أصدر الاتحاد العام لعمال الكويت بيانا بمناسبة اول من مايو جاء فيه: كما في كل عام تحتفل الطبقة العاملة وحركتها النقابية بالأول من مايو يوم العمال العالمي، في ظل أجواء سياسية تختلف عن سابقاتها في الأعوام الماضية، فقد ساهم الهدوء النسبي للأزمة السياسية التي كانت تمر بها البلاد خلال السنوات الماضية، في إيجاد مناخ اكثر ملاءمة للعمل بعد انتخاب مجلس الأمة الجديد، واحتلت القضايا ذات الطابع المعيشي والإنساني موقع الأولوية في جدول أعمال مجلس الأمة، إضافة إلى مكافحة الفساد والحفاظ على المال العام، وحماية اليد العاملة الوطنية وإصلاح سوق العمل وغيرها، إلا أن الكثير من القضايا المعيشية لاتزال عالقة والمطلوب من الحكومة العمل على معالجتها في أسرع وقت ممكن، وخاصة منها قضايا الغلاء والإسكان والصحة والتشغيل والبطالة وغيرها، إضافة إلى دفع كبار الشركات ومؤسسات القطاع الخاص بصورة عامة للعب دور اكبر في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعملية تشغيل اليد العاملة الوطنية والقضاء على البطالة.
وأشار البيان إلى أن الدور الإيجابي الذي تلعبه الهيئة العامة للقوى العاملة من خلال القرارات التطبيقية التي اتخذتها من أجل تنظيم شؤون العمل النقابي، ساهم في تحريك عجلة إصلاح الحركة النقابية، وأتاحت المجال للاتحاد العام ان يكسر حاجز الجمود الذي أصاب الحركة النقابية لسنوات عديدة، وان يمد جسور التواصل بين الطبقة العاملة ونقاباتها من جديد.
وجاء انعقاد المؤتمر العام السابع عشر للاتحاد العام لعمال الكويت ليشكل دفعة قوية جديدة في طريق إكمال مسيرة الإصلاح، لكي تعود الحركة النقابية الكويتية إلى سابق عهدها مثالا للديموقراطية ورمزا لحرية العمال في اختيار ممثليهم والمدافعين عن مصالحهم والناطقين باسمهم عبر صندوق الاقتراع الذي غاب طويلا عن معظم منظماتنا النقابية.
وأضاف أن الاتحاد العام لعمال الكويت يعتبر ان التحديات السياسية والأمنية التي تجري في المنطقة المحيطة بنا تتطلب منا تجنيد كافة القوى للسير قدما في طريق التقدم والتطور، حيث ان عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية في البلاد تتطلب تضافر جميع الجهود البناءة والمخلصة من اجل اتمامها بنجاح.
والاتحاد العام هو شريك اساسي وفعال في هذه العملية، لانه يمثل الشريحة الاوسع في المجتمع الكويتي من العمال والموظفين وذوي الدخل المحدود والمتوسط، وهي الفئات الكادحة التي على اكتافها تقوم عملية التنمية وعليها يعتمد نجاحها.
وامام هذه التحديات والظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، الداخلية والخارجية، لابد لنا في هذه الذكرى العمالية الوطنية والدولية الهامة، من التأكيد مجددا على الولاء الوطني الثابت والراسخ لحركتنا النقابية، وفي مقدمتها الاتحاد العام لعمال الكويت، وتجديد ثقتها التامة بالقيادة السياسية الحكيمة للبلاد، متمثلة بسمو أمير البلاد، أمير الإنسانية، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو رئيس مجلس الوزراء، اطال الله بعمرهم.
وذكر البيان أن الاتحاد العام لعمال الكويت ينتهز هذه المناسبة ليؤكد تمسكه بالمطالب العمالية المزمنة والمستجدة على السواء، واستمراره في بذل المساعي المتواصلة من اجل تحقيقها، وفي مقدمتها مطلب الاعتراف بالاول من مايو يوما للطبقة العاملة الكويتية، اسوة بكافة بلدان العالم، واعتباره يوم عطلة رسمية مدفوعة الأجر.
وبهذه المناسبة السعيدة، يسر الاتحاد العام لعمال الكويت ان يتقدم بالتهاني الحارة من جميع النقابيين، وكافة العمال والموظفين، كويتيين ووافدين، العاملين في مختلف القطاعات والمرافق الاقتصادية في الكويت، وفي مختلف المهن والصناعات والوظائف، راجيا من الله تعالى ان يعيد هذه الذكرى عليهم جميعا وعلى طبقتنا العاملة وحركتنا النقابية بالخير والسعادة، وعلى بلادنا بالامن والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.