تعهدت الكويت بمواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى (الاونروا) ماديا وذلك الى ان تتم تسوية قضيتهم وفقا لقرار الجمعية العامة رقم 194.
جاء ذلك في بيان لوفد الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة أمس ألقاه السكرتير الاول في الوفد نايف العتيبي امام لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار التابعة للجمعية العامة خلال مناقشتها أنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى (الاونروا).
وقال العتيبي ان الكويت حكومة وشعبا «ظلت ومازالت» تقدم المساعدة المادية والعينية لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين وتساهم في تمويل العديد من مشاريع البنية التحتية عن طريق المؤسسات الدولية.
وذكر ان الكويت بادرت بتلبية النداء الذي اطلقته الوكالة في شهر ديسمبر من العام الماضي وتبرعت بكامل المبلغ المطلوب وهو 34 مليون دولار لتغطية الاحتياجات من المساعدات الغوثية الطارئة.
واضاف ان الكويت تبرعت كذلك بمبلغ 300 مليون دولار في مؤتمر المانحين في باريس وبمبلغ 14 مليون دولار لاعادة اعمار مخيم نهر البارد في لبنان.
وشدد كذلك على ان الكويت تحرص على مواصلة دعم الاونروا من خلال التزامها الكامل في المساهمة السنوية البالغة 1.5 مليون دولار ايمانا منها بعدالة القضية الفلسطينية التي طال انتظارنا لرؤية حل لها من خلال تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
واشاد العتيبي بأداء الوكالة التي لم تبخل منذ انشائها عام 1949 بأي جهد في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والغوثية الى جميع اللاجئين.
واعرب عن امله في استمرار وتوسيع الخدمات التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس ـ الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسورية والاردن ـ دون تمييز بين منطقة واخرى رغم ما تواجهه من صعوبات مالية كبيرة قد تؤثر في مستوى وحجم تلك الخدمات.
واعرب العتيبي عن قلقه الشديد إزاء وضع السلطات الاسرائيلية العقبة بعد الأخرى امام الأعمال الإنسانية التي تقوم بها الوكالة من تدمير لمرافق ومنشآت ومدارس الوكالة منتهكة بذلك اتفاقية عام 1946 بشأن امتيازات الأمم المتحدة وحصاناتها وكذلك الاتفاق الموقع عام 1967 بين الوكالة وحكومة اسرائيل الأمر الذي يمثل عائقا امام وصول المساعدات للاجئين.
واعرب مندوب الكويت ايضا عن تقديره وإعجابه لتفاني موظفي الوكالة في اداء عملهم في ظل هذه الظروف الصعبة مشددا على ضرورة تمتعهم بنفس ما يتمتع به بقية موظفي الامم المتحدة العاملين في المنطقة من امتيازات.
وابرز معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين اصبح عددهم 4.7 ملايين شخص، مشددا على المسؤولية الدولية لوكالة الاونروا في تقديم جميع الخدمات الممكنة لهم مع الإبقاء على الوكالة الى ان تتم تسوية قضيتهم على اساس قرار الجمعية العامة رقم 194 وممارستهم لحقهم الطوعي في العودة الكريمة الى ديارهم التي شردوا منها ومنحهم التعويضات اللازمة لما لحقهم على مدار عدة عقود من أضرار مادية ومعنوية فادحة.
وتوقع العتيبي استمرار معاناة الشعب الفلسطيني طالما لم يتحقق السلام الدائم والعادل والشامل الذي يجب ان يفضي الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس والانسحاب الكامل من جميع الاراضي العربية حتى حدود الرابع من يونيو عام 1967 تنفيذا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية.
واشار الى ان الممارسات الاسرائيلية القمعية مازالت مستمرة اذ تنتهج الحكومة الاسرائيلية سياسات قمعية ضد السكان المدنيين وتقوم بحملة اعتقالات واغتيالات تتنافى مع ابسط قواعد ومبادئ الشرعية الدولية وتنتهك اتفاقية جنيڤ الرابعة لعام 1949 مستذكرا الهجمات التي قامت بها اسرائيل على قطاع غزة خلال شهري ديسمبر 2008 ويناير 2009.