أقرت جمعية المعلمين مشروع إنشاء مركز الجودة بهدف تشجيع الإدارات المدرسية على تبني وممارسة ثقافة الجودة كأسلوب إداري يسهم في تحقيق جودة التعليم في المؤسسة التعليمية ونشر ثقافة الجودة في الأوساط التربوية والتعليمية عبر الوسائل المتنوعة، الى جانب المشاركة المحلية والعالمية فيما يختص بالجودة ومواكبة الاتجاهات العالمية نحو تحقيق ذلك، وإتاحة برنامج الدبلوم العالي للجودة للراغبين في الحصول على المؤهل.
وأشارت عضوة مجلس ادارة جمعية المعلمين وصاحبة المشروع د.عروب القطان الى ان مفهوم إدارة الجودة الشاملة يعتبر من المفاهيم الادارية الحديثة التي تهدف الى تحسين وتطوير الاداء بصفة مستمرة، وذلك من خلال الاستجابة لمتطلبات العمل، فالجودة الشاملة في التعليم هي معايير عالمية للقياس والاعتراف والانتقال من ثقافة الحد الأدنى الى ثقافة الإتقان والتميز.
وقالت في مشروعها ان المتأمل في عمليات إصلاح التعليم في الوقت الراهن يجد انها حظيت باهتمام كبير في معظم دول العالم، وحظيت الجودة بجانب كبير من هذا الاهتمام الى الحد الذي جعل المفكرين يطلقون على العصر «عصر الجودة الشاملة» باعتبارها احدى الركائز الاساسية لنموذج الادارة الجديد الذي تولد لمسايرة المتغيرات الدولية العالمية والمحلية، فأصبح المجتمع العالمي ينظر الى الاصلاح التربوي والجودة باعتبارهما وجهين لعملة واحدة.
وأكدت القطان ان موضوع الادارة بالجودة أصبح من أولويات المؤسسات التعليمية الرسمية وغير الرسمية، ولعل الاهتمام الكبير الذي توليه وزارة التربية متمثلة في وزيرة التربية الحالية د.موضي الحمود من تمسك بمبدأ الجودة وانه لا تهاون او تنازل عن هذا المبدأ واعتباره من أولويات الأجندة التعليمية لهو دليل على اهمية تبني ثقافة الجودة وممارستها في الميدان التربوي والتعليمي من اجل تحسين المخرجات التعليمية.
وبينت د.القطان ان تبني مفهوم الجودة في التعليم كأحد متطلبات العصر الحديث يقتضي وضع خطط من قبل القياديين والإداريين في الإدارات العليا في الحقل التربوي لتبني هذه الفلسفة الإدارية التي تخترق وتنفذ الى كل اوجه العمل في المؤسسات التعليمية، فصلاح القائد عامل مهم في اصلاح وتطوير الاداء المؤسسي.
وقالت ان طرح هذا المشروع الذي يعتبر الأول من نوعه على المستويين المحلي والإقليمي يأتي من منطلق رؤية جمعية المعلمين لمد جسور التعاون مع وزارة التربية وفق دور تكاملي يساهم الى حد كبير في دعم مسار وخطط العملية التربوية. وحددت القطان اقسام المركز مشيرة الى انه يتضمن 4 مكاتب: أولا: مكتب اعتمادات الجودة، وذلك بالتعاون مع منظمة اليونسكو - فرع القاهرة ويعمل على منح شهادات اعتماد الجودة والآيزو للراغبين من إدارات المدارس والمؤسسات والتي تمنح الفرصة للمديرين لرفع مستوى أدائهم المؤسسي.
ثانيا: مكتب التوعية والتثقيف، يهدف الى نشر ثقافة الجودة وفلسفتها وأهم عناصرها ومعاييرها ليتسنى للعاملين في الحقل التربوي او خارجه ممارسة هذه الفلسفة الإدارية الحديثة كأحد متطلبات العصر الحديث بوعي وإدراك تامين وذلك بإقامة الدورات التعريفية في المدارس بالتعاون مع وزارة التربية وفي الجمعية.
ثالثا: مكتب الدبلوم العالي للجودة، يهدف المكتب الى طرح برنامج دبلوم عال ومعتمد عالميا في ادارة الجودة الشاملة للراغبين في الحصول عليه من مديرين ومعلمين وموظفين كبادرة تعد الأولى من نوعها في الكويت، وذلك بالتعاون مع كلية معتمدة ومتخصصة في ادارة الجودة والمعترف بها عالميا.
رابعا: مكتب البحوث والدراسات والمشاركات العلمية (يتم إنشاؤه مستقبلا)، ويهدف الى اعداد البحوث والدراسات المتعلقة بالجودة وأرشفة المواد العلمية التخصصية والمشاركة في المؤتمرات والملتقيات المحلية والعالمية والمساهمة في إثراء جودة التعليم بالتعاون مع وزارة التربية في متابعة المدارس والإدارات المدرسية الحاصلة على شهادات الاعتماد ومدى تطور أدائها المؤسسي.
واشارت القطان الى انه سيتم لاحقا تقديم تصور مفصشل يحتوي على تفاصيل إنشاء المشروع والتكلفة ومتطلبات الإعداد وان اي اقتراح او اضافة حول المشروع المقترح يمكن المشاركة بها عبر البريد الالكتروني: [email protected]