- الشطي: علينا التصدي لظاهرة التسول واللجان الخيرية تأخذ بيد المحتاج
- المسباح: التسول ليس معصية دينية فحسب بل ظاهرة غير حضارية علاوة على كونه يسبب كره وبغض الله تعالى له
- المري: أي محتاج يستطيع الذهاب إلى بيت الزكاة أو اللجان الخيرية تدرس حالته وتساعده
- الكندري: المتسولون أساءوا إلى المجتمع الكويتي المعطاء
ليلى الشافعي
وصف مفتي المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية الشيخ عبدالعزيز عبدالله آل الشيخ المتسولين بأنهم كذابون ومتلاعبون ولا يجب دفع المال لهم، ومن يدفع لهم يعينهم على الشر، ودعا رجال المرور لمنع المتسولين من ممارسة التسول عند اشارات المرور الضوئية، وقال في برنامج «فتاوى»: يجب منع المتسولين لا أعطاؤهم مالا، حيث إنهم كذابون ويتقاسمون المواقع ويبيعونها كل يوم بينهم والواجب ألا نعطيهم شيئا ابدا، ولا يصح اعطاؤهم فذلك من اعانتهم على الشر.
«الأنباء» قامت باستطلاع آراء علماء الدين والمهتمين بهذه الظاهرة والذين اكدوا على حرمة التسول وعدم جوازه.
بداية، يؤكد د.بسام الشطي ان الاسلام غرس في نفس المسلم كراهة السؤال للناس تربية له على عزة النفس والترفع عن الدنايا وان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفصح عن ذلك في صف المبادئ التي يبايع عليها صحابته ويخصها بالذكر ضمن اركان البيعة حين قال قائل: يا رسول الله انا قد بايعناك فعلام نبايعك؟ قال: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وتصلوا الصلوات الخمس وتسمعوا وتطيعوا، واسر كلمة خفية قال: ولا تسألوا الناس شيئا، وذكر د.الشطي ادلة منع حرفة التسول بكل اشكاله منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم»، وقال: من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل احدكم حبله فيحتطب على ظهره فيتصدق به على الناس خير له من أن يأتي رجلا فيسأله اعطاه او منعه.
ويرى د.الشطي ان العلاج العملي يتمثل في تهيئة العمل المناسب لعل عاطلا قادرا على العمل وهذا واجب الدولة الاسلامية نحو ابنائها اما اذا كان هؤلاء الاطفال الذين يتوزعون على اشارة المرور للتسول لعجز عائلتهم عن العمل فهذا يعطي من الزكاة ما يغنيه رحمة بعجزه، وعن واجبنا نحو الاطفال المتسولين والمدفوعين من اهاليهم للوقوف امام السيارات عندما تغلق الاشارة نجدهم خرجوا مسرعين، هؤلاء طالب د.الشطي بالاخذ على ايديهم ومنعهم من تلك الظاهرة ولا تأخذ العاطفة والرأفة والشفقة بأولئك المتسولين وعلينا التصدي لتلك الظاهرة المتفشية والقضاء عليها وهناك لجان خيرية منتشرة في انحاء الكويت تأخذ بين المحتاج وتعينه على حياته.
فرق بين السؤال والتسول
ويرى الداعية د.ناظم المسباح انه للقضاء على ظاهرة التسول يجب ان نحث الناس على العمل ونرغبهم فيه وذلك من خلال الوسائل المختلفة مثل وسائل الاعلام وخطب الجمعة، فضلا عن حث الناس على دفع زكاة اموالهم وصدقاتهم وتوعية الناس بأضرار الإسراف والتبذير، فكثير من الذين يطلبون المساعدة من الجمعيات الخيرية لا يستحقونها ويحصلون على الاموال لينفقوها في اشياء لا قيمة لها، كما يجب ان يعرف الجميع ان من سنن الله تعالى وجود الغني والفقير فهذه مشيئة إلهية (ولن تجد لسنة الله تبديلا) (ولن تجد لسنة الله تحويلا) فإذا كتب الله الفقر على شخص فعليه ان يتحمل ويصبر وكذلك الغني عليه ان ينفق مما اعطاه الله لتخفيف الحمل عن الفقراء.
ويفرق د.المسباح بين السؤال والتسول بقوله: السؤال في حد ذاته ليس محرما إذا كان الانسان بحاجة لسد ضروراته لكن يجب ان يكون هذا بعدم إلحاح وإن كان من الافضل الا يسأل الناس (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافا) أما التسول فهو ليس مجرد معصية دينية فحسب، بل انه ظاهرة غير حضارية، فهو علاوة على كونه يسبب كره وبغض الله تعالى يوم القيامة للإنسان المتسول الذي يأتي يوم القيامة ولحم وجهه يتساقط مما اقترفه من التسول بغير حاجة فإنه ايضا يحرم المتعففين المستحقين من حقهم في مال الأغنياء.
بيت الزكاة
ويرى مراقب الإعلام في بيت الزكاة حمد المري ان بيت الزكاة ضد التسول بكافة انواعه، ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الداخلية تحذران من التسول ويتم القاء القبض على اي متسول او متسولة وذلك بسبب قيام الكثير من المتسولين بممارسة التسول كحرفة وتجارة وليس للحاجة، والدليل ان الاغلبية العظمى ممن يلقى القبض عليهم وهم يتسولون قادمون للبلاد بكروت زيارة خاصة في رمضان لانتهاز فرصة الشهر الكريم وفي المواسم الدينية والوطنية الاخرى، كما ان اي شخص يحتاج الى المساعدة وهو مقيم في البلاد يستطيع ان يذهب الى بيت الزكاة او اي لجنة خيرية وهم كثر، ويتقدم بطلب المساعدة وتدرس حالته، فإن وجد فعلا انه مستحق تصرف مساعدة له، وحذر المري من الانجرار وراء المتسولين الذين يضربون على وتر العاطفة من اجل الربح السريع وللأسف هذه الظاهرة تنشط امام الاشارات الضوئية والأماكن العامة والمزدحمة وأيضا نرى الاطفال الذين يدفعهم آباؤهم للتسول ويتعلمون انها مهنة سهلة تدر عطف اصحاب السيارات.
وكذلك عمال النظافة يتذرعون بالقيام بالتنظيف امام الاشارات المرورية ويتخذون التسول تحت غطاء حكومي خاصة وقت اشتداد الحرارة في الظهيرة ولفت المري الى انه من الممكن ان يتعرض الاطفال للحوادث امام السيارات او استغلال بعض ضعاف النفوس من المارة، اضافة الى مشاكل سلوكية اخرى كالكذب والسرقة والتحايل لانعدام الرقابة الاسرية كما ان هذه الظاهرة قد تخفي خلفها مخاطر امنية.
ويرى رئيس لجنة زكاة العثمان احمد باقر الكندري ان الجمعيات واللجان الخيرية وبيت الزكاة في الكويت يقع عليهم عبء كبير في مكافحة التسول والقضاء على جذوره، وليس عن طريق التوسع في اعطاء الاموال والملبس والطعام وخلافه لمحترفي التسول الذين اتخذوه حرفة ومهنة، وأساءوا بهذا الى المجتمع الكويتي الذي يتميز بالعطاء وتفقد احوال المحتاجين، وأي محتاج يحضر للجنة نطلب منه الاوراق الثبوتية لحالته وفحص اوراقه والتأكد من انه فعلا محتاج، وقتها نفتح له ملفا به جميع المستندات ونساعده على قدر حاجته، اما ان يجلس امام اللجنة ويمد يده للناس فهذا امر غير مقبول وغير حضاري يشوه سمعة الكويت الناصعة والتي تمد اياديها لكل فقير في الكويت وخارجها، ومع ذلك نجد المتسولين ينتهزون عطف الناس ويقومون بإعداد اساليب وطرق كثيرة لكي يحصلوا على المال.