أسامة أبوالسعود
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون القانونية ووزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المستشار راشد الحماد ان القرآن الكريم حرص على الربط بين الصف الأول من المؤمنين السابقين بعصرهم وصدقهم، المتقدمين بجهادهم وفهمهم وبين اللاحقين من المؤمنين الراغبين في اتباع الصفوة المختارة واقتفاء أثرها، وقال سبحانه راضيا عن الفريقين (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا، ذلك الفوز العظيم).
جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر «السابقون الأولون ومكانتهم لدى المسلمين» نيابة عن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مع مبرة الآل والاصحاب.
وقال الحماد ان المؤتمر يأتى بين دعوة الى بديهية من البديهيات وخوف من نسيان ما هو من المسلمات، حيث تشوقنا اليه رغبة صادقة في الالتفات بقوة الى كوكبة الإسلام الأولى التي حملت الدين عند مشارقه، وتؤكد أهمية تخوفات معاصرة من سوء الفهم وانقلاب الرؤى تجاه حملة الدين عند مغاربه.
وبين ان الحاجة اليوم ماسة جدا لتوضيح صورة أولئك السابقين الأولين، وهم محمد أو آل بيته صلوات الله وسلامه عليه وعليهم، وهم عمار وصهيب وبلال وأبو بكر وعمر وعثمان وابن مسعود وابن عوف، وهم من عادتهم قريش والعرب والعالم ممن لم يؤمن ولم يصدق آنذاك، وهم الذين يعادينا فيهم العالم الملحد اليوم ويحاربنا من أجلهم.
واشار الى ان الأيام الطوال والدهور المتلاحقة تزيدنا تعلقا بهم وحاجة اليهم، أكثر من تأثيرها في النأي والبعد عنهم، وتطرح مزيدا من الأسئلة والاستفسارات عنهم أكثر مما تمحو وتطمس من آثارهم، فهم أس هذا الدين وسدنته، وهم مآبه ومآزره، وهم محضنه وصدفته.
واوضح انه لا يوجد مسلم فوق البسيطة أيا كان انتماؤه داخل الاسلام، إلا ويكن لهم كل تقدير وافتخار، ولديهم صلة وسبب وعاطفة وهوى، مشيرا الى ان المؤتمر يأتي ليقرب بيننا في الأحكام والمواقف، كما قرب بيننا في الأبدان والمقاعد وليوحدنا في الفهم والرؤى كما وحد بيننا في الأحاسيس والمشاعر، ولتبرز بواسطته القواسم المشتركة الكثيرة بيننا.
وخلص الى ان مجرد التفافنا حول هذا العنوان الكبير لهو أكبر دليل على ان ملف السيرة النبوية والصحابة الكرام وآل البيت النجباء من أهم ملفات حياتنا أثرا، وأبعدها غورا، وأشدها حاجة الى تكرار النظر وترداده في كل مناسبة ومحفل.
ومن جهته قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية د.عادل الفلاح ان الحياة المعاصرة بتعقيداتها وانطلاقها أبرزت ان الانسان دائما بحاجة الى نماذج وأمثلة من بني جنسه يكونون له قدوة ونبراسا، ويقفون أمامه سادة وأبطالا، ينظر اليهم بإجلال، ويتعامل معهم باحترام، ويعتبرهم الأسوة الحسنة في الأخلاق، والقدوة الصالحة في التشريع، والنموذج الكامل في الحياة والتطور.
وبين الفلاح ان للحرية نماذج، وللعدالة رموزا، ولحقوق الإنسان أبطالا، وللسبق في التطور والاختراعات روادا، وهؤلاء السابقون الأولون في نظر الأمم الشرقية والغربية، سخرت لهم الدعايات، وبذلت من أجلهم الأموال، وانشئت بأسمائهم المعاهد، ونحن احق الناس وأولادهم واجدرهم بان نبرز الاولين السابقين في تاريخنا وديننا وفكرنا وحضارتنا لما نرى لهم من فضل، وما نعرفه عنهم من اصالة، وما تمتعوا به من جهاد وفكر وآثار.
ودعا د.الفلاح الى غرس محبة آل البيت الكرام والصحب العظام في نفوس الناس اجمعين، عن طريق بيان وجوب محبتهم، والقيام بحقهم، ومعرفة تفضيل الله لهم، فهو القائل على لسان نبيه وحبيبه (قل لا اسألكم عليه من اجر الا المودة في القربى).
ومن جانبه قال الامين العام لرابطة العالم الاسلامي د.عبدالله التركي ان العالم الاسلامي الذي نعتز بالانتساب اليه، ونحرص على اسعاده والسعادة به، قد دخل معظم شعوبه في دين الاسلام على ايدي الخلفاء الراشدين، ومن جاء بعدهم من حكام المسلمين الذين حرصوا على اقامة دولة الاسلام واستمرار دعوته لتصل الى امم العالم في كل مكان ومعظم الاجيال المتعاقبة في احقاب الزمان.
ومن جانبه اكد رئيس مبرة الآل والاصحاب د.عبدالمحسن الخرافي ان السابقين الاولين هم من ناصروا نبي الامة ونصروا الدين ونشروه في سائر اصقاع المعمورة وهم الذين اوصلوا لنا القرآن الكريم سليما من التحريف والسنة النبوية نقية من الابتداع.
واشار الخرافي الى انه من المؤسف ان يكون هناك جهل كبير في الامة الاسلامية بتراث هؤلاء السابقين وتجن من بعض المتطرفين تجاههم وهم من هم في سابق فضلهم، لذلك جاءت مبرة الآل والاصحاب بتعاون وزير الشؤون الاجتماعية والعمل وادارة الجمعيات الخيرية والمبرات لاشهارها في الثالث والعشرين من فبراير عام 2005.