أصدر الباحث في تاريخ الكويت فهد العبدالجليل مؤخرا موسوعة «لمحات عن الاقتصاد الكويتي القديم.. تاريخ وانجازات جمعية المحاسبين والمراجعين» تضمنت وثائق ومستندات للدور المركزي للكويت عبر الميناء القديم في القرون الثلاثة الماضية.
وتحتوي الموسوعة على ألف صفحة تم خلالها توثيق بدايات الاقتصاد الكويتي واثبات الدور الذي لعبته الكويت كمركز تجاري محوري للمنطقة في فترات مختلفة من التاريخ وتحديدا في الفترة التي سبقت ظهور النفط.
وعرض الكاتب مجموعة من الوثائق التاريخية النادرة التي اظهرت دور الكويت كمركز مالي وتجاري اقليمي في فترات تاريخية مختلفة باعتبارها همزة وصل بين موانئ الغرب في الشام وأوروبا وموانئ الشرق في الهند مستفيدة من موقعها الجغرافي المميز في شمال الخليج العربي.
وعزا الكاتب في موسوعته الدور التجاري للكويت كمركز مالي في المنطقة الى مجموعة عوامل اهمها امتلاكها لأسطول تجاري ضخم من السفن، حيث قامت تلك السفن بتزويد دول الخليج العربي ونجد بالبضائع الهندية وتصديرها ايضا الى حلب فتركيا فدول اوروبا لتصبح في القرن الـ 18 من انشط موانئ العالم.
ولم يغفل الكاتب دور اهل الكويت في نهوض التجارة حينها من خلال تأسيسهم لشبكة نقل تجارية ضخمة وامتلاكهم سفن ومزارع التمور في العراق ومكاتب تجارية في الهند فضلا عن الدور الكبير للغوص على اللؤلؤ في تعزيز الاقتصاد ودعمه.
واستدل الكاتب على تلك المرحلة التاريخية بوثائق الرحالة الأجانب عن الوضع الاقتصادي للكويت وتحديدا في القرنين الـ 18 والـ 19 وتحديدا في عام 1775 الذي شكل مفصلا مهما مع انتقال شركة الهند الشرقية الى الكويت وتحولت معها الى اهم المراكز التجارية.
وارجع الكاتب في موسوعته اول استخدام لكلمة الكويت الى الرحالة العربي الدمشقي مرتضى بن علوان الذي دون اخبار رحلته منذ غادر منزله في دمشق الى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج وزيارته الى الكويت في عام 1709 حيث تناول في مخطوطته المحفوظة في مكتبة برلين في المانيا العلاقة التجارية الوثيقة بين الكويت والبصرة.
واشار الى ان الموسوعة وثقت ايضا ميزانيات الدوائر الحكومية والتي كان اولها دائرة جمارك ورسومات الكويت التي تم تأسيسها في عهد حاكم الكويت السابع الشيخ مبارك الصباح في نهاية القرن الـ19 وتحديدا في عام 1899.
وقال الكاتب العبد الجليل لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الموسوعة اثبتت ان الكويت كانت مركزا تجاريا اساسيا قبل النفط من خلال ميناء الكويت وهو الأمر الذي يمكن اعادة إحيائه من جديد لان الجغرافيا لا تتغير وستبقى الكويت مركزا بين الشرق والغرب.