- القطان: إصلاح ذات البين عمار.. وفساد ذات البين دمار
أسامة ابو السعود
في ليلة مفعمة بالإيمان عامرة بالتقوى ومغفرة الرحمن أحيا أكثر من 40 ألف متهجد ليلة 27 رمضان بمسجد الدولة الكبير التماسا لليلة القدر حيث امتلأ المسجد وجميع الساحات الملحقة به بجموع المتهجدين قبل الصلاة بساعة تقريبا.
وفي تلك الليلة المباركة أم المصلين في الركعات الأربع الأولى الشيخ أحمد النفيس وتبعه في الركعات الأربع الأخيرة والوتر والدعاء القارئ الشيخ مشاري العفاسي الذي بكى وأبكى جموع المتهجدين في مشهد هز أركان المسجد الكبير طلبا للمغفرة من رب غفور رحيم وأن يحفظ الله الكويت أميرا وشعبا والأمتين العربية والإسلامية من كل سوء.
وبين الركعات الأربع الأولى والأخيرة ألقى الداعية الشيخ أحمد القطان الخاطرة الإيمانية حيث قال: «أيها الأحباب الكرام اني أحبكم في الله وأسأل الله أن يجمعني وإياكم على منابر النور في ظل العرش مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا، اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عنا».
وتابع قائلا: أيها الأحبة تلا أمامنا هذه الآية الكريمة «ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها».
وكأني اسمعها لأول مرة، فإذا فتح الله رحمة للزوج فإذا الزوجة جمال وكمال وطاعة وحب ورحمة ومودة، وإذا فتح الله الرحمة في الأولاد فإذا هم من الحافظين البارين المطيعين الكريمين، ذرية بعضها من بعض، وإذا فتح الله سبحانه الرحمة للأبناء تجاه الآباء والأمهات برا وطاعة وأوسط أبواب الجنة، فبر الوالدين أوسط أبواب الجنة.
وأضاف القطان في خاطرته الإيمانية «وإذا فتح الله الرحمة للحاكم فإذا بشعبه يحبه ويدعو له وهو يحبهم ويدعو لهم، واذا فتح الله الرحمة للأمة مكنها في الأرض ومكن دينها.
واستطرد قائلا: أيها الأحبة، رسولنا صلى الله عليه وسلم أعطانا من منطلق هذه الآية أمانات وضمانات فيقول سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني الثالثة سالته ألا يأخذ أمتي بسنة عامة يعني القحط الجدب والمجاعة، فالأمن الغذائي لأمة محمد صلى الله عليه وسلم مضمون، الم يقل الله عز وجل عن نفسه «وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين».
وأضاف: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألت ربي الا يجعل على أمتي عدوا يستأصل بيضتهم، قال فأعطانيها» فهذه الأمة لو اجتمعت عليها الأنس والجن لا يستطيعون القضاء عليها فعندها ضمان وعندها أمان.
وأضاف: «وسألت ربي ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيه هذه، ولهذا أعداؤنا لما سمعوا هذا الحديث أخذوا يحرشون بما بيننا حتى يفسدوا ذات البين».
وتابع القطان قائلا: «انظر وهذا الحديث إنذار مبكر من النبي صلى الله عليه وسلم أننا نحذر التحريش الشيطاني الذي يفسد ذات البين، فكان يحذر ويقول إن فساد ذات البين هي الحالقة ولا أقول تحلق الشعر ولكنها تحلق الدين»، والتي نحن نسميها بالمصطلح الحرب الأهلية عندما تشتعل فلا مساجد تفتح ولا أسواق تفتح ولا بيع ولا شراء وتنتهي الحياة.
وأضاف القطان قائلا: «ولهذا أمر الله عز وجل بإصلاح ذات البين في سورة الأنفال حيث قال: «اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين»، فجعل إصلاح ذات البين في المنتصف مثل القلب عن يمينه تقوى الله وعن شماله طاعة الله ورسوله.
وزاد بقوله: «هذه الرسالة أوجهها الى جميع المستويات سواء بالبيت الخليجي أو الأمة العربية او الأمة الإسلامية يجب أن ننتبه فإن إصلاح ذات البين عمار وان فساد ذات البين دمار.
وتابع قائلا:«أحبتي في الله أعود إلى الآية «ما يفتح الله.....» فإذا الأولاد حفاظ كإمامنا الكريم الذي صلى بنا والشيخ الكريم احمد النفيس، والشيخ مشاري العفاسي وأمثالهم من الحفاظ اسأل الله ان يجعل أولادنا وأولادكم من الحافظين والحافظات وان يضعوا على رؤسنا تاج الكرامة يوم القيامة هنيئا للوالدين هنيئا للبيت الذي فيه حافظ وحافظة.
واضاف: «والله وانا اسمع هذه الأية خلف الإمام الكريم بقراءته الشجية المعبرة كأني أرى رحمات الله تتدفق علينا شلالات وأنهارا ونحن نصلي من يمسك رحمة الله وهو ارحم الراحمين ربي ارحم بي من امي وابي، فليلة واحدة خير من ألف شهر، وشهر واحد بعشرات الأشهر فمن قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
وزاد قائلا: ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا، اي ايمانا بالله الذي فرض وشرع واحتساب الأجر عليه، غفر له ما تقدم من ذنبه.
وختم القطان الخاطرة الإيمانية بالقول: «فهل بقي شيء من الذنوب؟!»، لهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «رغم انفه من ادرك شهر رمضان ولم يغفر له ورغم انفه من ادرك ابويه احدهما او كلاهما ولم يدخلانه الجنة»، اللهم الف على الخير قلوبنا واصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات وجنبنا الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللواء الطراح: الجميع تعاون لإنجاح الخطة الأمنية لتوفير الراحة للمصلينأسامة ابو السعود
رفع وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن العام اللواء إبراهيم الطراح أسمى آيات التهنئة إلى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الأمين بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد.
وقال اللواء الطراح في تصريحات للصحافيين عقب ختام صلاة التهجد بمسجد الدولة الكبير عن متابعته للأوضاع الأمنية في مراكز التهجد والقيام في الليالي العشرة المباركة «الحمد لله وصلنا اليوم ليلة 27 رمضان عسى الله ان يعيدها علينا بالخير ان شاء الله، وتم تنفيذ الخطة الأمنية كما يجب ولله الحمد، ونحن نشعر بارتياح الناس حيث استطعنا ان نغطي بشكل رائع عملية تأمين المساجد على مستوى الكويت في كافة المحافظات.
وأضاف قائلا: جميع الجهات شاركت معنا بهذه الخطة الأمنية مثل النجدة والمرور والمباحث الجنائية وامن الدولة والإطفاء والطوارئ الطبية والبلدية في كل الجهات الحكومية المعنية بهذا الأمر صراحة قاموا بجهود مشكوره.
وأكد أن الجميع يعمل على قدم وساق مؤكدا ان الحضور في مسجد الدولة الكبير كان كبيرا جدا واستطعنا ان نؤمن الجمع العظيم الذي ترونه الليلة من إخواننا المصلين ولله الحمد.
وأعرب اللواء الطراح عن سعادته لنجاح الخطة الأمنية وأن جميع الجهات التي شاركت معنا أدت مجهودا عاليا جدا حتى الاخوة المتطوعين قاموا بجهود كبيرة جدا.
وأضاف قائلا: «وأنا وأخي وكيل وزارة الأوقاف لقطاع المساجد د.وليد الشعيب قمنا بجولات في جميع المحافظات منذ بداية العشر الأواخر، واليوم حقيقة غطينا مساجد العاصمة بشكل مكثف لأن الليلة 27 بالذات التي يكون الحضور فيها كثيفا في العاصمة وفي المسجد الكبير.
وعن المعوقات التي واجهتهم خلال الشهر الكريم قال اللواء الطراح: «لا توجد اي معوقات والكل متعاون وكذلك الجهات التي شاركتنا من متطوعين سواء من وزارة الأوقاف أو من المساجد نفسها كان الجميع متعاونا جدا، وايضا من الدفاع المدني الجميع متعاون وأيضا المصلون ملتزمون ومتعاونون معنا وهذا الشيء ساعدنا كثيرا في أعمالنا حتى إخواننا بالمرور استطاعوا أن يفتحوا الطرق بشكل طبيعي والنجدة كذلك ولله الحمد، وكانت الاحترازات عالية جدا لان الجموع كبيرة، فهو شيء طبيعي ان تكون هذه الاحترازات بشتى المجالات ليس امنيا فقط انما حتى على الصعيد الطبي، فهناك كبار السن وتوجد بهم امراض من ضغط وقلب وغيره فيجب ان نكون قريبين من الحدث وتواجدنا كان لخدمة المصلين في كل انحاء الكويت».