- نطالب الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها والإسراع بإنشاء المحارق وسنتعامل معها وفق القانون في حال عدم التزامها
دارين العلي
أكد مدير عام الهيئة العامة للبيئة الشيخ عبدالله الاحمد ان الهيئة اضطرت لإعادة فتح المجال لاستقبال النفايات الطبية في مرادم النفايات الخطرة مجددا تفاديا لأي مشكلة بيئية قد تحصل جراء انتشار هذه النفايات وحفاظا على الصحة العامة التي تعتبر الهم الأول للجميع.
وقال في رد على أسئلة الصحافيين على هامش رعايته افتتاح مؤتمر ومعرض الكويت التاسع لإدارة النفايات ان الهيئة اتخذت في وقت سابق قرارا بإيقاف تزويد مردم النفايات الخطرة بالنفايات الطبية إلا أن تأخر الجهات المعنية بإنشاء محارق جديدة جعل الهيئة تبادر لإعادة السماح باستقبال النفايات الطبية خوفا على الصحة العامة من تفاقم هذه النفايات.
وحث المعنيين على إقامة هذه المحارق بالسرعة اللازمة للتعامل مع هذه النفايات التي لا يمكن الاستمرار بإبقائها في المرادم الحالية، لافتا إلى ان الهيئة ستضغط باتجاه تحمل هذه الجهات لمسؤوليتها في هذا الشأن وفي حال عدم التزامها سيتم التعامل معها وفق القانون.
وحول المعرض لفت إلى وجود خبرات كبيرة في المعرض يمكن الاستفادة منها بالتوازي مع توجهات الهيئة ومشاريعها في هذا الشأن ومنها المسح الشامل والدراسة التي تجريها مع معهد فرانكهوفر الألماني لإعداد قاعدة بيانات شاملة عن النفايات والتي ستكون مقدمة لإعادة استخراج النفايات ولاستخدامها في إعادة التدوير، مؤكدا عدم فتح مرادم جديدة إلا بموافقة المجلس الأعلى للبيئة، مستبعدا هذا الأمر إذ إن التوجه الحالي للمجلس هو محاولة القضاء على مشكلة النفايات عبر تحويلها إلى طاقة وإعادة تدويرها.
وفي كلمة له خلال الافتتاح شدد الأحمد على أهمية إيجاد حلول لإدارة النفايات بكل أشكالها والحد منها كونها باتت من القضايا المهمة والحيوية في البلاد نسبة للنمو المتسارع ومشاريع التنمية الكبرى.
وقال إن الهيئة تبذل جهودا كبيرة عبر إدارة برنامج التدريب والتوعية لإيصال الرسائل للجمهور للحد من العبث بالبيئة، كما تتعاون مع الجهات الخاصة والحكومية وعلى رأسها الهيئة العامة للصناعة ووزارة الأشغال والبلدية بهدف الوصول إلى أفضل حلول للمشكلات البيئة، مؤكدا ان هذا التعاون سيلعب دورا محوريا مهما في هذه المنظومة بالسعي قريبا إلى إغلاق جميع المرادم في الكويت بعد إسناد أعمال إعادة تدوير النفايات إلى القطاع الخاص.
وأوضح ان الهيئة وقعت مؤخرا على مشروع مسح وإنشاء قاعدة بيانات شاملة لإدارة النفايات في الكويت مع معهد (فرانكهوفر) لتكنولوجيا البيئة والسلامة والطاقة والذي يعد واحدا من أكبر مؤسسات الأبحاث والتطوير في ألمانيا، وذلك بهدف تعزيز النظام البيئي عبر البيانات الحديثة الواقعية والتي من شأنها تطوير وتنفيذ المسوحات البيئية الشاملة وبرامج المراقبة المستمرة للمعايير والمؤشرات البيئية في كل القطاعات.
بدوره، قال رئيس اللجنة المنظمة للمعرض في بروميديا العالمية جمال عمران، ان الهدف من المؤتمر والمعرض هو متابعة كل ما هو جديد في تكنولوجيا إدارة النفايات المختلفة من مخلفات النفط والغاز والبناء والمياه والتربة.
ولفت الى أبرز الموضوعات المطروحة في المؤتمر ومنها عملية تحويل النفايات إلى طاقة وهي إحدى الطرق المستخدمة لاسترداد الموارد ذات القيمة، لافتا الى مفهوم الاقتصاد الدائري أي الاقتصاد الصناعي الذي لا ينتج نفايات أو يحدث تلوثا.
وشارك في المعرض المصاحب عدد من جهات الدولة والقطاع الخاص ومنها البلدية، حيث قالت رئيسة قسم التوعية البيئية في بلدية الكويت م.رجاء الصفار ان مشاركة البلدية في المعرض تأتي لتوعية المواطنين والمقيمين وطلبة المدارس بأهمية المحافظة على البيئة وكيفية التقليل من النفايات وفرزها من المصدر وكيفية إعادة الاستفادة منها بهدف التقليل من النفايات بالكميات الهائلة التي ننتجها يوميا.
من جهتها، قالت مسؤولة مبادرة (نحميها) التطوعية سعاد الجارالله ان المبادرة جاءت لمعالجة مشكلة النفايات العضوية التي تشكل 50% من النفايات المتجه إلى المرادم ولابد من تخفيض نسبتها وهذا ما تعمل عليه المبادرة.
وأوضحت ان الكويت تتخلص من النفايات عن طريق الردم، مشيرة الى ان المرادم في البلاد تبلغ 16 مردما منها 13 موقعا مغلقا وثلاثة مواقع فعالة، مؤكدة ان المبادرة تحمل رسالة وفكرة غير مسبوقة وبسيطة عبر تحويل النفايات العضوية إلى سماد عضوي وتعليم البستنة المدرسية والمنزلية للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للبلاد وهي حل علمي وواقعي وسريع.