أسامة دياب
وصف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الكويت د.عبدالعزيز بن ابراهيم الفايز ان القمم الأربع التي استضافتها الرياض في يومي السبت والأحد الماضيين بالتاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معان، لافتا إلى أن الزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية هي الأولى له خارج بلاده بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، تعكس المكانة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية في السياسة الدولية، فضلا عن كونها مؤشرا واضحا على عمق العلاقات السعودية - الأميركية، مشيرا إلى نجاح القمم الأربعة بكل المقاييس وكذلك اللقاءات المنفردة لقادة دول مجلس التعاون مع الرئيس الأميركي.
وأشار الفايز - في تصريحات للصحافيين على هامش مشاركته في احتفال السفارة الإثيوبية بالعيد الوطني - إلى أن ما تمخض عن قمم الرياض الأربعة كان تأكيدا على وحدة الموقف الخليجي تجاه التهديدات الأجنبية، بالإضافة إلى وضوح الالتزام الأميركي بأمن واستقرار منطقة الخليج وعدم السماح للقوى الخارجية بتهديدها.
وأوضح د.الفايز أن الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كان فيها من الوضوح والعزم والتصميم ما شهد به الجميع وخصوصا عندما تحدث عن التهديدات من بعض دول الجوار وجسد سموه موقف الأمتين العربية والإسلامية بعدم السماح للعصابات الحوثية بتهديد أمن واستقرار المملكة وعدم قبول أي تدخل إقليمي في شؤون دول الخليج، وهذا موقف كويتي واضح أكده سموه وكانت لكلماته تأثيرها الكبير على الحضور.
ولفت د.الفايز إلى أن الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في افتتاح القمة العربية الإسلامية - الأميركية مثلت الحزم والعزم وكان، يحفظه الله، واضحا في تحديد مصادر عدم الاستقرار في المنطقة وربطها بالتطورات الإقليمية، وكيف أن ما حدث في ايران من تطورات خلال العقود الأربعة الماضية له تأثيره السلبي على أمن واستقرار الخليج وأدخل المنطقة في دوامة العنف ومن دون الدخول في التفاصيل التاريخية، قال يحفظه الله (إننا لم نعرف الأعمال الإرهابية وعدم الاستقرار الا بعد عام 1979).
وأشار د.الفايز الى أن بيان الرياض الذي صدر بعد القمة كان واضحا في توجيه رسالة لكل من يسعى الى التدخل في شؤون دول الخليج أو تهديد أمنها واستقرارها أنها لن تكون منفردة في مواجهته، بل سيكون معها المجتمع الدولي والدول المؤثرة فيه وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
وأوضح د.الفايز أن مشاركة 55 دولة في القمة العربية الإسلامية - الأميركية في حد ذاته مؤشر قوي على التزام هذه الدول بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وعزمها على المشاركة في مواجهته، مضيفا: ولا ننسى أن مركز مكافحة الفكر المتطرف الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأميركي وعدد من رؤساء الدول المشاركة في المؤتمر وممثلين لعدد من الدول يعبر عن اقتناع جميع هذه الدول بضرورة مكافحة الإرهاب وأهمية محاربة الفكر المتطرف الذي ينتج عنه الإرهاب.
وحول الحوار الخليجي - الإيراني بعد قمم الرياض، قال د.الفايز اعتقد ان مواقف إيران واضحة والحوار دائما يتطلب وجود طرف يرغب فيه وفي اعتناق الحلول السلمية والمناقشات الديبلوماسية وليس تمويل الإرهاب والجماعات الإرهابية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وأضاف: ومتى توقفت إيران عن تلك التدخلات ودعم الجماعات الإرهابية سيكون الحوار مجديا.
وشدد الفايز على أن التطورات توضح الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في السياسات الإقليمية والعالمية، وهي تقوم بذلك بجزء من واجباتها الخليجية والعربية والإسلامية.