بقلم الكاتب الأديب هاني عبدالرزاق القعود النبهان
تحلّ في يوم الأحد بتاريخ ٢١-٥-٢٠١٧.. ذكرى وفاة أحد رجالات الكويت الأفاضل وهو العم جاسم محمد الخرافي.. رحمه الله، وأحببت أن أستذكر هذا الرجل من جانب بعيد عن السياسية التي يعد هو أحد فرسانها.
أحببت أن أستذكره من جانب «التواضع»، فقد كان، رحمه الله، متواضعا.. متبسما.. ودودا.. قريبا.. من الجميع.. لم تؤثر فيه تلك الأموال الطائلة وتجعله متكبرا..
وأذكر ذات مرة التقيته في إحدى المناسبات وبعد سلامي عليه وتعريفي له بنفسي.. طلبت منه رقم الهاتف الخاص بمكتبه لكي أقدم له إهداء فقال لي: «أبشر يا ولدي يا هاني وتعال معاي وحنا طالعين للسيارة عشان أعطيك رقم التلفون» فخرج وهو ممسك بيدي بكل اهتمام وفتح باب السيارة وأخرج هاتفه من «درج السيارة» وأمسك بالهاتف واستمر للحظات يبحث عن الرقم الخاص بمكتبه ومن ثم أعطاني الرقم وقالي لي: «الساعة المباركة يا ولدي»... فقلت له أعتذر منك لأني أخذت من وقتك وأشغلتك عن الحاضرين فقال لي وهو يبتسم وبكل تواضع: «لا لا أبدا انت تامر».. كل هذا الموقف وأنا في حينها كان عمري لم يتجاوز ٢٠ عاما!
لم يقل هذا شاب صغير.. ولم يهملني.. ولم يتكبر.. وترك الناس كلهم وانشغل بي وحدي لكي لا أشعر بأنه أهملني.. كل هذا وهو رئيس السلطة التشريعية.. وهو رئيس مجلس الأمة صاحب الالتزامات والانشغالات التي لا تنتهي.. رحمه الله فقد كان متواضعا جدا جدا.. وهذا ما رأيته منه.. وكان هذا هو لقائي الوحيد معه.. وكما يقال: «كل شخص يذكر ما شاهد».. ونسأل الله أن يغفر له ولجميع موتى المسلمين.. وأن يديم بين جميع أطياف المجتمع المحبة والألفة.. وأن يجعلنا دائما اخوة ولا تفرقنا عواصف الحياة العابرة.. فالإنسان بالنهاية هو عبارة عن ذكرى.. وما أجمل حال الإنسان حين تكون ذكراه عطرة من بعده.