- الرميحي: لا يوجد مسؤول يستطيع أن يقيد الحريات وبالتالي لابد أن نعزز الثقة بمؤسساتنا الإعلامية
- الحسيني: الحوارات النقاشية بين المسؤول ومن يستخدم أي وسيلة إعلامية أمر ضروري
عاطف رمضان
قال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله: إن من يتبوأ منصبا حكوميا هو في النهاية إنسان وانه لا فرق بيننا كأعضاء حكومة وبين المواطنين، مشيرا إلى أنه كما يتأثر المواطن بالإعلام فالمسؤول الحكومي يتأثر أيضا بالإعلام لكن يجب أن يكون التأثير محكوما بإطار علمي معين.
وأضاف الوزير العبدالله خلال الجلسة الختامية من الملتقى الإعلامي العربي الـ 14 والتي أدارها الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس وكان عنوانها «الإعلام.. تأثير اتجاهات الرأي العام على متخذ القرار»، أنه في أواخر القرن الـ 19 بدأت رؤوس أموال خاصة في أميركا وأوروبا امتلاك مؤسسات إعلامية من أجل محاولة التأثير على القرار السياسي، ولدينا أمثلة كثيرة، فالقرار الحكومي يتخذه بشر يتأثرون بالإعلام كغيرهم، مضيفا أن العديد من نتائج استطلاع الرأي العام جاءت عكس الواقع كما هو الحال في بعض الدول التي استطلعت نتائج الانتخابات الرئاسية وغيرها مما يؤكد أن نتائج الاستطلاعات لا تمثل الواقع في كل الأحيان ولا يمكن الاعتماد عليها.
وتساءل: هل يعقل أنه في سنة واحدة تخطئ مؤسسات قياس الرأي العام في عدم تنبؤها بصحة الانتخابات الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويلي ذلك بفترة 6 شهور تكرار نفس الخطأ الفادح وعدم التنبؤ بفوز الرئيس الأميركي ترامب؟
مصطلحات الوزير
وفي سؤال عن بعض المصطلحات التي ينشرها الوزير العبدالله في مواقع التواصل الاجتماعي ومدى تفاعل الجمهور معها قال العبدالله: لابد أن نفرق بين ما يصدر من هاتفي النقال أو مواقع التواصل الاجتماعي أو المنتديات فهو يعبر عن رأيي الشخصي كمواطن، وأن ما يصدر من فمي خلال اللقاءات أو المؤتمرات فهو كلام صادر من مسؤول حكومي أتحمل عواقبه.
وزاد قائلا: لا أجهز مفردات الكلمات لخلق ضجة فأنا لي كثير من المحبين والمتابعين وفي النهاية أنا بشر أخطئ وأصيب.
تناطح فكري
وتحدث العبدالله عن خلاف لغوي حدث بينه وبين والدته الشيخة د.سعاد الصباح حول كلمة «تناطح فكري»، حيث كانت تقول له والدته إن هذه الكلمة تقال لكائنين يتناطحان، ونصحته باستعمال كلمة «تصادم».
وأضاف: كنت أحاول إقناعها بأنني استعملت هذا المصطلح من مقدمة ابن خلدون، لكنها لها باع في اللغة العربية أكبر مني ولابد أن أنحني أمامها.
وفي رده عن أسئلة بعض الحضور عن التنسيق بين وزارتي الإعلام والخارجية في بعض الأمور المتعلقة بالإعلام وإعداد برامج تلفزيونية جديدة تهم المواطنين، قال العبدالله: وزير الإعلام خلال الـ 4 سنوات الماضية تحديدا هو أكثر الوزراء تنسيقا مع وزير الخارجية للتأكد من أن الإعلام المحلي يعكس السياسة الخارجية وتبادل القضايا التي تهم الإعلام.
وأشار العبدالله إلى أن وزارة الإعلام تعمل لإيجاد برامج جديدة ولدينا 80 برنامجا أسبوعيا يبث في التلفزيون لتلبية رغبات المشاهدين، وان الوزارة مهما أعدت برامج جديدة لتلبي جميع رغبات المواطنين، ونأمل من الجمهور أن يقدر اعترافنا بالتقصير ويتواصل معنا.
تحليلات غير حقيقية
من جانبه أفاد وزير الإعلام البحريني علي الرميحي بأن كثيرا من المؤسسات تستند الى رأي مؤسسات غربية أعطت نتائج أو تحليلات غير حقيقية، وأن كثيرا من مراكز الدراسات تعتمد على الـ «سوشيال ميديا» أو الحسابات الوهمية، مضيفا أنه من الناحية العلمية لا يمكن أن نأخذ وسائل التواصل الاجتماعي لقياس الرأي العام فمن السهل أن ترصد 1000 تغريدة تتبنى ملفا واحدا لكن من الممكن أن يكون وراء التغريدات 6 أشخاص فقط.
وزاد: اليوم لا يوجد مسؤول يستطيع أن يقيد الحريات وبالتالي لابد أن نعزز الثقة بمؤسساتنا الإعلامية، مشيرا إلى أن الدول العربية ليست لديها قوانين تقيد من الحريات مما نتج عنه وجود التشهير لأعراض كثير من الناس، لذا من المهم أن يكون لكل مؤسسة حكومية جهاز إعلامي يساعد وزارة الإعلام على متابعة رسالتها.
وذكر ان هناك تنسيقا فيما بين السياسة الإعلامية الخليجية وأن دول الخليج العربي ليست دعاة حرب، بل أهل سلام وأن الإعلام في وقت الحروب أو الأزمات له ضوابط.
وفي الإطار ذاته قال وزير الإعلام العماني د.عبدالمنعم الحسيني إن الإعلام يؤثر على صناع القرار، مشيرا إلى انه في ظل توافر كم كبير من المعلومات هناك تحديات تستوجب المزيد من التوعية والحوارات النقاشية بين المسؤول ومن يستخدم أي وسيلة إعلامية.
وذكر أن المسألة في الإعلام لم تعد مرسلا ومتلقيا فقط بل هناك مؤثر وهو الذي يقدم رسالة إعلامية ويؤثر على صناع القرار وعلى المجتمع ويساعده في ذلك تعدد وجود الوسائل الإعلامية، مؤكدا أن هذا الشخص المؤثر له دور مهم جدا لا يمكن التغافل عنه.
وأضاف أن أي مؤسسة حكومية معنية بالشأن الإعلامي لابد أن تنصت لكل ما يقال عبر الوسائل الإعلامية المختلفة «وهناك عدة برامج أطلقت عبارة عن أفكار في منصات وسائل التواصل الاجتماعي ترجمت على شكل برنامج».
وقال الحسيني انه عندما يدخل المال السياسي في القنوات الإعلامية يؤدي إلى حدوث إرباك في الإعلام حيث يقدم رسالة إعلامية موجهة تحمل ثقافة معينة قد لا ترضي الجمهور.
ودعا القنوات الفضائية إلى عدم الاحتفاء بالموت والصراعات والموضوعات التي تؤدي إلى الاختلاف «ولابد من الهدوء والتوازن للتعامل مع الطرح الإعلامي وهذه الضوضاء الإعلامية خاصة ونحن أمام تحديات تهدد أوطانا وتهدد أنظمة».