- أطمح في دراسة الهندسة الطبية بعد أن جمعت بين تخصصي هندسة الإلكترونيات والكمبيوتر
- الكثير من النماذج النسائية الكويتية استطعن أن يحفرن أسماءهن بحروف من ذهب في مختلف المجالات
- الجهاز قادر على طباعة الدوائر وتحويلها إلى جهاز كهربائي إلكتروني صالح للاستعمال ليؤدي مهامه المطلوبة منه
- رفضت بيع الجهاز لأن الهدف منه هو منتج إلكتروني «كويتي خالص»
أفراح المطيري شابة كويتية دخلت عالم الاختراعات من باب هندسة الإلكترونيات عبر جهاز «PCB Milling Machine» الذي يعد باكورة إنتاجها وأولى خطواتها لتحقيق حلمها في تصنيع أول منتج إلكتروني «كويتي خالص» أو لترى جملة «made in Kuwait» مكتوبة بوضوح وفخر على تلك الأجهزة.
حيث نجحت أفراح بإيمانها بقدرات المرأة الكويتية على تخطي جميع الحواجز والخروج عن المألوف في تصنيع جهاز هو الأول من نوعه في الوطن العربي الذي يعمل على طباعة الدوائر الإلكترونية المستخدمة في صناعة الأجهزة الإلكترونية بدقة عالية تنافس أكبر الشركات العالمية في ذلك المجال.
«الأنباء» التقت بالمهندسة الشابة أفراح المطيري التي أشارت إلى أن الـ PCB Milling Machine قادر على تركيب القطع والدوائر الإلكترونية في مكانها الصحيح، وتحويلها إلى جهاز كهربائي إلكتروني صالح للاستعمال ليؤدي مهامه المطلوبة منه. وإلى التفاصيل:
حوار: كريم طارق
حدثينا في البداية عن مشروع PCB Milling Machine؟
٭ PCB Milling Machine هو عبارة عن جهاز يعمل على طباعة الدوائر الإلكترونية المستخدمة في مختلف الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من الأجهزة، وذلك باستخدام تقنية الحفر والثقب ثلاثية الأبعاد، حيث يعمل الجهاز على قراءة الإحداثيات التي يدخلها المستخدم ليقوم بترجمتها على هيئة دوائر إلكترونية فعالة ذات دقة وجودة عالية تنافس المصنعة في أكبر شركات تصنيع الأجهزة الإلكترونية العالمية.
من أين جاءت لك فكرة تصميم مثل هذا الجهاز؟
٭ تصميم الجهاز هو فكرة مشروع تخرجي في الجامعة الأميركية قسم هندسة الكمبيوتر، فنحن كطلبة ضمن تخصصنا صناعة اللوائح والدوائر الإلكترونية، وكنا نعاني من العديد من المشاكل البدائية في عمل تلك الدوائر، لما كنا نستخدمه من وسائل وأدوات بدائية في تلك الصناعة.
لتولد الفكرة برغبتي في تصميم مشروع كامل وفريد من نوعه يدمج بين التخصصين الدراسيين اللذين قمت بدارستهما وهما هندسة الإلكترونيات وهندسة الكمبيوتر، وقد قمت باستشارة العديد من الزملاء لمشاركتي المشروع، ولكن تلك الفكرة لم تستقطب الطلبة لصعوبة تنفيذها على أرض الواقع.
ومن هنا، بدأ التحدي لتصميم جهازي الخاص بمساعد الدكتور المشرف على المشروع والذي قدم لي الكثير من النصائح والدعم، وقد تطلب الأمر مجهودا متواصلا دام لأكثر من 8 أشهر للجمع بين الدراسة والعمل على إتمام المشروع، حتى قامت لجنة المشروعات في الجامعة باختبار دقته في عام 2015.
هل تمت تجربته بالفعل لإثبات فعاليته؟
٭ بالتأكيد تم إخضاعه للعديد من التجارب من قبل مختصين وأكاديميين في الجامعة الأميركية، بالإضافة إلى أنني شاركت به في العديد من المؤتمرات البحثية في الكويت وعدد من دول الخليج العربي، وقد أثبت فعالياته في تصميم الدوائر الإلكترونية بدقة عالية.
فقد شارك الجهاز خلال عام فقط في أكثر من 14 مؤتمرا في الكويت والإمارات وقطر، كما حصلت على 5 جوائز لحصوله على مراكز متقدمة في تلك المسابقات والمشاركات الخليجية المعنية بالاهتمام بالاختراعات الطلابية في الجامعات الخاصة، فضلا عن اختياري لأكون المتحدث الرسمي للطلبة المبدعين الصناع في أحد تلك المؤتمرات.
ما المكونات الرئيسية التي يعتمد عليها الجهاز لإتمام مهامه؟
٭ PCB Milling Machine يعتمد على 3 مكونات رئيسية لقيامه بمهامه بصورة فعالة وهي: الجانب الميكانيكي، والجانب الكهربائي، والجزء المخصص ببرمجة الجهاز.
فالجزء الميكانيكي من الجهاز يتمثل في اختيار الأدوات اللازمة وتركيبها لعمل المجسم العام لشكل الجهاز، بينما يتمثل الشق الكهربائي في إعداد المحركات الجزئية المخصصة له وتحديد المواقع المخصصة لها في أماكنها المناسبة، بالإضافة إلى تصميم ووضع وحدة التحكم الرئيسية والتي من شأنها أن تتحكم في كل مكونات الجهاز لأداء مهامه على أعلى مستوى من الدقة والسرعة.
وفي النهاية قمت بتصميم وإعداد برنامج خاص لقراءة الدوائر الكهربائية المراد حفرها وطباعتها على «البورد» أو اللوحة الرئيسية للأجهزة المصنع، ليتم في نهاية الأمر تحويل هذه القراءات إلى signals تقوم بتحريك المحركات لرسم وحفر الصورة على هيئة دائرة إلكترونية جاهزة.
إذن هل يمكننا القول إن الجهاز بإمكانه تصنيع أجهزة إلكترونية صالحة للاستعمال في نهاية الأمر؟
٭ نعم، فإن الجهاز بما يحتويه من مكونات رئيسية يقوم بتركيب القطع والدوائر الإلكترونية في مكانها الصحيح، وتحويلها إلى جهاز كهربائي إلكتروني صالح للاستعمال ليؤدي مهامه المطلوبة منه.
كما أنه يتميز بسرعته الفائقة في تصميم تلك الدوائر الإلكترونية، بالإضافة إلى الدقة العالية في تصميم أصغر الدوائر الإلكترونية في مختلف الأجهزة.
كيف يفيد مثل هذا الجهاز الكويت؟
٭ يعد جهاز PCB Milling Machine هو الخطوة الأولى نحو تحقيق حلمي الكبير في إنشاء مصنع داخل الكويت لتصميم الأجهزة الإلكترونية، فما أجمل أن نحمل أو نستخدم منتجا إلكترونيا يكتب عليه made in Kuwait، فهو أمر يدعونا جميعا إلى الفخر، خاصة أن الكويت لا ينقصها شيء للدخول في ذلك المجال فلديها الكوادر الهندسية القادرة على تقديم كل ما هو جديد لفتح سوق كويتية جديدة في هذا المجال، عبر تنشيط صناعة الإلكترونيات لا أن تكون الكويت مجرد مستورد لتلك الأجهزة.
إذن ما خطوتك القادمة لتحقيق حلم صناعة أول جهاز إلكتروني made in Kuwait؟
٭ أتمنى أن تتبنى أي شركة كويتية استثمارية مشروعي لنصنع من هذا الاختراع الصغير مفهوما جديدا للصناعة الكويتية للدخول إلى عالم الإلكترونيات من أوسع أبوابه، لنكون من ضمن أوليات الدول العربية المصنعة للأجهزة الإلكترونية ذات الجودة العالية.
هل يوجد اختراعات مماثلة لهذا لجهاز طباعة الدوائر الإلكترونية في العالم؟
٭ الجهاز هو الأول من نوعه في الوطن العربي، حيث إننا اعتدنا على استيراد الأجهزة الإلكترونية وليس تصنيعها، ولكن فكرة عمل الجهاز متشابهة مع بعض الأجهزة المستخدمة في بعض الدول المصنعة مثل الصين واليابان ولكن بأنظمة وبرامج وأساليب مختلفة.
في الآونة الأخيرة نجد الكثير من النساء الكويتيات دخلن وبقوة في مجال الهندسة.. فما تقييمك لأداء المهندسات الكويتيات وهل هن قادرات على المنافسة وتقديم ما هو جديد في هذا المجال المتطور؟
٭ إذا نظرنا إلى الإحصائيات في العالم فسنجد أن أكثر المهندسات في العالم هن مهندسات دول الخليج العربي، بل ان أكثرهن من الكويت، فالمرأة الكويتية بالفعل استطاعت أن تثبت جدارتها في مجال الهندسة لتؤكد أن هذا المجال بتعقيداته المختلفة ليس حكرا على الرجال فقط، وبالتالي فهي تستطيع منافسته أيضا في كل المجالات الأخرى.
ولست أقصد هنا المنافسة المحلية فحسب إنما المنافسة العالمية أيضا، لما تتميز به الكويت من كوادر نسائية ونماذج مشرفة استطعن أن يحفرن أسماءهن بحروف من ذهب في مختلف المجالات، فالمرأة الكويتية استطاعت أن تكسر حاجز الاهتمام بالأزياء والموضة، لتدخل إلى عالم الهندسة والصناعة والاختراعات والأدب.
من قدوتك النسائية في المجال الهندسية؟ ولماذا؟
٭ هناك العديد من النماذج النسائية المميزة في مجال الهندسة، ولكن قدوتي في الحقيقة هي المهندسة الكويتية منار الحشاش، فقد كنت أحرص على متابعة أخبارها منذ صغري.
ويعود السبب في اختيارها كقدوة لي في حياتي العملية هو وصولها للعالمية، حيث تولت العديد من المناصب المحلية والدولية، فهي أمين عام جائزة الكويت الإلكترونية، ومعينة من قبل الأمم المتحدة تحت ما يسمى بالقيادة الإلكترونية للأمم المتحدة.
ما طموحاتك المستقبلية في المجال الهندسي؟
٭ لدي الكثير من الأحلام والطموحات في ذلك المجال، خاصة أن المجال الهندسي بمختلف تخصصاته يطرأ عليه العديد من التغيرات المتلاحقة والسريعة، فعلى المستوى القريب أحلم بالحصول على براءة اختراع خاصة بمشروع «PCB Milling Machine»، فأنا في الوقت الحالي أصب كل تركيزي على التعرف على الآليات والشروط والجوانب القانونية اللازمة لتسجيل براءة الاختراع.
أما على المدى البعيد فأنا أطمح إلى دراسة الهندسة الطبية، وقد حققت جزءا من هذا الحلم عبر الانتهاء من دراسة تخصصين مختلفين في مجال الهندسة، ففي بداية حياتي الجامعية قمت بالانتهاء من دراسة هندسة الإلكترونيات من ثم الانتهاء من دراسة هندسة الكمبيوتر، وذلك تمهيدا لدراسة الهندسة الطبية والتي تطلب دراسة تخصيين هندسيين قبل الالتحاق بها.
ويعود سر عشقي لهذا التخصص إلى حرصي على الاجتهاد لتقديم اختراعات طبية في هذا المجال الذي يحمل طابعا إنسانيا، خاصة أنه لا يمكن استغلال الاختراعات الطبية بصورة سيئة تهدد البشرية إنما جميعها تهدف إلى مساعدة البشرية.
ما الذي جذب أفراح المطيري للدخول إلى عالم الاختراعات الإلكترونية.. وهل هناك سبب وراء ذلك؟
٭ منذ صغري وأنا أهوى استكشاف ما تحتويه الأجهزة الإلكترونية والكهربائية من مواد بإمكانها أن تقدم لنا تلك الخدمات، فعلى سبيل المثال كنت دوما أتعجب من صورة الأشخاص التي ينقلها عبر التلفاز، وكنت أتساءل: كيف يتم نقل صورة وصوت الأشخاص إلى منازلنا؟
لذلك ومنذ صغري دأبت على إيجاد إجابة عن تلك التساؤلات الملحة لأكتشف الكثير منها مع بداية التحاقي ودراستي في كلية الهندسة.
هل لديك اختراعات أو أفكار أخرى في عالم الإلكترونيات؟
٭ نعم لدي مشروع آخر وهو جهاز إنذار يعمل على نقل الصوت عن طريق الضوء، حيث يفيد هذا الجهاز في نقل الأصوات في حالات الحوادث والحرائق إلى جهات الطوارئ مباشرة فور إعلان الشخص أو طلبه للاستفادة وخلال أسرع وقت ممكن.
برأيك ما الذي ينقص المخترع الكويتي ليكون أكثر إبداعا؟
٭ الشباب الكويتي بمختلف تخصصاتهم واتجاهاتهم لا ينقصهم شيء سوى التشجيع في المقام الأول، فإيمان المجتمع والأسرة بقدرات الشباب واعتبارهم وقود الأمة هو أكبر حافز لتحقيق الإبداع، ليأتي بعد ذلك متطلب آخر وهو ثقة الشباب في أنفسهم وقدراتهم على تحدي المعوقات المحيطة ببيئتهم.
أما فيما يتعلق بمجال الابتكار وخاصة في المجال الإلكتروني فلا بد من وجود هيئة مختصة لإعداد وتأهيل الفئات العمرية الصغيرة المهتمة بالتكنولوجيا والتصنيع، على أن تقوم تلك الهيئة بالمتابعة الدقيقة ودعم تلك الشريحة خاصة في مرحلة ما بعد الجامعة.
هل حصلت على عروض لشراء براءة اختراع الجهاز حتى الآن؟
٭ نعم بالفعل، تم تقديم عرض لشراء الاختراع من قبل إحدى الدول، ولكن كان شرطهم هو الحصول على حقهم في تسمية المشروع وعدم نسبته إلى الكويت، وهو ما دفعني بالتأكيد إلى رفض العرض، لأن الهدف من المشروع هو تحقيق الحلم الذي أسعى إليه في إنتاج أول منتج إلكتروني بصناعة كويتية خالصة.