- يشربون مياهاً ملوثة ويأكلون طعام الحيوانات
- بدأت العمل التطوعي منذ كان عمري 14 عاماً
- معاناتي لإنجاز معاملاتي الحكومية دفعتني لتأليف كتاب «كيف تؤسس مشروعك»
- رولا دشتي ساعدتنا كثيراً وفتحت لي المجال
- الحس الإنساني أقوى من الحس المالي
- لم أختار اليمن بل اليمن أختارني
تذوق قلبها حلاوة حب العمل الخيري فوهبت نفسها وجهدها وعلمها له، الكويتية الوحيدة على مستوى الخليج العربي التي عرضت نفسها للتهلكة من أجل إطعام جائع أو تقديم الدواء لمريض، انها معالي العسعوسي نموذج نادر لسيدة شابة طموحة تعشق العمل الإنساني والتطوعي، أخبرها د.عبدالرحمن السميط في مرضه بأن: الله سبحانه وتعالى خلقك لليمن وأنا خلقني لأفريقيا، يناديها اخوتها بـ «سميطية» نسبة الى د.عبدالرحمن السميط، رحمه الله، باعتبارها خليفته في هذا المجال، ترى انه لا شيء يعوض إلا ان ترى ابتسامة على وجهها، واجهت الكثير من العراقيل والصعوبات ولم تجعل مشكلة تقلل من حماسها لعملها التطوعي حول عملها في مجالها الإنساني الخيري التطوعي.. نتعرف اكثر من خلال هذا الحوار:
ليلى الشافعي
حدثينا عن بدايتك في العمل التطوعي الخيري الإنساني؟
٭ منذ طفولتي وأنا أميل للعمل التطوعي، حيث أسعى لمساعدة الآخرين من خلال الاشتراك في المرشدات وفي جمع التبرعات لفلسطين وكنت أسعى لمساعدة الآخرين، وعندما بلغت سن الـ 14 عاما تطوعت مع الهلال الأحمر أثناء الغزو الغاشم وتعلمت الإسعافات الأولية وطرق إطفاء الحرائق وكيفية الإنقاذ في مملكة البحرين من خلال دورة لمدة ثلاثة أشهر ولحسن حظي فإن أمي شاركت معي في الدورة، وعند التحرير دخلت الى الكويت مع جيش عاصفة الصحراء بعد 48 ساعة من التحرير للقيام بالإسعافات الأولية، وفي البداية رفضوا دخولي لأني تحت السن القانونية وبعد توقيع أمي على دخولي للمشاركة معها في العمل التطوعي بالكويت تمت الموافقة وتم دخولنا عن طريق البحر وكنا وقتها نشعر بأن خدودنا وأجسادنا بها حرارة من حرائق الآبار، وعندما دخلنا في الليل مستشفى مبارك أول منظر رأيته جثثا في كل مكان على أبواب المستشفى وقالوا لنا احملوا الجثث من هنا وطبعا كان منظرا آراه أول مرة وعمري 14 سنة، وقتها ما تمنيت ألا أرى اي بلد في العالم يحدث لها مثلما رأيته في الكويت، فقررت الخوض في العمل الإنساني لخدمة الغير واستمررت وانضممت الى الدفاع المدني بعد التحرير وفي لجنة البحث عن الأسرى والمفقودين، وبعد ما أكملت دراستي الثانوية حصلت على منحة من الحكومة الكويتية لتكملة دراستي لتفوقي في اميركا، بعد عودتي أصبحت لدي نظرة مختلفة للعمل التطوعي وكان تركيزي على القضايا الاجتماعية التي يحتاجها المجتمع.
ولكنك بدأت بالعمل في البيزنس وهو بعيد عن العمل التطوعي؟
٭ في البداية، كنت قد عملت في البيزنس بعد دراستي في اميركا في هذا المجال ولكن من كثر معاناتي لتخليص أوراقي من الجهات الحكومية قمت بتأليف كتاب بالشراكة «كيف تؤسس مشروعك»، وذلك لانني لا اريد ان يعاني احد مثل معاناتي، وعرفت ان هناك جمعية اقتصادية اجتماعية فذهبت إليها، وللأمانة ساعدتني رئيستها وقتها رولا دشتي، ووجهتني للبيزنس من خلال خدمة المجتمع، وحثتني على ان اكمل في هذا المجال، مجال دراستي، وشجعتني على ألا أياس، وقالت لي: اخدمي المجتمع عن طريق الجمعية فركزت على شريحة المطلقات والأرامل وعلى طريقة كسب المال عن طريق مشروعات منزلية او مشروعات صغيرة واشتغلت سنة كاملة في محو أمية الكمبيوتر.
وكيف انتقلت لليمن؟
٭ طلب مني العمل في اليمن عن طريق شركتي الخاصة، وذلك لعمل تقييم لمشروع اجتماعي، فشدتني مساعدة الفقراء، وذهبت لغرض تجاري لأقيم لهم ما يريدونه، ورأيت بعيني الألم والمعاناة والعذاب في اليمن، حيث شاهدت طالبات تركن الجامعة لعدم وجود دخل لتكملة تعليمهن، ووجدت اطفالا يحملون تنكة ماء ويمشون بها مسافة كبيرة لتعبئة الماء بدلا من ان يذهبوا الى المدرسة، ورأيت آخرين يموتون من المرض والجوع، وعندما ابلغت الشركة التي ارسلتني ان موضوعهم لن يتم، جاء صوت داخلي يقول الله اعطاك عقلا ومالا ووقتا لماذا لا تفعلين شيئا تطوعيا، حتى مكافأة العقد تبرعت بها كلها للأسر التي زرتها خلال فترة تقييم المشروع التجاري من كثر ما تألمت، فالحس الانساني اقوى من الحس المالي، وبدأ الصوت الداخلي يعلو ويعلو وأصمم على الخوض في هذا العمل الانساني.
وكيف تواصلت مع الجمعيات الخيرية؟
٭ بدأت ابحث عن الجمعيات الخيرية في الكويت، فذهبت لجمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية، وقابلت الشيخ نادر النوري - الله يرحمه - ساعدني كثيرا وعرفني على جمعيات خيرية، ولكن حذرني من الاحزاب والانقسامات في المجتمع اليمني، وكان في خوف علي، وذهبت لمقابلة د.عبدالرحمن السميط وشجعني واعطاني مفاتيح النجاح، وأتذكر آخر كلمة قالها لي - رحمه الله - وكان ذلك اثناء مرضه، قال: يا بنيتي ربي خلقني لأفريقيا وخلقك لليمن، ووضح لي صور العمل الخيري، وقتها قررت الهجرة الى اليمن فقدمت استقالتي من وزارة الاعلام.
ومتى ذهبت لليمن؟
٭ لما قررت الهجرة سافرت لليمن عام 2007، وفي 2008 فكرت في الهجرة، وفي 2009 قررت، وكنت اذهب لليمن واعود للكويت في البداية ونظرات القلق من اهلي تحاصرني وخوفهم علي يزداد فأخذت اخوتي في البداية، وأمي كانت معارضة في البداية، وعندما زارتني وزارت مؤسسة «تمكين» وافقت في النهاية على ان تكون معنا لأنني لم اكن وقتها متزوجة واستقررت في اليمن عام 2010 ومن اول ثلاث سنوات ونصف كان هناك نصف استقرار بعدها صارت الحروب الاهلية.
ما أهم المشاريع التي ركزت عليها؟
٭ في البداية ركزت على المشروعات التنموية المستدامة مثل التعليم، المياه، الحرف، انشاء مزارع، ثم اثناء الحرب كانت معظمها مشاريع اغاثة وكانت الاغاثة تشكل من عملنا 20% من قبل واثناء الحرب اصبحت 40% و60% في المجال التنموي.
وكيف تتعاملين مع الوضع الخطر في اليمن؟
٭ الخطورة كانت موجودة منذ بداية عملي في اليمن حيث كانت الحرب الأهلية الآن أصبح الصراع دوليا، وخلال فترة السنوات الخمس أصبحنا مدربين وتعلمنا كيف نتعامل مع المنظمات، وكيف نساعد على مرور المشاريع الإنمائية والتنموية وتسهيل عمل الأطباء وكيفية التعامل في الميدان.
كم يبلغ عدد المتطوعين معك منذ البداية؟
٭ بدأنا بـ 8 أشخاص في «تمكين» قبل الحرب، وكانوا متطوعين من الخليجيين والكويتيين، وبعد الحرب ليس لدينا متطوع واحد لأنهم لا يستطيعون الدخول لليمن بسبب الحصار وبعد إغلاق كثير من المنظمات توقفت «تمكين»، واليوم عندما التحقت للعمل تحت مظلة العون المباشر وصل عدد المتطوعين الى أكثر من 18 متطوعا من الرجال والنساء، وفي الميدان نحو 10 متطوعين ومتطوعات.
وكيف التحقت بالعون المباشر؟
٭ عندما بدأت الحرب عام 2015 استدعتني وزارة الخارجية الكويتية للاطلاع على وضع اليمن، وكان مكتب العون المباشر في اليمن جديدا ومشاريعه محدودة فعرضت عليهم لماذا لا أكون مسؤولة عن مكتبهم في اليمن لخدمة البلد في مجال المياه فقط؟ وطرحت قيمي ووجدتها متطابقة مع قيم العون المباشر، كما وجدت ان استراتيجيتهم عالمية وليست محلية، فتسلمت مهمة مدير متطوع الى ان يستقر الوضع في اليمن، ودخلت اليمن أثناء الحرب، وكانت خطوة جريئة في ان تعين العون المباشر امرأة تدير مكتبا ميدانيا.
لماذا اخترت اليمن بالذات؟
٭ لم اختر اليمن، بل اليمن اختارتني.
ما أكثر العراقيل والصعوبات التي صادفتك كامرأة؟ وكيف تغلبت عليها؟
٭ اليمن مجتمع قبائل، وهم لا يفهمون انني جئت لأقدم المساعدة وأبني معهم مجتمعهم، خاصة ان المرأة مضطهدة في المجتمع اليمني، ورغم اضطهادها فإن اليمنيين يرون ان المرأة خط أحمر، وانها حرمة بمعنى الحرمة، ونظروا إليّ على أنني امرأة وكيف أقوم بهذا العمل، خاصة في ظل ظروف الحرب الأهلية والجماعات المتطرفة وعدم وجود قانون واستمرار الصراع والقذف الذي لا يتوقف، وعندما مرضت لم أجد الدواء لندرة العلاج، وكذلك من الصعوبات التحقيق المستمر لي والاحتجازات والمضايقات، وبحمد الله تغلبت على كل هذه الصعوبات بالتفاهم معهم وتعريفهم بأننا نتعامل مع جميع الجهات المتصارعة، كما نبلغهم عن أي تحرك ونتفاوض معهم، ونحن لا نتدخل في السياسة وان عملنا الإنساني يتميز بالشفافية والمصداقية.
ما الجمعيات التي تتعاون معكم في الكويت؟
٭ جمعية الرعاية الإسلامية وقوافل للإغاثة والتنمية وهناك إقبال كبير من متبرعي الكويت وكثير من الدول العربية ايضا.
هل تنوين التوسع في عملك في دول أخرى؟
٭ الآن أركز على ملف اليمن والعمل به، ولكن أقدم التدريب والتأهيل لأي جهات، فأنوي نقل تجاربي للشرق الأوسط، ففكرتي ان أدرب على صناعة القادة في العمل الإنساني، وهذا هو المهم، وليس المهم لدي التنقل من دولة إلى أخرى، بل تأهيل وتدريب من هم داخل الدولة.
ما الوضع الآن في اليمن؟
٭ الوضع سيئ للغاية لا يتصوره أحد، وهم في كارثة، حيث هناك شح في الحياة وندرة الغذاء والدواء وكل مقومات الإنسان ووضعهم مؤلم، وهناك الكثير منهم يبحثون في القمامة عن طعام لأطفالهم، فقد تدهور الوضع في اليمن بعد الحرب الأهلية والانقلاب تدهورا كبيرا، فثلث سكان اليمن (19 مليونا) لا يتوافر لديهم أبسط مقومات الحياة وأنادي الخيرين بأن يدعموا ملف الغذاء وسقي المياه التي لا يجدونها، حيث يشربون مياها ملوثة، ويأكلون طعام الحيوانات هم وأطفالهم.
هل عارض زوجك عملك لما فيه من صعوبات؟
٭ لم يعارض زوجي الا في بداية زواجي لصعوبة التأقلم مع الوضع، وبعد إشراكه معي وانخراطه في العمل الإنساني أصبح زوجي هو الدافع في هذا العمل، وأصبح ينزل معي في الميدان الخطر، ويقوم بنفسه بتوزيع المساعدات والدخول في مناطق الخطر، وبتأيده لي ووقوفه معي سأستمر في مسيرتي.
«العون المباشر»: معالي العسعوسي نموذج متميز للنساء
قال رئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر د.عبدالرحمن المحيلان إن فوز مديرة مكتب الجمعية في اليمن معالي العسعوسي بجائزة «صناع الامل» الإماراتية مؤخرا هو فوز مستحق لنموذج متميز للنساء اختار التضحية بكل متع الحياة الاعتيادية لإسعاد الخلق. وأضاف المحيلان في تصريح بهذه المناسبة «إننا نفخر بهذا التكريم ضمن مبادرة دولية وتسعدنا قيمته المعنوية التي جاءت لتؤكد سلامة الخط الذي انتهجته في عملها الخيري والإنساني في اليمن للعمل بتجرد لإغاثة المحتاج وتقديم العون للكل دون تمييز لانتماء أو توجه». وذكر أن العسعوسي تمكنت خلال السنوات العشر الماضية في اليمن من بناء أسس لمشاريع تنموية ضخمة ساهمت في التخفيف من شدة الظروف التي تمر بها اليمن اليوم واجهت خلالها كل أنواع الكوارث التي قد يواجهها العاملون في الحقل الإنساني. وأعرب المحيلان عن الفخر بقدرة العسعوسي على وضع لمسات أحدثت فرقا في مثل هذه الظروف من خلال إدارة مؤسسية متميزة لمكتب اليمن ركزت خلالها على مشاريع التنمية المستدامة التي تستثمر تبرع المساهمين في مشاريع يبقى نفعها لأطول وقت ممكن ويمتد لأبعد مدى. وبيّن أن ما قامت به العسعوسي كان ولا يزال ملهما للكثير من الشباب المحبين للخير في العالمين العربي والإسلامي، داعيا الله تعالى أن يكون ذلك سببا في انتشار صناع أمل جدد على مستوى العالم ينتهجون زرع الخير والأمل لا يرجون إلا وجه الله تعالى. من جهته، قال عضو مجلس إدارة الجمعية فيصل الزامل في تصريح ان تقدير جائزة صناع الأمل لمعالي العسعوسي من بين خمسة مرشحين يأتي تسجيلا لظاهرة جديدة في العمل الإنساني وهو تنامي دور المرأة العربية والخليجية والكويتية. وأضاف أن هذا الدور ليس جديدا ولكنه انتقل من خلال العسعوسي الى مرحلة متطورة يكون أساسها العمل المؤسسي المستدام القائم على التضحيات اللامحدودة التي جسدتها هذه المرأة المتميزة.
السيرة الذاتية
معالي سعود العسعوسي من الرائدات في مجال التنمية المجتمعية، وهي حاصلة على بكالوريوس علوم في تخطيط وإدارة السياحة وإدارة أعمال من Virginia Commonwealth University من الولايات المتحدة الأميركية في عام 2002م. كما حصلت العسعوسي على شهادة معتمدة في مجال التنمية المجتمعية كمنحة من مبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطيةThe Middle East Partnership Initiative (MEPI)، في عام 2007م، وحاصة كأول كويتية على شهادة معتمدة في إعداد تقارير الاستدامة من (Global Reporting Initiative (GRI في عام 2011م، وحصلت مؤخرا على تدريب متخصص في القانون الدولي الانساني في عام 2015م من International Committee of The Red Cross (ICRC). وخلال مسيرتها حصلت على العديد من الشهادات المتخصصة في مجال التخطيط والإدارة من عدة جهات محلية وعالمية، ولديها أكثر من 15 عاما من الخبرة العملية في القطاع العام والخاص والخدمة المجتمعية.
بدأت مشوارها العملي عام 1999م وهي طالبة في الجامعة، وبعد التخرج في عام 2002م عملت كمنسقة لإدارة التسويق والتخطيط والدراسات في Virginia Tourism Corporation في الولايات المتحدة الأميركية، وبعد أن عادت إلى الكويت في عام 2003م عملت في وزارة الإعلام الكويتية. كما قامت العسعوسي بتأسيس أول شركة في عام 2006م تحت اسم «United Purse Group»، وقد اشتهرت كأول عربية تقوم بتقديم فكرة وسيناريو الفيلم السياحي الثقافي الذي تم تنفيذه في جمهورية كينيا، وقد حمل الفيلم اسم «رحلة إلى كينيا» وتم عرضه على عدة قنوات فضائية من 2006م حتى 2008م.
أما في مجال النفع العام والتنمية المجتمعية فهي ناشطة منذ صغرها، حيث انضمت كأصغر متطوعة كويتية مع «الهلال والصليب الأحمر» أثناء عملية «عاصفة الصحراء» في عام 1991م، ثم عملت خلال فترة دراستها في الولايات المتحدة الأميركية في ملجأ المشردين لرعاية النساء والأطفال في ولاية فيرجينيا. وبعد أن عادت إلى الكويت في عام 2003م انضمت كمتطوعة إلى الدفاع المدني الكويتي والجمعية الكويتية للعمل التطوعي، ثم انضمت كعضو مؤسس في برنامج «إيمانيات» التوعوي وذلك في عام 2004م.
وفي مطلع عام 2006م انضمت للجمعية الاقتصادية الكويتية لتضع بصمتها على العديد من المشاريع التنموية في الكويت، حيث تطوعت العسعوسي في عام 2007م حتى 2008م كمدير «مركز الأعمال» والذي يدعم تمكين الشباب والنساء في مجال العمل الحر. كما عملت في عام 2008م بالتعاون مع مشروع «من كسب يدي» على تمكين الأرامل والمطلقات من إنشاء مشاريع صغيرة، وذلك لإيجاد دخل مستدام، ثم عملت العسعوسي كمدير للتخطيط والتطوير لمشروع «تأهيل» لمحو أمية الكمبيوتر بالتعاون مع شركة مايكروسوفت العالمية (Microsoft) ومراكز تنمية المجتمع الكويتي، حيث تم تخريج ما يعادل 600 متدرب خلال فترة إدارتها للمشروع من عام 2009م حتى مطلع 2010م.
وأيضا بالتعاون مع الجمعية الاقتصادية الكويتية، قامت العسعوسي بالمشاركة في تأسيس «Co-founder» أول ناد لسيدات الأعمال والمهنيات في الكويت والذي أشهر في ابريل 2009م تحت مظلة منظمة سيدات الأعمال والمهنيات العالمية (BPWI) والتي لها صفة استشارية تحت مظلة الأمم المتحدة «UN». وفي ابريل 2010م أصدرت أول كتاب لها بعنوان «دليل المشروعات الصغيرة» وذلك بالتعاون مع شبكة سيدات الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENABWN)، ويوزع هذا الكتاب مجانا لدعم النساء والشباب وكل من يقبل على الدخول في عالم الأعمال. وفي عام 2010م بدأت بعمل شراكات مع المنظمات العالمية كانت اولها مع مبادرة الشراكة الشرق أوسطية ((MEPI)، وأيضا في اكتوبر 2011م وقعت أول شراكة في الكويت مع منظمة «كونراد أديناور» الألمانية (Konrad Adenauer Foundation) وذلك لدعم انشطة النادي الهادفة لتمكين المرأة والشباب على مختلف الأصعدة.
أما عن نشاطها في منطقة الشرق الأوسط، فقد قامت العسعوسي بتأسيس مبادرة «تمكين» في 2007م في الجمهورية اليمنية، والتي تحولت الى مؤسسة تنموية غير ربحية تحمل على عاتقها مهمة الإسهام في الارتقاء بنوعية حياة أفضل للمجتمع بشكل عام والمرأة والشباب بشكل خاص من خلال إنشاء المشاريع التنموية بلا أهداف ربحية. وحرصت على توسع اعمال المؤسسة في منطقة الشرق الأوسط من خلال اقامة العديد من الشراكات المحلية والتي أثرت المؤسسة بالدعم الفني والمادي. أما عالميا، فمنذ بداية التأسيس قامت العسعوسي بعمل عدة شراكات مع المنظمات العالمية وذلك من اجل تطوير ورفع مستوى اداء العمل المؤسسي التنموي حتى يتماشى اداء المؤسسة مع المبادئ والقوانين والجودة العالمية. انضمت العسعوسي في اواخر عام 2015م لجمعية العون المباشر لتترأس فرع الجمعية في جمهورية اليمن.
ترشحت العسعوسي في عام 2011م لتكون افضل شخصية انسانية في الخليج العربي، وأيضا حصلت مؤسسة «تمكين» ولأول مرة على جائزة «افضل مبادرة مستقلة» ضمن جائزة رواد المجتمع المدني في سلطنة عمان، كما حصلت العسعوسي على جائزة «الخدمة المجتمعية» ممثلة عن الكويت في احتفال يوم العلم في دولة الامارات العربية المتحدة عام 2013م. كما صنفت العسعوسي ضمن الـ (35) امرأة اللاتي غيرن العالم العربي في كتاب «Arab Women Rising» والذي اصدرته جامعة «Wharton» في الولايات المتحدة الأميركية للعام 2014م، كما اختيرت في نهاية 2014م لعرض تجربتها في مؤتمر جامعة هارفرد السنوي في الولايات المتحدة الأميركية. وفي عام 2015م تميزت بأن تكون ضمن قائمة اقوى 100 امرأة عربية نظير إنجازاتها في تنمية المجتمع والعمل الانساني عن طريق أريبيان بزنس. كما حصلت العسعوسي على جائزة المرأة العربية في المجال الخيري ضمن جائزة المرأة العربية للعام 2015م، وصنفت العسعوسي في نفس العام بموسوعة ثمين الكويت ضمن 100 منجز وقائد. وتوجت العسعوسي للعام 2016 كسفيرة ليوم رائدات الأعمال ممثلة عن الكويت.
وخلال رحلتها في عالم العطاء المجتمعي، استطاعت العسعوسي تغيير حياة اكثر من 21000 أسرة جذريا ومساعدتها لتصبح اسرا منتجة في مجتمعاتها، كما استفاد من الحملات الصحية اكثر من 24000 انسان، واستفاد من الحملات الاغاثية اكثر من 100 الف انسان محتاج، واخيرا شاركت العسعوسي في تدريب وتأهيل وتمكين 120 جمعية ومؤسسة غير ربحية ومبادرة شبابية في منطقة الشرق الاوسط في مجال الخدمة المجتمعية، وبهذا تكون معالي سعود العسعوسي أول امرأة كويتية في منطقة الخليج بل الشرق الأوسط رسمت في مخيلتها أهدافا سامية كتبتها بجدها وتفانيها لنشر مفاهيم الانسانية والمواطنة العالمية والمشاركة في تغيير حياة آلاف البشر حول العالم.
وتقديرا لإنجازاتها وإسهاماتها في خدمة الكويت، كرّمها محافظ حولي الفريق أول م.الشيخ أحمد النواف في حفل جائزة محافظة حولي للتميز لعام 2016 والذي أقيم في 17 فبراير 2016 في فندق ريجنسي.
انضمت الى جمعية العون المباشر ـ مكتب اليمن في اغسطس عام 2015 والذي قام بإنجاز اكثر من 25 مشروعا تنمويا وخدميا في مجال المياه ليشمل بناء السدود والحواجز المائية وعمل شبكات توزيع المياه وتوزيع الفلاتر المائية لتنقية المياه، ومؤخرا نفذ مكتب اليمن العديد من المخيمات الطبية والحملات الإغاثية في مختلف المدن والمحافظات اليمنية.
وحصلت العسعوسي على العديد من الجوائز وشهادات التكريم والشكر من قبل الجهات الرسمية والمنظمات الدولية والمحلية في اليمن، وكذلك تم تكريمها من قبل جمعية العون المباشر لهذه الجهود تجاه العمل الإنساني والخيري في 3/2017 بحضور أعضاء مجلس الإدارة والمدير العام د.عبدالله عبدالرحمن السميط.