادية.
وأوضح مغاوري أن قوانين إعلام البلد الذي تعمل فيه المؤسسة الإعلامية ورأس المال والجهة الممولة لها تلعب دورا كبيرا في سياستها الإعلامية ومهنيتها وموضوعيتها إضافة إلى الجهات المعلنة فيها والتي قد تؤثر إلى حد ما على تلك السياسات.